السبت، 23 فبراير 2013

عندما يذوب الحنين . . . . . . عشقاً ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .


عندما يذوب الحنين . . . . . . عشقاً   ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .
--------------------------------------
شاءت إرادة الله العلى القدير . . أن يخلق المرأة ومن على شاكلتها من النساء ، رقيقة المشاعر ، عطوفة وحانية ، حالمة وهائمة ، فى دنيا الرومانسية والهوى والغرام .
ويقيناً . . أن الخالق سبحانه ، قد إبتغى من وراء ذلك حكمة يعلمها ، وغاية يريدها ، حين خلق المرأة على هذا النحو من الرقة والحنان . . . مصداقاً لقوله تعالى ، فى كتابه العزيز : " وخلق كل شئ ، فقد ره تقديراً "  صدق الله العظيم .

ولقد صادفنى كثيراً . . عبر سنوات حياتى ، نساء ونساء ، كن على قدر كبير من جمال الروح وصفاء النفس ، وطيبة القلب ، ورقة العواطف والمشاعر ، وربما فاق جمالهن هذا ، جمال جميلة الجميلات ، وأروع الفاتنات .
وبنفس القدر ، وربما يزيد ، قابلت نساءً ونساء ، لهن من جمال الوجه ورشاقة الأجساد ، ما فاق كل وصف وخيال ، ولكنهن كن كتمثال من حجر صنوان ، أحسن النحات صنعه بدرجة فائقة من الفن والإتقان ، فجعله ذات مقام عال من الحسن والبهاء ، ولكنه فاقد الروح أصم ، كما الأصنام ، لا نشعر له بنبض ولا حياة .

وبين هؤلاء وهؤلاء . . هناك فئة قليلة من النساء والفتيات ، تجمعن بين جمال الأرواح وجمال الوجوه والأجساد ، يشعر المرء منا حين يلقى إحداهن ، أنه يقيناً أمام ملاك ، لا يشبهها ولا يدانيها واحدة من جنس حواء ، إلا ما شاء الرحمن فى خلق الأشباه ، بقدرته التى لا تدنوها ولا تعلوها أى من القدرات .
ولقد كانت فاتنتى . . هى إحدى الفتيات النادرات ، اللاتى جمعن بين الجمال والجمال وروعة القلب ورقة الإحساس .

عرفتها منذ سنوات مضت . . فى إحدى ليالى البرد والشتاء ، ولم يكد يمضى على تعارفنا سوى يومان ، حتى صرت محباً لها ، بعدما كنت أكتفى بالقرب منها أو نيل الوفاق ، ولكننى حين إقتربت منها على مدى القليل من الأيام ، أحسست أن قلبى قد تعلق بحبها ، وقد مال إليها بالعشق والغرام ، وصارت هى عندى كل الحياة ، وأضحى جمالها هو سر كل الجمال ، وأمست هى فاتنتى التى فاقت بسحرها ودلالها كل الفاتنات .
أما هى . . فقد كانت فى غاية الروعة والرقة والحنين والحنان ، وكنت أشبهها دوماً ، بعروس من ورق السوليفان ، وكم كنت أخشى عليها حتى من نفسى ، حين تشتد بيننا الأزمات ، فهى فى ناظرى ، رقيقة المشاعر حالمة ، ولا تقوى على تحمل الصعاب الجسام .

ومضت الأيام تلو الأيام . . وإزداد بيننا الحب ، وإشتعل العشق ، وتوالت الأحلام ، حتى صار كل منا يأبى الحياة ، بلا رفيقه ومؤنس وحدته فى دنياه .
وذات يوم من الأيام . . زرع الشيطان بيننا بذرة الخلاف ، حول أمر هو فى حقيقته من أمور الحب والغرام ، حسبته أنا حب وخوف وحرص من الأشرار ، وحسبته هى شك وغيرة وإنعدام ثقة بلا أساس .                                                     

وكعادتها حبيبتى ، لم تتوانى فى النيل لذاتها وكبريائها ، وأبت الإنصياع ، لصوت يصدر من القلب والوجدان ، ينادى بأعلى صوت : أيها العشاق . . لا يطيحن بحبكم العناد ، وكعادتى أنا كنت معها صبوراً طويل البال ، حتى هدأت العاصفة وإنقشعت الغيوم وسكنت الرمال ، وجلس كل منا إلى حبيبه ليعاتبه ، فما وجدنا للعتاب من كلمات ، وتساقطت الدموع من مآقينا ندماً على ما ضاع وفات ، من ساعات وأيام ، هى فى حكم الزمان من أغلى وأثمن الأيام ، وعاد كل منا ثانية ، ليسبح فى عيون الحبيب العاشق الولهان ، وذابت الكلمات ، وذابت معها كل أوجاع الخصام .       

ولكنها لم تذب وحدها ، بل ذاب معها الحنين ، وإستحال عشقاً ، لا يضاهيه فى العشق ، سوى عشق الوحيد ولوعة الحنين الفتان .
                                                                       
                                                             وإلى مقال آخر إن شاء الله .  

الثلاثاء، 5 فبراير 2013

مصارع الرجال . . . على مذابح الهوى والغرام ! ! # بقلم : د . وحيد الفخرانى )


مصارع الرجال . .. . على مذابح الهوى والغرام   ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
----------------------------------------------------
غريبة هى الحياة . . . وعجيبة تصريفات الأقدار . . تمضى سنوات وسنوات ، منذ مولدنا وحتى الممات ، نروح ونجئ ، نقابل أشخاصاً وأناساً هنا وهناك ، ونظل نمضى فى طريق رسمته لنا الأقدار ، ونحن نظن غفلة منا ، أنا من إخترناه ، وننسى أن للكون خالق له فى خلقه شئون وإختيار ، منذ بدء الخلق وحتى يحين الأوان ، ويصير الكون كله إلى عدم وفناء ، وينادى العلى القادر الباقى من فوق سمع سماوات : لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار .

هكذا شاءت الأقدار . . وعلى هذا النحو سارت الحياة مع ضاحى . . ذلك الرجل صاحب القلب الطيب ، والطبع الهادئ والمشاعر الودودة . . الذى يبلغ من العمر خمسة وأربعون عاماً ، فقد أمضى ضاحى سنوات عمره منذ تخرجه من الجامعة فى كلية الهندسة ، وشغله وظيفة معيد فيها ، ثم حصوله على درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية ، وعودته مرة أخرى إلى مصر للتدريس بجامعاتها ، ثم تدرجه فى المناصب ليشغل وظيفة رئيس قسم الهندسة المدنية بالكلية . . وكان ضاحى قد تزوج من إحدى قريباته ، فور حصوله على الدكتوراة وعودته إلى مصر ، وأنجب منها ولدين وبنت واحدة . . وإستمرت حياته هادئة ومستقرة ، ولم يكن ينقصها شئ سوى الحب .

وذات صباح .. . وبينما هو جالس فى مكتبه بالكلية ، يحتسى قهوة الصباح المعتادة ، إستعداداً لإلقاء محاضرة على طلبة الدراسات العليا بالكلية ، دخلت عليه فتاة فىالثلاثين من عمرها ، على درجة من الحسن والجمال . . لفت نظره للوهلة الأولى أن ملامحها ليست ملامح فتاة مصرية ، وإنما تميل كل الميل ناحية ملامح نساء الشام ،العيون الواسعة والجباه العريضة والقسمات المحددة الواضحة ، وكانت متوسطة الطول رشيقة الجسد أنيقة الثياب ، تعلو وجهها مسحة من المكياج الهادئ . . ألقت عليه السلام والتحية ، وردها إليها ثم إستأذنت للجلوس فأذن لها ، وبادرت بالحديث عن نفسها . . أخبرته بأن إسمها حنان ، وأنها مهندسة متخرجة منذ ما يزيد على عشر سنوات ، وأنها سورية الجنسية من أب سورى وأم مصرية ، وهى تعيش الآن فى مصر مع أمها فى إحدة ضواحى القاهرة ، عاصمة المعز . . وبدوره سألها هو :عن سبب الزيارة ، فأخبرته أنها حاصلة على درجة الماجستير فى هندسة البناء من جامعة دمشق ، وأنها تريده أن يشرف لها على رسالة الدكتوراة ، التى تنوى التقدم بها إلى كلية الهندسة بجامعة القاهرة .

وعلى الفور . . . وبدون أدنى تردد ، أبدى ضاحى إستعداده للإشراف على رسالتها المزمع تقديمها ، وطلب منها إحضار بعض الأوراق والمستندات الخاصة بها ، وحدد لها موعداً لمقابلته فى صباح اليوم التالى ، على أن يكون معها موضوع الرسالة لمطالعته . . إستأذنته حنان فى الإنصراف ، ووقفت لتودعه ، وإمتدت يدها إليه لتصافحه فصافحها وإنصرفت ، وياليته ما فعل .

إنها المرة الأولى . . . منذ سنوات طويلة ، التى تلامس فيها يد ضاحى يد فتاة أخرى ، على هذا القدر من الجمال الفتان ، منذ آخر مرة لامست يده يد محبوبته ، وقد مضى عليها أكثر من إثنى عشر عاماً . . واليوم هاهى الأيام تدور دورتها المعهودة ، لتلامس يده يد فتاة تنطق بالأنوثة الصارخة ، التى تكشف عنها رشاقة جسد وأناقة ملبس وروعة إبتسامة .
لقد إهتزت كل أوصال ضاحى هزة عنيفة ، لم تكن تخطر له على بال . . وبعد أن إنصرفت الفتاة ، ذات الجمال والدلال ، جلس ضاحى وحده شارد الذهن حر الخيال ، يحدث نفسه وتحدثه ، ويتساءل قائلاً : ماذا دهاك أيها الرجل العاقل الهادئ الرزين ؟ ماذا حدث لك ؟ وماذا فعلت بك تلك الفتاة ، التى ما إستغرق حديثها معك سوى عشر دقائق أو يزيد قليلاً ؟ وما هذه الهزة العنيفة التى شعرت بها ، وقت أن إمتدت يدها لتصافح يدك ؟ ولم تشعر بأنك ما تركت يدها إلا بعد أن جذبتها هى ؟  تساؤلات وتساؤلات أخذت تدور من حوله وهو جالس شارد الذهن ، ولم يقطع ذلك الشرود سوى صوت إحدى الطالبات ، تنبهه إلى حلول موعد إلقاء المحاضرة .

إمتدت يده لتجمع أوراقه من على سطح مكتبه ، بعد أن لملم ما تبعثر من أوصاله ، وتوجه متباطئاً نحو قاعة المحاضرات ، كى يلقى محاضرته على طلبته ، ويا ليته ما فعل . . لقد كانت أسوأ محاضرة ألقاها منذ سنوات ، ولم يستطع خلالها أن يتفاعل مع الحاضرين ، وأنهى محاضرته قبل موعدها بنصف ساعة ، وعاد مهرولاً إلى مكتبه ، فحمل حقيبته وإتجه مسرعاً نحو سيارته ، فاستقلها وعاد إلى منزله ، وهو فى حالة من الشرود والتوهان . . توجه ضاحى على الفور إلى حجرة مكتبه ليغلقها على نفسه ، ويحاول جاهداً أن يسترجع شريط حياته بأكمله ، التى إنقضت كلها ما بين الدراسة والبحث والجامعة ، والبيت والزوجة والأولاد .

إنقضى النهار ثقيلاً ..ثم تبعه ليل بطئ وطويل ، حتى بزغ فجر اليوم التالى وسطعت شمسه ، كى تعلن عن مولد يوم جديد فى حياة ضاحى ، ولكنه لم يكن يوماً كأى يوم . . إنه اليوم الذى سوف يلتقى فيه للمرة الثانية ، بهذه الفتاة التى قلبت بمجيئها حياته رأساً على عقب ، إستقل سيارته وإنطلق مسرعاً نحو الجامعة ، حتى وصل إلى هناك فتوجه على الفور إلى حيث مكتبه ، وكانت المفاجأة السارة فى إنتظاره . . إنها الحنان . . إنها الحنان ، لقد حضرت مبكراً عن موعدها بنصف ساعة ، وإنتظرت مجيأه وها هو قد حضر . . أحس ضاحى على الفور بسعادة غامرة تعم كل كيانه ، ما شعر بها منذ سنوات ، طلب قهوته كالمعتاد ، وطلب لها كوباً من الشاى ، ودار بينهما حوار طويل إستغرق أكثر من ساعة ، وكان حواراً دافئاً من الطرفين .

لقد بدا واضحاً لحنان . . وضوح الشمس فى كبد السماء ، أن ضاحى قد إرتاح للحديث معها . . وبدا جلياً لضاحى أن حنان لم تمانع فى قرب ما بينهما ، وبدون أن تطلب هى ، أعطاها رقم هاتفه المحمول الخاص بالأصدقاء  ، وأعطته هى بدورها رقم هاتفها المحمول ، على وعد بينهما بالتواصل ، ونهضت حنان كى تستأذن مودعة ، وإمتدت يد ضاحى هذه المرة كى يصافحها ، أعطته حنان يدها فصافحها وأطال المصافحة للحد الذى أكد لحنان أنه يرغب فى القرب منها . . إبتسمت هى إبتسامتها الجميلة المعهودة ، وغلبها حياء الأنثى فإستدارت وإنصرفت .

ولم تمضى سوى ساعات قليلة وقد حل المساء ، وإتصل ضاحى بحنان كى يطمئن عليها فشكرته وتبادلا الحديث لحظات ، وعلى مدار ثلاثة أيام متصلة ، توالت الإتصالات الهاتفية بينهما عدة مرات صباح مساء ، حتى تلاقيا خارج أسوار الجامعة لقاءات خاصة ، وكانت بداية مصارحة كل منهما للآخر بمكنونات صدره نحوه ، وأسعدت تلك المصارحة والمكاشفة كل من الحبيبين .
ودارت الأيام دورتها . . ومع مرور كل يوم كانت علاقة الحبيبين تزداد قوة ومتانة ، ويزداد معها تعلق ضاحى بحنان ، لقد كانت كلماته لها تكشف دائماً عن حب دفين وغرام مشتعل ، وكانت كلماتها له تنم عن إرتياح كبير وتعلق به .   

وبعد مرور عدة شهور على بداية تعارفهما . . وذات صباح ، إتصلت حنان بضاحى ، وأخبرته بأنها تريد لقاءه فى ذات اليوم على وجه السرعة فى أمر هام . . لم يتردد هو فى تحديد موعد للقاء بينهما فى عصر ذات اليوم ، وذهب ضاحى فى ذات موعد اللقاء وذات المكان الذى إعتاد أن يلتقى فيه الحبيبان ، ليجلسا سوياً ويتبادلا المشاعر الرقيقة والأحلام . . لم تمضى سوى لحظات حتى حضرت حنان كعادتها ، جميلة ورشيقة ومتأنقة ، ووقف لها ضاحى فأجلسها حسبما إعتاد فشكرته وجلست ، ولم يدع ضاحى الدقائق تمر فى صمت وسكون ، حتى بادرها على الفور بالسؤال :
سألها : خيراً يا حنان . . ما الأمر العاجل الذى دعاكِ إلىطلب اللقاء على وجه السرعة ؟
قالت ( وهى تحاول أن تطمئنه ) : لا تنزعج يا عزيزى . . الأمر بسيط ولكنه ضرورى وهام .
قال ( متلهفاً ) : إذن أخبرينى به يا حنان . . كى تهدأ نفسى ويستريح فؤادى .
قالت : بالأمس . . إتصل بى شقيقى مروان من سورية ، وأخبرنى بأن والدى مريض مرضاً شديداً ، ويريدنى أن أكون إلى جواره فى الفترة المقبلة .
قال ( متسائلاً ) وهل مرضه خطير إلى هذا الحد الذى يستلزم سفرك إلى هناك ؟
قالت : لا . . ولكنه أصبح الآن رجلاً مسناً ، ويحتاج إلى من يرعاه ، وأنا وحدى من يمكنه القيام بذلك ، لأننى إبنته الوحيدة .
قال ( منزعجاً ) : ومتى يجب أن تسافرين يا حنان ؟
قالت : بعد غد . . لقد طلب منى أخى ضرورة السفر بسرعة إلى هناك .
قال ( مندهشاً ) : بعد غد ! !  إنه موعد قريب جداً . كيف ذلك هكذا فجأة ؟
قالت ( مبررة ) : إن ظروف مرض والدى تحتم علىّ السفر بسرعة .
قال ( وقد بدت عليه علامات القلق ) : ومتى سوف تعودين يا حنان ؟
قالت ( بصوت مرتعش ) : لا أعلم يا ضاحى . . لا أعلم .
قال ( وقد خفق قلبه بشدة ) : كيف لا تعلمين ؟ هل هو سفر بلا عودة أم ماذا يا حنان ؟
قالت : لست أدرى يا ضاحى . . إلى متى سوف أغيب .
قال ( متسائلاً ) : وأنا ماذا سوف أفعل بدونك ؟ ألم تفكرى فى ّ أبداً ؟
قالت ( وهى تتألم ) : ومن أدراك أنى لم أفكر فيك ؟ ألسنا أحبة ؟ ألسنا أصدقاء ؟ إننى منذ أن أخبرنى شقيقى بالأمس لم يتوقف عقلى عن التفكير فيك قط . . ولكن ما بيدى حيلة ، والدى مريض ويحتاجنى إلى جواره ، ولا أستطيع أن أتركه وحده فى مرضه هذا ، إنك لا تعرف كم هو عزيز وغالى على نفسى . . لقد فعل من أجلى ، مالم يفعله أحد فى هذا العالم ، إنه أبى وصديقى وحبيبى ، وهو عندى أعز وأغلى الناس على الإطلاق .
قال ( وقد بدت عليه علامات الغرق ) : وماذا عن والدتك ؟ ألا تستطيع هى السفر بدلاً منكِ ؟
قالت : أمى لم تعد تقوى على مثل هذه المهام ، وسوف تظل هنا عند خالتى فى مدينة بنها .
قال ( وصوته يرتجف ) : وأنا يا حنان ؟ ماذا عنى ؟ وكيف أقوى على العيش بدونك ؟
قالت ( والدموع فى مآقيها ) : لست أدرى . . لست أدرى . . إننى أكاد أجن من إبتعادى عنك .
قال ( وهو يذكرها ) : أنتِ تعرفين تماماً أنى أريدك ، وأريد الحياة إلى جوارك .
قالت : إن كنت تريدنى حقاً تعالى معى إلى بلدى ، لنتزوج ونعيش هناك مع أبى وإخوتى .
قال : كبف ذلك ؟ وكل حياتى هنا ، وعملى بالجامعة . . أهلى وأصدقائى ومن قبلهم أولادى .
قالت : أنا لا أرغمك على شئ ، ولكن ظروف الحياة هى التى فرضت علينا الفراق ، وأنا أحاول أن أجد لى ولك مخرجاً .
قال : وهل هذا مخرج ؟ الحل المناسب أن تبقى معى هنا ، وسوف نتزوج ونعيش سوياً فى مصر
قالت : وكيف أترك أبى هناك وحيداً و مريضاً ، لا يجد أحداً يرعاه . . ثم إن أهلى وأخوتى هناك
قال : أنتِ تخيريننى يا حنان بين أمرين كلاهما مر ، إما أن أترك كل حياتى هنا وأرحل معكِ ، أو أتركك ترحلين وأفقدكِ إلى الأبد .
قالت ( وهى ترجوه ) : قل لى بالله عليك . . ما الذى بيدى أن أفعله ؟ أنا لا أملك من أمرى شيئاً .
قال ( وقد إعتراه اليأس ) : وهل جئتِ اليوم . . كى تخبرينى بذلك ؟
قالت ( والدموع تتساقط من عينيه ) : لقد جئت كى أودعك . . وأؤكد لك أننى سوف أذكرك كل يوم وليلة ، وكل صباح ومساء ، ولن أنساك أبداً ما حييت ، وأرجو منك ألا تنسانى أبداً .

نهضت حنان واقفة كى تمضى . . وهو جالس أمامها لا يستطيع نطقاً ولا فعلاً . . إمتدت يدها إليه كى تصافحه مصافحة الوداع ، فأمسك يدها بكلتا راحتيه ، وقبض عليها بشدة كمن يستغيث طالباً العون ، حتى كادت أن تتألم من شدة قبضته . . وأخذ يردد راجياً : لا تتركينى وحدى ، فأنا ما شعرت يوماً بطعم الحياة إلا معكِ . . نظرت إليه والدموع تنحدر على وجنتيها ، وقالت : إن كنت تريدنى تعالى معى إلى هناك ، كى نعيش سوياً .

صمت ضاحى ولم يتكلم . . وشرد عقله بعيداً لحظات قليلة . . وما أن إستعاد وعيه مرة أخرى ، نظر حوله فلم يجدها ، لقد رحلت حنان ومضت إلى حال سبيلها ، وتركته وحيداً يعانى ألم الفراق . . لم يتمالك نفسه وأجهش بالبكاء . . فى تلك اللحظة بالذات . . أدرك ضاحى أنه ما كان يجب عليه أن يترك قلبه ليتعلق بها ، إلى هذا الحد . . وما كان يجب عليه أن يغامر بكل حياته ، من أجل حب إمرأة لا تملك من أمرها شيئاً . . لقد أدرك ذلك ، ولكن بعد فوات الآوان ، وأحس بألم يعم كل جنبات صدره ، من حسرة ولوعة الفراق .

ترُى . . . أكان حقاً على صواب . . حين أحب الحب وأراد أن يحيا الحياة ؟
أم أنه كان واحداً ممن صرعتهم الأقدار . . على مذابح الهوى والغرام ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ 
                                                                  وإلى مقال آخر إن شاء الله .



الاثنين، 4 فبراير 2013

ضياع الثقة . . . بين غباء المرأة وحماقتها ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


ضياع الثقة . . . بين غباء المرأة وحماقتها )    ! ! بقلم : د . وحيد الفخرانى (
-----------------------------------------------

الثقة الكاملة والمطلقة بين الحبيبين هى العمود الفقرى والركن الأساسى الأول فى بناء العلاقة بينهما . . . والمرأة الغبية الحمقاء وحدها هى التى تأتى بأفعال أو أقوال تخدش هذه الثقة أو تنال منها . . . وكثيراً ما قابلت فى سنوات عمرى نساء غبيات وحمقاوات هدمن علاقات حب قوية ومتينة ،... فى لحظات غباء وحماقة ، وبأفعال أو أقوال كانت على درجة من الغباء والحماقة ، كان من شأنها أن خدشت تلك العلاقات القوية أو شرختها أو هدمتها كلية ، لا لشئ سوى لغبائهن وحماقتهن ، التى فاقت فى السوء والقبح ، كل الرزائل والخطايا ، التى أوجدها الله سبحانه وتعالى ، فى كل البشر ، منذ خلق آدم عليه السلام وجتى قبام الساعة . . . فتباً ثم تباً ثم تباً لكل فتاة أو إمرأة غبية وحمقاء ، هدمت بغبائها وحماقتها ، صرحاً كان ذات يوم من الأيام من أعلى الصروح ، أو قتلت حباً عزيزاً وغالياً ، بكل غباء وحماقة ، لم يخلق الله سبحانه وتعالى لهما من نظير . . فبئس الغبية الحمقاء هى ، وما أتعس الرجل الذى كان ضحية لهذا الغباء وتلك الحماقة . . . .                                                                           

                                                                وإلى مقال آخر إن شاء الله .