عندما
تقتل الأنثى . . . . الحب غدراً ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .
---------------------------------------
كم قاسية
هى آلام النفوس ، وكم قاتلة دوماً جراح القلوب . . وما شهد ت عيناى يوماً ، أشد إيلاماً من غدر الأنثى بالرجل الحبيب .
المرأة
الأنثى . . ذلك المخلوق الضعيف ، الناعم الرقيق ، التى شبهها رسولنا الكريم
بالقوارير ، وأوصى بها الرجال خيراً ، فى حديثه النبوى الشريف ، حين قال : "
رفقاً بالقوارير " .
وإذا عدنا
بالزمن والتاريخ ، إلى الوراء حيث بداية الخلق والأنام ، خلق أبونا آدم وأمنا حواء
. . لعلمنا أن أول من خلق الله سبحانه بيدى قدرته ، هو أبونا آدم عليه السلام ،
ونفخ فيه من روحه فأحياه . . وقد عاش أبونا آدم فى الكون وحيداً سنوات وسنوات ،
حتى آلمته الوحدة ونالت منه الوحشة ، وصار لا يقوى على البقاء . . فأرادت قدرة
الله ومشيئته ، أن يخلق أمنا حواء من أحد ضلوع آدم العوجاء لتصير جزءً منه ، فيهب
آدم من نومه يقظاناً ، ليجد حواء بجانبه ، فيفرح بها آدم فرحاً شديداً ، ويحمد
الله ويشكره ، أن أنعم عليه بخلق حواء ، كى تؤنس وحدته وتذهب عنه وحشته ، ويجد
فيها ألفته ويضع فيها محبته . . وتهفو نفس آدم إلى حواء فيتزوجها وتكون بداية
ذريتهما معاً ، من أجل إعمار الأرض وإستمرار الحياة عليها حتى قيام الساعة .
ومنذ ذلك
التاريخ القديم . . ظلت حواء الأنثى هى دائماً وأبداً ، محط أنظار الرجل ومحور
حياته ، يدور معها فى فلك واحد ، ويعيش معها حياة واحدة ، ويحلما سوياً حلماً
واحداً ، ويتشاركا كل شئ فى هذه الحياة . . . وكان من قدر أمة محمد – صلى الله
عليه وسلم – أن يهوى رجال أمته حب النساء ، والإفتتان بهن ، وبجمالهن وسحرهن
وأنوثتهن ، مصداقاً لقوله فى الحديث الشريف : " لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتى
النساء " صدق رسول الله .
وكم عاصرتُ
– عبر سنوات عمرى – كثيرات من النساء ، اللاتى أحببهن وعشقهن كثير من الرجال ،
وصرن لهم فى الحياة كل شئ حتى الممات . . وكم كان جميلاً فى ناظراى ، أن أرى
النساء وقد بادلن الرجال ، الحب حباً والغرام غراماً ، وتشاركن معهم فى الأحلام
والآمال ، وصارت المودة والمحبة بينهما هى الرباط . . وكم كان رائعاً أيضاً ، أن
أرى المرأة وقد راح عنها الحبيب الزوج ، إلى فراق بالموت لا يعود أبداً ، فإتشحت
بالسواد بقية سنوات عمرها الطوال ، فى أغلب الأحيان ، وأغلقت على حياتها كل
الأبواب ، وأوصدت كل النوافذ والشرفات ، وعاشت وحدها على الذكريات ، ذكريات الحب
الذى فات والحبيب الذى راح ، والتى جمعت بينهما منذ أول اللقاء حتى لحظات الفراق .
. أخلصت للحب بكل كيانها ، حال أن دامت بينهما الحياة ، وبعدما حل الفراق وكان
الرواح ، إلى غير رجعة ولا إياب ، حفظت المرأة الوفية الحب ، وأبقت على العهد
والوعد ، للحبيب الذى سكن القلب ، وإحتوته أعماق الفؤاد ، ودام عنوان دنياها ، هو
الإخلاص والوفاء ، لذلك الحبيب الذى ذهب وراح ، فأبقت على صورته فى مخيلة العيون ،
وأغلقت على مُحياه الرموش والجفون ، وأشاحت بوجهها عن كل نظرات العيون ، التى
لاحقتها أحياناً بالحب وأخرى بالفضول ، والحياة ملآى بذلك النوع من الحور ، على مرالأزمنة
والعصور ، شهدناهم بأعيننا كل يوم ، وشهد لهم كل البشر ، بالوفاء والإخلاص وصون
العهود .
ولكن . .
على الجانب الآخر من شاطئ الحياة ، هناك العديد من النساء ، اللاتى عِشن قصص حب وغرام
، وهيام وإفتتان ، برجال ملأوا منهن العيون ، وشغلوا العقول وسكنوا الأفئدة
والقلوب ، وكانوا للنساء أحبة مخلصين ، عاشقين ومغرمين .
وفجأة . .
نادى منادى الفراق ، ونعقت البوم والغربان ، وإختلف الحبيبان حول أمر فى الحياة ،
أومالت عيون الأنثى إلى شخص آخر من الرجال ، وخلعت الأنثى عن وجهها القناع ، وتبدل
الوجه الجميل لوجه آخر قبيح كان يكسوه الخداع ، وتتطايرت من الشفاه الرقيقة كلمات
هنا وهناك ، تفصح كلها عن الجحود للحب والنكران ، فقد تبدل الحال وصار غير الحال ،
وألقت الأنثى الركضاء عن ظهرها عباءة الحب والوفاء والإخلاص ، لترتدى عباءة النفور
من الحبيب ورغبة فى الخلاص . .
لقد إنتوت
ذات القناع الغدر بالحبيب بلا رحمة ولا مغيث ، وإمتدت يدها النكراء التى طالما
قبلها الحبيب ، لتقتل حباً وتخلف وعداً وتنسى عهداً ، وتلقى بالحبيب إلى قارعة
الطريق ، وتصير كمن جاءت إلى الحياة بلا إحساس ولا ضمير ، وفى لحظة غدر ليس لها
مثيل ، تهدم الملعونة كل قصور الحب ، وتسكِت كل طيور الشدو ، وتطفئ كل شموع الفرح
، وتقتل أحلى وأجمل حلم . . وتصيح الدنيا بأعلى صوت : هذى الأنثى ، قتلت حب ،
وأحيت غدر.
فيالها
من أنثى . . كالأفعى الركضاء والبومة النعقاء . . ليست جديرة بمعنى الحياة .
تباً .
. ثم تباُ . . ثم تباً . . . . . لها ولأمثالها .
وإلى مقال آخر إن شاء الله .