الأحد، 27 يناير 2013

عندما تقتل الأنثى . . . الحب غدراً ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


عندما تقتل الأنثى . . . . الحب غدراً  ! !    ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .
---------------------------------------
كم قاسية هى آلام النفوس ، وكم قاتلة دوماً جراح القلوب . . وما شهد ت عيناى يوماً  ، أشد إيلاماً من غدر الأنثى بالرجل الحبيب .
المرأة الأنثى . . ذلك المخلوق الضعيف ، الناعم الرقيق ، التى شبهها رسولنا الكريم بالقوارير ، وأوصى بها الرجال خيراً ، فى حديثه النبوى الشريف ، حين قال : " رفقاً بالقوارير " .

وإذا عدنا بالزمن والتاريخ ، إلى الوراء حيث بداية الخلق والأنام ، خلق أبونا آدم وأمنا حواء . . لعلمنا أن أول من خلق الله سبحانه بيدى قدرته ، هو أبونا آدم عليه السلام ، ونفخ فيه من روحه فأحياه . . وقد عاش أبونا آدم فى الكون وحيداً سنوات وسنوات ، حتى آلمته الوحدة ونالت منه الوحشة ، وصار لا يقوى على البقاء . . فأرادت قدرة الله ومشيئته ، أن يخلق أمنا حواء من أحد ضلوع آدم العوجاء لتصير جزءً منه ، فيهب آدم من نومه يقظاناً ، ليجد حواء بجانبه ، فيفرح بها آدم فرحاً شديداً ، ويحمد الله ويشكره ، أن أنعم عليه بخلق حواء ، كى تؤنس وحدته وتذهب عنه وحشته ، ويجد فيها ألفته ويضع فيها محبته . . وتهفو نفس آدم إلى حواء فيتزوجها وتكون بداية ذريتهما معاً ، من أجل إعمار الأرض وإستمرار الحياة عليها حتى قيام الساعة .

ومنذ ذلك التاريخ القديم . . ظلت حواء الأنثى هى دائماً وأبداً ، محط أنظار الرجل ومحور حياته ، يدور معها فى فلك واحد ، ويعيش معها حياة واحدة ، ويحلما سوياً حلماً واحداً ، ويتشاركا كل شئ فى هذه الحياة . . . وكان من قدر أمة محمد – صلى الله عليه وسلم – أن يهوى رجال أمته حب النساء ، والإفتتان بهن ، وبجمالهن وسحرهن وأنوثتهن ، مصداقاً لقوله فى الحديث الشريف : " لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتى النساء "  صدق رسول الله .

وكم عاصرتُ – عبر سنوات عمرى – كثيرات من النساء ، اللاتى أحببهن وعشقهن كثير من الرجال ، وصرن لهم فى الحياة كل شئ حتى الممات . . وكم كان جميلاً فى ناظراى ، أن أرى النساء وقد بادلن الرجال ، الحب حباً والغرام غراماً ، وتشاركن معهم فى الأحلام والآمال ، وصارت المودة والمحبة بينهما هى الرباط . . وكم كان رائعاً أيضاً ، أن أرى المرأة وقد راح عنها الحبيب الزوج ، إلى فراق بالموت لا يعود أبداً ، فإتشحت بالسواد بقية سنوات عمرها الطوال ، فى أغلب الأحيان ، وأغلقت على حياتها كل الأبواب ، وأوصدت كل النوافذ والشرفات ، وعاشت وحدها على الذكريات ، ذكريات الحب الذى فات والحبيب الذى راح ، والتى جمعت بينهما منذ أول اللقاء حتى لحظات الفراق . . أخلصت للحب بكل كيانها ، حال أن دامت بينهما الحياة ، وبعدما حل الفراق وكان الرواح ، إلى غير رجعة ولا إياب ، حفظت المرأة الوفية الحب ، وأبقت على العهد والوعد ، للحبيب الذى سكن القلب ، وإحتوته أعماق الفؤاد ، ودام عنوان دنياها ، هو الإخلاص والوفاء ، لذلك الحبيب الذى ذهب وراح ، فأبقت على صورته فى مخيلة العيون ، وأغلقت على مُحياه الرموش والجفون ، وأشاحت بوجهها عن كل نظرات العيون ، التى لاحقتها أحياناً بالحب وأخرى بالفضول ، والحياة ملآى بذلك النوع من الحور ، على مرالأزمنة والعصور ، شهدناهم بأعيننا كل يوم ، وشهد لهم كل البشر ، بالوفاء والإخلاص وصون العهود .

ولكن . . على الجانب الآخر من شاطئ الحياة ، هناك العديد من النساء ، اللاتى عِشن قصص حب وغرام ، وهيام وإفتتان ، برجال ملأوا منهن العيون ، وشغلوا العقول وسكنوا الأفئدة والقلوب ، وكانوا للنساء أحبة مخلصين ، عاشقين ومغرمين .
وفجأة . . نادى منادى الفراق ، ونعقت البوم والغربان ، وإختلف الحبيبان حول أمر فى الحياة ، أومالت عيون الأنثى إلى شخص آخر من الرجال ، وخلعت الأنثى عن وجهها القناع ، وتبدل الوجه الجميل لوجه آخر قبيح كان يكسوه الخداع ، وتتطايرت من الشفاه الرقيقة كلمات هنا وهناك ، تفصح كلها عن الجحود للحب والنكران ، فقد تبدل الحال وصار غير الحال ، وألقت الأنثى الركضاء عن ظهرها عباءة الحب والوفاء والإخلاص ، لترتدى عباءة النفور من الحبيب ورغبة فى الخلاص . .      

لقد إنتوت ذات القناع الغدر بالحبيب بلا رحمة ولا مغيث ، وإمتدت يدها النكراء التى طالما قبلها الحبيب ، لتقتل حباً وتخلف وعداً وتنسى عهداً ، وتلقى بالحبيب إلى قارعة الطريق ، وتصير كمن جاءت إلى الحياة بلا إحساس ولا ضمير ، وفى لحظة غدر ليس لها مثيل ، تهدم الملعونة كل قصور الحب ، وتسكِت كل طيور الشدو ، وتطفئ كل شموع الفرح ، وتقتل أحلى وأجمل حلم . . وتصيح الدنيا بأعلى صوت : هذى الأنثى ، قتلت حب ، وأحيت غدر.

فيالها من أنثى . . كالأفعى الركضاء والبومة النعقاء . . ليست جديرة بمعنى الحياة .

تباً . . ثم تباُ . . ثم تباً . . . . . لها ولأمثالها .      
                                                                     وإلى مقال آخر إن شاء الله .  
 

هناك تعليق واحد:

  1. اذا كان الحب حقيقى فهو يدوم واراده الله هى التى تتحكم فى اراده المحبين

    ردحذف