الخميس، 28 مارس 2013

( 1 ) حنين العمر . . . . فى جوف الليل ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


سلسلة : أنا . . . . وحنين عمرى كله   ! !   ( من وحى الخيال )
----------------------------------------------------------
(1)  حنين العمر . . . . فى جوف الليل  ! !    ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
------------------------------------
عرفتها ذات مساء . . . وأنا جالس وحدى أقلب الصفحات ، على أحد المواقع الإلكترونية ، التى تنشر القصص والمقالات . . إستوقفتنى كلمات وحروف وعبارات ، فى العشق والهوى والحب والغرام . . أمعنت فيها النظرات وتوالت القراءات ، ولمست حروفها وكلماتها منى الإحساس ، وعزفت برقتها وجمالها على أوتار قلبى المشتاق ، للعشق والهوى والغرام .

لم أتوان لدقائق معدودات ، وسعيت لمعرفة من هى تلك الحسناء ، التى ذابت كلماتها فى بحر الحب والغرام ، وأذابت معها كتل الجليد على قمم الجبال ، وأشاعت الدفء فى جنبات ذلك الوحيد المفتون بحب النساء . . ورحت أسأل نفسى وأسأل : ترى ؟ أهى رقيقة الإحساس برقة هذه الكلمات ؟ أهى ساحرة الجمال كسحر تلك العبارات ؟

لم أستطع أن أخفى إعجابى بما سطرت يداها ، وأخذت أطارد كلماتها كى أعى فحواها ، حتى فطنت هى متابعتى كلماتها ، وكانت مفاجأة لى أنها أسعدتها ، فبادلتنى الإعجاب بالإعجاب بقصصى ومقالاتى  ، فقد كنت أنا كاتب وأديب ، أجيد العزف بالأحرف والكلمات ، ولطالما أذابت كلماتى قلوب النساء ، وراحت تتمايل بهن ذات اليمين وذات الشمال ، حتى إشتهرت بين النساء ب " صاحب القلم والكلمات " . . .

لم تكن الحنين أقل شوقاً لمعرفة الوحيد ، ولم يكن هو أقل لهفة إلى قرب هذى الحنين ، لقد تلاقينا سريعاً سريعاً ، وخاطب كل منا ود الآخر ، وطلب كل منا صداقة الآخر . . وخلال جلسة واحدة دامت عدة ساعات ، كنا قد قطعنا طويل المسافات ، وأعطى كلانا الآخر الوعد والعهد والأمان ، وتعاهدنا على الصداقة والقرب والوداد ، وأفضى كل منا للآخر بالعديد من المعلومات ، وإنتهى اللقاء الأول بيننا ، على وعد بلقاء آخر فى ذات الميعاد ، من الليلة المقبلة . . وودع كلانا الآخر بكلمات الوداع ، ولكنه لم يكن إلا وداعاً من أجل اللقاء .

أحسست أنا من بعد كل ما جرى وما كان ، بأن الحال فى قلبى وعقلى ما عاد ذات الحال ، وأن شيئاً ما قد شغل العقل وإخترق القلب وهز الكيان .. وأخذت أسأل نفسى وأتساءل : ترى ؟ هل نالت كلمات الحسناء الرقيقة منك أيها الوحيد ؟
لم تشغلنى طويلاً الإجابة على ذلك السؤال ، فربما الليلة القادمة تؤكد لى أوتنفى ذلك الحال . .
ولكنى فى الصباح . . وبدون أن أدرى ، ظلت أبحث وأبحث عن كلماتها الرقيقة ، ووجهها الساحر الجميل بين الصفحات ،  دون جدوى ، وكان عليّ الإنتظار ، إنتظار لقاء الليلة حسب الإتفاق ، لقاء فى جوف الليل حينما تدق الساعة معلنة الإنتصاف .

مرت الساعات بطيئة ثقيلة ، ولكنها مرت على كل حال ، وعاد وجهها الجميل يشرق من جديد ، وعادت كلماتها الحلوة الرقيقة تسحر قلبى كثيراّ وكثيراّ . . وبدون أن أدرى ، إنطلقت الكلمات من أعماق قلبى بلا رقيب ولا حسيب . . شعر الوحيد أن روحه قد إرتاحت إليها ، وأن نفسه قد مالت للقرب منها ، وعلى الفور طلبت منها أن ترسل إليّ صورتها ، كى أتعرف أكثر وأكثر على ملامحها ، وأتعايش مع قسمات وجهها الجميل . . لقد كنت أدرك بفطنتى أنها جميلة بقدر جمال كلماتها ، راوغتنى قليلاً مراوغة النساء الجميلات ، ولكنها فى آخر المطاف أرسلت إليّ ولبت النداء .

وكانت المفاجأة . . أن جمالها قد فاق  منى الخيال ، ومن فرط جمالها الأخاذ ، دعوت الله أن يحفظها وأن يرعاها من عيون كل النساء . . لقد زادنى جمالها تعلقاً بها ، وأبديت إعجابى بجمالها عدة مرات  ، وظللت أواصل الحديث معها حتى إقترب الفجر ، وما كنت أريد أن تغادرنى أبداً حتى الصباح ، ولكنى أشفقت عليها من تعب النهار . . فمثلها للحديث معها مذاق فريد وطعم جميل ولون جديد ، وكان لابد من الوداع ، على وعد بيننا بلقاء فى الليلة المقبلة .
ولكنى . . كنت قد وعدتها ، فى معرض حديثى لها ، أن أكتب قصة بإسمها ومن أجلها ولها وحدها ، وقت أن أرسلت إليّ صورتها .

وها أنا الآن أجلس وحدى ، وأمسك بقلمى ، كى أكتب وأكتب وأكتب . . ولكنى مهما كتبت ، ومهما أفصحت ، فلن أستطيع أن أصرح بكل مكنونات صدرى نحوها ، أمورعديدة لا أقدر على تجاوزها . . فقد كانت هى من بلدة بعيدة  ، بينى وبينها أميال ، ولكن ها هو قلبى إليها قد مال ، وهدأت روحى وسكن لها الفؤاد ، وإنشغل عقلى بين حبها والفراق .

طاف بى الخيال قليلاً ، بين هنا وهناك ، وفجأة وجدت نفسى أردد كلمات ، كانت قد أعجبتنى من زمن فى إحدى الأغنيات ، ظللت أرددها وأقول :
" بينى وبينك مسافات ، بس قلوبنا بتتقابل ، وعيننا لبعض تسافر ، وياخدنى حنينى إليك ، ألاقينى فى حضن عينيك " .

فإليكِ وحدكِ أهدى . . يا حنين عمرى . . قصة خواطرى وليلتى . . أتمنى أن تجدى فيها ما يسعدكِ  . . فما خرجت كلماتى ، إلا من أعماق قلبى وفؤادى .
                                                         
                                                        وإلى الجزء القادم إن شاء الله .
                                                                       
                                                                     
                                                                     

الجمعة، 22 مارس 2013

أوجاع . . . . عاشق للحنين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


أوجاع . . . . عاشق للحنين  ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) 
---------------------------------------------------------- 
أنا موجوع . . أنا يائس . . أنا مُحبَط  .
أنا مجروح . . وبتألم . . ومش قادر كمان أصرخ .
أنا مدبوح . . وسال دمى بسكين . . حبيب مخلص .
أنا مهموم . . وهمى تقيل . . ولا تشيله جبال عنى .  
أنا مكلوم . . فى حبى وعشقى . . على إيديكِ  حنين عمرى .

أنا تايه . . وراح عنى دليلى فى ليلة . . كلها ضلمة .
أنا ضايع . . وضاعت منى أحلامى . . كده فجأة  .
أنا يائس . . ومات أملى فى قرب حبيبة . . ليه قاسية ؟
أنا ماشى . . فى طريق وعرة . . دروبى كلها صعبة .
أنا محكوم . .  بإعدامى . . بلا قاضى ولا جلسة ولا مرافعة . 

أنا معرفش إيه ذنبى . . ولا أعرف فى إيه جُرمى .
أنا معرفش غير إنى . . هويت العشق من صغرى .
أنا معرفش ليه ظلمى . . وليه جرحى . . وليه دبحى .
أنا مفهمش ليه قتلى . . يكون على إيد ساكن قلبى .
أنا مخطرش على بالى أعانى . . وبإيديكِ يكون حزنى .

أنا اتحملت فى هواكِ . . كتير وكتير . . نفد صبرى .
أنا سهرت ليالى طوال . . مع نجومى وضيا قمرى .
أنا عانيت من الغربة . . ومن بعدك . . ومن ألمى .
أنا رخصت علشانك . . حياتى ودنيتى وعمرى .
أنا ضحيت وانا راضى . . بكل نفيس . . فدا حبى .

أنا ماشى . . سيبها لك ومش راجع . . عشان ترتاحى .
أنا رايح بعيد وحدى . . أزيل همى وأداوى جراحى .
أنا مش هابكى من تانى . . على قلبى ولا عمرى ولا حالى .
أنا هطلب رضا ربى . . رحيم بىّ . . وعارف كل أوجاعى .
ومش هاندم على حبى ولا عشقى . . ولكنى حلفت يمين :
ما أحب الحب . . من تانى   ! !
ما أحب الحب . . من تانى  ! ! 
ما أحب الحب . . من تانى  ! !
                                                                    وإلى لقاء آخر إن شاء الله .
     

الخميس، 21 مارس 2013

حبيبى الوحيد . . . . أسألك الرحيلا ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


حبيبى الوحيد . . . . أسألك الرحيلا  ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) 
---------------------------------------------------------------- 
غلبها الشوق . . ونال منها الحنين .
فأمسكت بالقلم . . كى تكتب للحبيب .
فما عاد القلب يحتمل البعاد . .
وما عاد القرب . . إلا من قبيل المستحيل .
أحبته بكل كيانها . . وهو عنها بعيد لا قريب .
ونال منها العشق . . وما كان لقلبها ألا يميل .
أما هو . .
أما هو . .
فما ذاق يوماً طعم الهوى . . ولا سحر الحنين .
عاش فى الدنيا وحيداً فريداً . . كالغريب .
لا خل قلب . . ولارفيق درب . . أو طريق .
وبدون أن يدرى . .
مالت إليها الروح . . وعانق قلبها قلب عليل .
صارت الحلم الجميل . . والأمل القريب . . والبعيد .
قريب من روح الفؤاد . . ولكنه فى وطن غريب .
أضحى كمن عشق الجنون . . وتمنى المحال المستحيل .
واليوم . .
اليوم . .
بعد ساعات وأيام مضت . . لا شهور ولا سنين .
أدمعت عيناها . . وهى تكتب إليه ويغلبها الأنين :
أيها الحبيب  . .
حبيبى الوحيد . .  
بل أنت روح الفؤاد . . ولب القلب . . وعين الحنين .
إنى عشقتك . . وكان العشق فيك جميلا .
إنى هويتك . . ونال منى الهوى . . ومالى إليك سبيلا .
أوطان أبعدتنا . . وعقول بيننا . . لا تؤمن بالحب دليلا .
وشرق صار سجناً . . صرنا فيه أسرى وعبيدا .
ليت الزمان زماننا . . أو كنا نملك له تبديلا .
هذى حياتى . . وتلك روايتى . . وما أخفيت عنك سراً ولا قيلا .
ما الأمر أمرى . . ولا القرار قرارى . . وليس لى قوة ولا حيلا .
أعلم كم أحببتنى . . وكم أتعبك هوايا ليلاَ طويلا طويلا .
وتعلم كم كان بعدك عنى . . يعذب مهجتى . . وكم كان أليما .
واليوم . .
اليوم . .  
أعفيك منى . . وأفك عنك قيد حبى . . الذى أدماك كثيرا .
وأطلق سراح عصفورى حبيبى . . ليشدو جديداً . . حراً طليقا .
حباً لقلبك . . ولروحك السمحاء . . لا كرهاً ولا تعذيبا .
فاسمعها منى . . ولا تعارضنى . . فلا رداً لها ولا تعقيبا .
حبيبى الوحيد . .
حنينى الوحيد . .
عشقى الوحيد . .
عبيرى الوحيد . .  
غرامى الوحيد . .
هيامى الوحيد . .
حلمى الوحيد . .
أملى الوحيد . .
رجائى الوحيد . .
وحيدى الوحيد . . 
أسألك الرحيلا . . أسألك الرحيلا . . أسألك الرحيلا .
                                                                وإلى خاطرة أخرى إن شاء الله .  


الجمعة، 15 مارس 2013

رسالة شوق . . . . وحنين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )

رسالة شوق . . . . وحنين   ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
----------------------------------------------------

ذات مساء . . جلس ليكتب إليها رسالة حب ورجاء ، يناشدها الرجوع إليه ، لعلها تعود . . أمسك بقلمه ، ويداه ترتعشان ، ولكنه أصر على مواصلة الكتابة لحبيبة قلبه . . وقال لها :

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
ما بالكِ إبتعدتِ ورحلتِ عنى  . . . فجأة ؟                                       

وما بال قلبكِ يقسو، ويذهب الحنان منكِ . . . فجأة ؟
وما بال عقلكِ ينسى أنى عشقت القرب منكِ  . . فجأة ؟                  

وما بال حبكِ لى وعشقكِ ينتهيان . . . فجأة ؟
وما بالكِ أنتِ بكل ما فيكِ . . تتركينى وحيداً . . . فجأة ؟

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
هل نسيتينى ، وضاع منكِ الحلم . . فجأة ؟                                 

أم غَفوتِ عن حنينك ، وسَهوتِ عنى . . فجأة ؟
أم يا ترى وسوس الشيطان ، وإنصرفتِ عنى . . . فجأة ؟
أم ظننتِ إحداهن ، شغلتنى عنكِ . . فجأة ؟                                 

أم وجدتِ العهد طال ، وخلفتِ الوعد . . فجأة ؟

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
لم أذق للنوم طعماً ، منذ أن ذهبتِ . . فجأة !                                 

لم أجد نفسى وروحى ، ضاعت الأحلام . . فجأة!
لم يكن يوماً بظنى ، أن فيكِ القتل . . فجأة !                                    

لم أرى عينيكِ يوماً ، تخنق الأحلام . . . فجأة ! 
لم يدر فى خلدى أبداً ، أن أعانى منكِ . . . فجأة !

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
عودى . . لا تقتلى آمالى فيكِ أو أحلامى !                                      

عودى . . ما عُدت دونكِ أشتهى عيشى وحياتى !
عودى . . إنى غَدوت بدون قربكِ لا أبالى !                                       

عودى . . أنتِ شمسى أنتِ قمرى أنتِ أرضى وسمائى!
عودى . . إلى أحضان قلبى واسكنى روحى وفؤادى ! ! !            

الأربعاء، 13 مارس 2013

دموع العبير . . . . بين الشوق والحنين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


دموع العبير . . . بين الشوق و الحنين  ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
----------------------------------------- 
كانت عبير . . فتاة على قدر من الصبا والجمال . . من أسرة ريفية متوسطة الحال . . وكانت هى أصغر شقيقاتها البنات . . كان الأب رجلاً طيب القلب ، وكانت الأم إمرأة عطوفة وحنونة إلى أقصى حد  . . نشأت عبير فى بيت هادئ ، وسط جو من الألفة والمحبة ، وترعرعت على الأعراف الريفية المتوارثة ، من الأجداد إلى الآباء ، والتقاليد المصرية الأصيلة .

ومنذ أن أدركت عبير الحياة . . كأنثى وفتاة . . حلمت كسائر الفتيات ، بفارس الأحلام الذى تحبه وتهواه ، ويميل إليه القلب وتهفو الروح ويستريح الوجدان . . ذلك الفارس الجرئ الشجاع ، الذى يأتى إليها مسرعاً ، كى يختطفها على جواده الأبيض ، ويذهب بها بعيداً بعيداً ، حيث لا أحد سواه ، ثم يصعد بها وبأحلامها الرقيقة الناعمة ، إلى عنان السماء ، حيث القمر والنجمات ، والأيام السعيدة والليالى الملاح . . بعيداً عن كل متاعب الحياة ، وكل الآلام والأحزان .

أنهت عبير تعليمها الثانوى ثم الجامعى . . وتجاوز عمرها الثانية والعشرين ربيعاً ، وإكتملت فيها كل ملامح الجمال ، وبلغت مبلغ النساء ، من الأنوثة والدلال . . ولكن الحب لم يشأ أن يطرق باب قلبها الطيب الرقيق ، ولم يحضر فتى الأحلام ، الفارس المغوار ، الذى طالما حلمت به أناء الليل ، وإنتظرته طوال النهار .

توالت الأيام والشهور . . ومن بعدها الأعوام تلو الأعوام . . حتى بلغت عبير التاسعة والعشرين من عمرها ، وتقدم لخطبتها وطلب الزواج منها ، العديد  من الرجال ، ولكنها كانت قد أغلقت جميع الأبواب ، إنتظاراً لمجئ فتى الأحلام ، وأبت الزواج إلا ممن يدق له القلب ويهواه الفؤاد ، معلناً ساعة الحب والعشق والغرام . . ولكن . . هيهات هيهات . . أن تأتى الرياح ، بما يشتهيه ربان سفينة الحياة . .

وفجأة . . وبدون سابق لقاء . . تقدم لخطبتها أحد أقربائها طالباً الزواج ، وما كان بإمكانها إلا الرضا والقبول ، فقد تقدم بها العمر – عمر الزواج – من وجهة نظر الأسرة والأهل والأصحاب  – وبعد أن أعلن الأهل والأصدقاء رضاءهم التام ، عن ذلك الخاطب ، الذى أتى باسطاً يداه ، وطالباً القرب بالزواج ، وما كان لعبير إلا أن تعلن أيضاً الرضاء . . صحيح . . هو قريب لها ، وبعيد عن قلبها فى ذات الأوان ، ولكنه على أية حال ، زوج مناسب يلائم ظروف الحياة ، وبالفعل تم الزواج .

عاشت عبير . . حياة زوجية عادية ، مع ذلك الزوج القريب البعيد ، وإنقضت الأيام الأولى للزواج ، ولم يدق قلبها ، ولم يميل فؤادها ، لذلك الرجل الذى يشاركها كل شئ فى الحياة . . وعلى هذا المنوال . . مضت الأيام والشهور وتوالت الأعوام ، حتى تجاوزت عبير سن الخامسة والأربعين بقليل ، وأصبح لديها من البنات والبنين .

فجأة . . وبدون أن تدرى . . وكأنها كانت على موعد مع القدر ، دق الحب باب قلب عبير ، الذى أغلقته وأوصدت كل نوافذه منذ سنين . .  لقد أدركها أخيراً الحنين ، مع حب ناضج وعاقل ورشيد ، حينما تلاقت الأرواح من بعيد ، وهامت عليها ظلال قلب رجل نقى وصاف وأمين . . إلتقت العيون فجأة ، وتلاقت الأرواح فى غفلة ، وإشتعلت القلوب بالعشق والحنين ، ولم يكن فى مقدورالعبير ، أن تتراجع إلى الوراء ، ولو خطوة واحدة ، فقد كان ينقصها الحنين ، والشوق لشريك فى القلب وحبيب .

لقد حاولت عبير . . أن تقاوم حب ذلك الرجل ، الذى إندفع نحوها كتيارعشق جارف ، وشلال غرام عنيف . . ولكنها لم تستطع أبداً أن تقاوم ، وإنهارت كل الحصون ، وفشلت كل التدابير . . لقد كانت عبير ، كالأرض العطشى للماء ، بعد طول ظمأ وإشتياق .
حاولت . . وحاولت . . وحاولت . . لكنها أبداً لم تقدر ولم تستطيع ، وكان لقاؤهما الأول ، عنيفاً فى كل شئ ، فى الحب والغرام ، والعشق والهيام ، والشوق والحنين ، وفى الحلم الجميل ، الذى راودهما ، فى إستعادة ما فاتهما ، من حلو الأيام وعبق السنين .

جلس الإثنان سوياً . . ولأول مرة وجهاً لوجه ، يتبادلان النظرات ، والصمت والكلمات ، وإشتعلت بينهما نار الشوق ، وإستعر الغرام .
وفجأة . . نظر إليها نظرة طالت  ، وتساقطت الدموع من عينيها  ، وإنحدرت على وجنتيها . . وأوجعه كثيراً أن يرى دموع الحبيبة وهى تترقرق فى مآقيها ثم تتساقط أمام عينيه ، فإمتدت يده برفق وحنو ، كى تجفف دموعها ، وتواسى حنينها . . نظر فى عينها فى الحال ، وشاهد ما لم يشاهده من قبل ، وأحس بما لم يحسه عبر ما مضى من عمره من السنوات . . لقد تمكن الحب والغرام من حبيبة قلبه وروح فؤاده عبير ، ومشاعر الشوق والحنين . . وما كان هو أفضل منها حالاً ، ولا أقل منها حباً ولا غراماً . . ولكنه بعزم الرجال ، تمالك نفسه ، كى لا تغلبه الدمعات ، كما غلبت ، حبيبة القلب والفؤاد .

أما هى . . فأنى لها ألا تضعف ؟ وألا تنهار ؟ وألا يغلبها الشوق ويطويها الحنين ؟
وأنى لها أن تقاوم ذلك الوافد الجديد ؟ الذى دق باب قلبها فجأة ، وعلى حين غرة . .
أنى لها ذلك ؟ وهى الأنثى الحالمة الرقيقة ، والجميلة البديعة .
إنها لم تكن يوماً . . كسائر النساء . .
لقد كانت من ذلك النوع من النساء . . اللاتى أعلنت دموعهن الحقيقة . . وما كانت بحق . . إلا دموع يقين وصدق .
إنها دموع المرأة العاشقة . . . حين يطويها الشوق . . ويغلبها الحنين .
                                                               وإلى قصة أخرى إن شاء الله .                         .       

الاثنين، 11 مارس 2013

الحنين . . . وطائر الليل الحزين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )

لم يكن يخطر بباله يوماً . . أن يحيا حياة العاشقين الهائمين المغرمين ، بعد كل هذه السنين . . ولكن كما يقولون دوماً ، فإن للقلوب قانون خاص بها ، وللعشق والغرام والهيام ، طقوس  كان يجهلها ، لقد أدركه الحنين فجأة بلا أية مقدمات ، وإنتفض القلب راغباً الحياة من جديد . . بعد أن كان قد تاه فى غياهب النسيان ، وطويت صفحات عمره الفتى ، صفحات تلو الصفحات . . وفجأة وبدون أن يدرى ، أبصرت عيناه حنيناً فى الأفق... القريب ، فانتفض القلب وهامت الروح وعادت الحياة تدب فى الوجدان من جديد . . وبلا تردد ولا ترقب ، لبى نداء الحب وأنشد ترانيم الغرام . . وهاهو اليوم يحيا حياة العاشقين ، يملأ الدنيا شدواً وغناءً ، مثل عصفور طليق . . كان بالأمس القريب ، ينسج الأحزان ثوباً ، كطائر الليل الحزين . . فهل ياترى ، أكانت الأحلام وهماً وسراباً ؟ أم حياة الغد ، سوف يكسوها الغرام و يملؤها الحنين ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

حنين العمر كله . . . ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )

حنينى . . وحنين عمرى كله . . ما مضى منه وما هو آت . . كل كلمات الحب لم تعد تكفينى ، وما عاد قلمى يجد المفردات ، قلمى الذى ما عجز يوماً عن الوصف أو الخيال . . أراه اليوم عاجزاً عن وصف الحال ، حال صاحب القلم وصاحب الكلمات ، ذلك الرجل الأديب الذى لا يشق له غبار ، فى بحور الهوى وعشق الغرام . . واليوم هو بين أحضانك أيتها الحنين ، يذرف الدمع شوقاً ويغلبه الأنين ، خوفاً من المجهول وغداً لا يبين ، ولهفة عاشق لقرب حبيبة ، هى بين النساء كل الحنين . . . فأنتِ أنتِ الحنين وأنتِ أنتِ حنينى الوحيد .