سلسلة :
أنا . . . . وحنين عمرى كله ! ! ( من وحى الخيال )
----------------------------------------------------------
(1) حنين العمر . . . . فى جوف الليل ! !
( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
------------------------------------
عرفتها ذات
مساء . . . وأنا جالس وحدى أقلب الصفحات ، على أحد المواقع الإلكترونية ، التى تنشر
القصص والمقالات . . إستوقفتنى كلمات وحروف وعبارات ، فى العشق والهوى والحب
والغرام . . أمعنت فيها النظرات وتوالت القراءات ، ولمست حروفها وكلماتها منى
الإحساس ، وعزفت برقتها وجمالها على أوتار قلبى المشتاق ، للعشق والهوى والغرام .
لم أتوان
لدقائق معدودات ، وسعيت لمعرفة من هى تلك الحسناء ، التى ذابت كلماتها فى بحر الحب
والغرام ، وأذابت معها كتل الجليد على قمم الجبال ، وأشاعت الدفء فى جنبات ذلك الوحيد
المفتون بحب النساء . . ورحت أسأل نفسى وأسأل : ترى ؟ أهى رقيقة الإحساس برقة هذه الكلمات
؟ أهى ساحرة الجمال كسحر تلك العبارات ؟
لم أستطع
أن أخفى إعجابى بما سطرت يداها ، وأخذت أطارد كلماتها كى أعى فحواها ، حتى فطنت هى
متابعتى كلماتها ، وكانت مفاجأة لى أنها أسعدتها ، فبادلتنى الإعجاب بالإعجاب بقصصى
ومقالاتى ، فقد كنت أنا كاتب وأديب ، أجيد
العزف بالأحرف والكلمات ، ولطالما أذابت كلماتى قلوب النساء ، وراحت تتمايل بهن
ذات اليمين وذات الشمال ، حتى إشتهرت بين النساء ب " صاحب القلم والكلمات
" . . .
لم تكن
الحنين أقل شوقاً لمعرفة الوحيد ، ولم يكن هو أقل لهفة إلى قرب هذى الحنين ، لقد
تلاقينا سريعاً سريعاً ، وخاطب كل منا ود الآخر ، وطلب كل منا صداقة الآخر . .
وخلال جلسة واحدة دامت عدة ساعات ، كنا قد قطعنا طويل المسافات ، وأعطى كلانا
الآخر الوعد والعهد والأمان ، وتعاهدنا على الصداقة والقرب والوداد ، وأفضى كل منا
للآخر بالعديد من المعلومات ، وإنتهى اللقاء الأول بيننا ، على وعد بلقاء آخر فى
ذات الميعاد ، من الليلة المقبلة . . وودع كلانا الآخر بكلمات الوداع ، ولكنه لم
يكن إلا وداعاً من أجل اللقاء .
أحسست أنا من
بعد كل ما جرى وما كان ، بأن الحال فى قلبى وعقلى ما عاد ذات الحال ، وأن شيئاً ما
قد شغل العقل وإخترق القلب وهز الكيان .. وأخذت أسأل نفسى وأتساءل : ترى ؟ هل نالت
كلمات الحسناء الرقيقة منك أيها الوحيد ؟
لم تشغلنى
طويلاً الإجابة على ذلك السؤال ، فربما الليلة القادمة تؤكد لى أوتنفى ذلك الحال .
.
ولكنى فى
الصباح . . وبدون أن أدرى ، ظلت أبحث وأبحث عن كلماتها الرقيقة ، ووجهها الساحر
الجميل بين الصفحات ، دون جدوى ، وكان
عليّ الإنتظار ، إنتظار لقاء الليلة حسب الإتفاق ، لقاء فى جوف الليل حينما تدق
الساعة معلنة الإنتصاف .
مرت
الساعات بطيئة ثقيلة ، ولكنها مرت على كل حال ، وعاد وجهها الجميل يشرق من جديد ،
وعادت كلماتها الحلوة الرقيقة تسحر قلبى كثيراّ وكثيراّ . . وبدون أن أدرى ،
إنطلقت الكلمات من أعماق قلبى بلا رقيب ولا حسيب . . شعر الوحيد أن روحه قد إرتاحت
إليها ، وأن نفسه قد مالت للقرب منها ، وعلى الفور طلبت منها أن ترسل إليّ صورتها
، كى أتعرف أكثر وأكثر على ملامحها ، وأتعايش مع قسمات وجهها الجميل . . لقد كنت
أدرك بفطنتى أنها جميلة بقدر جمال كلماتها ، راوغتنى قليلاً مراوغة النساء
الجميلات ، ولكنها فى آخر المطاف أرسلت إليّ ولبت النداء .
وكانت المفاجأة
. . أن جمالها قد فاق منى الخيال ، ومن
فرط جمالها الأخاذ ، دعوت الله أن يحفظها وأن يرعاها من عيون كل النساء . . لقد
زادنى جمالها تعلقاً بها ، وأبديت إعجابى بجمالها عدة مرات ، وظللت أواصل الحديث معها حتى إقترب الفجر ،
وما كنت أريد أن تغادرنى أبداً حتى الصباح ، ولكنى أشفقت عليها من تعب النهار . .
فمثلها للحديث معها مذاق فريد وطعم جميل ولون جديد ، وكان لابد من الوداع ، على
وعد بيننا بلقاء فى الليلة المقبلة .
ولكنى . .
كنت قد وعدتها ، فى معرض حديثى لها ، أن أكتب قصة بإسمها ومن أجلها ولها وحدها ،
وقت أن أرسلت إليّ صورتها .
وها أنا
الآن أجلس وحدى ، وأمسك بقلمى ، كى أكتب وأكتب وأكتب . . ولكنى مهما كتبت ، ومهما
أفصحت ، فلن أستطيع أن أصرح بكل مكنونات صدرى نحوها ، أمورعديدة لا أقدر على
تجاوزها . . فقد كانت هى من بلدة بعيدة ،
بينى وبينها أميال ، ولكن ها هو قلبى إليها قد مال ، وهدأت روحى وسكن لها الفؤاد ،
وإنشغل عقلى بين حبها والفراق .
طاف بى
الخيال قليلاً ، بين هنا وهناك ، وفجأة وجدت نفسى أردد كلمات ، كانت قد أعجبتنى من
زمن فى إحدى الأغنيات ، ظللت أرددها وأقول :
"
بينى وبينك مسافات ، بس قلوبنا بتتقابل ، وعيننا لبعض تسافر ، وياخدنى حنينى إليك
، ألاقينى فى حضن عينيك " .
فإليكِ
وحدكِ أهدى . . يا حنين عمرى . . قصة خواطرى وليلتى . . أتمنى أن تجدى فيها ما يسعدكِ
. . فما خرجت كلماتى ، إلا من أعماق قلبى
وفؤادى .
وإلى الجزء القادم إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق