الأحد، 26 مايو 2013

ملاك الغرام . . . يستعد للرحيل ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .



قصة قصيرة . . . .
==========
ملاك الغرام . . . . . يستعد للرحيل   ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .
----------------------------------------------------------------- 
ذات ليلة من ليالى الشتاء . . هبط  إلى الأرض من علياء السماء . . أحد ملائكة الرحمن يُدعى " ملاك الغرام " . . بأمر خالق الكون وكل البشر والكائنات . . فقد كلفه الرحيم الرحمن ، بأن يجمع بين روحين وقلبين ، هما من أطهر وأنقى قلوب العباد . . هو " أمير القلوب " وهى " روح الفؤاد " . . باعدت بينهما – على الأرض – أميال وأميال .

إحتار ملاك الغرام ، وهو بين الأرض والسماء . . حاملاً قارورة بها سائل أبيض هو " إكسير الحياة " . . بها قطرات من الحب والعشق والوئام . . كى يلقى بها على قلبيهما فتتلاقى الأرواح . . إحتار بأيهما يبدأ ، أيبدأ بقلب " أمير القلوب " أم بقلب الفاتنة " روح الفؤاد " ؟ . . وما إحتار ملاك الغرام طويلاً ، فقد قضت سنة الله فى خلقه ، أن خلق آدم قبل حواء . . وعلى هذا النهج سار ملاك الغرام .

وعلى الفور طار ملاك الغرام . . إلى حيث يقطن ويحيا " أمير القلوب " . . فألقى على قلبه قطرتين من قطرات العشق والغرام . . ما أن أحس بهما " أمير القلوب " حتى تهافت قلبه وغلبه الحنين إلى " روح الفؤاد " . . وسرعان ما ألقى " ملاك الغرام " بقطرتين من ذات إكسير الحياة على قلب الفاتنة " روح الفؤاد " . . فاشتعل قلبها شوقاً وحنيناً إلى " أمير القلوب " .

حينذاك . . كاد " ملاك الغرام " أن يطير فرحاً ، من فرط السرور والهناء . . لقد نال وحده أمراً لم ينله أى من ملائكة الرحمن . . حين كلفه الرب أن يجمغ بين قلبين من قلوب العباد ، وها هو قد أدى دوره وأنفذ إرادة القدير العدنان . . ومن روعة ما رأى " ملاك الغرام " من شوق وحنين ، وغرام وحيد . . لم تره عيناه من قبل ، ولم تسمعه أذناه . . طلب الإذن من الرب ، بأن يظل طائراً بين السماوات والأرض . . كى يرقب الحال عن قرب . . حال " أمير القلوب " و " روح الفؤاد " . . فأذن له الرب ، وأبقاه حتى يشاء .  
ومرت الأيام تلو الأيام . . ومع إشراقة شمس كل يوم جديد . . كان الحب ينمو والعشق يزيد ، بين قلبى الحبيبين . . وفى غضون أيام لا أسابيع ، إرتبط الحبيبان بالغرام والهيام ، وتعانق القلبان . . وسار الحال على خير ما يرام .

ولكن . . ما أن مرت أسابيع قليلة . . حتى تنبه لحبهما ، ذلك الملعون " إبليس الشيطان " . . ملأه الحقد وعمته البغضاء . . وهو الذى لم ينس يوماً ، أنه أقسم للرحمن . . بأن يقعد لعباده من الطيبين الأطهار ، ليزرع بينهم الفتنة ويحيل الحياة إلى خراب . . وأراد الملعون أن ينفذ إرادته فى الحبيبن بأن يثير بينهما الخلاف . . ففكر الملعون وفكر ، ثم فكر وتدبر ، ثم تدبر وقرر . . قرر أن يُشغل بينهما نار الغيرة ، وأن يلقى فى قلبيهما بذرة الشك والظنون والحيرة . . وكان له ما كان . . وإختلف الحبيبان حول أمور الحب والعشق والغرام .

وقف " ملاك الغرام " يرقبهما من بعيد وهو حزين . . لقد شهدت عيناه الملعون " إبليس الشيطان " وهو يلقى فى روعيهما الفزع والرعب من غدر الحبيب . . ولكنه – واأسفاه – ما إستطاع لهما قولاً ولا فعلاً ولا يقين . . لقد صار مهموماً حزيناً ، وهو يرى الحال السعيد وقد إستحال إلى حزن دفين . . ومع غروب شمس كل يوم جديد ، كان الحبيبان يختلفان والشك بينهما يزيد . . ليقضيا الليل فى عناد وخصام ، وبكاء وأنين .  

ومرت الأيام تلو الأيام . . وذات ليلة من ليالى الربيع . . تراءى لملاك الغرام وجه ملاك آخر قادم من بعيد . . ومعه قارورة بها قطرات من سائل أسود عتيق . . وما أن إقترب من ملاك الغرام ، حتى ألقى عليه التحية والسلام . . فبادره " ملاك الغرام " بالسؤال :

قائلاً : من أنت أيها الملاك ؟
فرد عليه قائلاً : ألا تعرفنى ، يا ملاك الغرام ؟ إننى ملاك الفراق .
إنزعج ملاك الغرام وسأله : وما الذى أتى بك إلى هنا . . يا ملاك الفراق ؟
أجابه قائلاً : لقد أرسلنى الرب إلى حيث شاء . . وأمرنى بأن أنفذ إرادته بين حبيبن بالفراق .
صرخ ملاك الغرام قائلاً : عن أى حبيبين تتكلم ؟ يا ملاك الشتات ، يا ملاك الفراق ؟
قال ملاك الفراق : أتيت كى أباعد بين قلبى " أمير القلوب " و " روح الفؤاد " .
بارده ملاك الغرام بالقول : ولكنى هنا بأمر من الرب ، كى أحرس روحيهما ، وأرعى قلبيهما .
رد ملاك الفراق قائلاً : ومن أجل هذا أتيتك ، كى أخبرك بأمر الرب ، لتتركهما لحال سبيلهما وتصعد إلى علياء السماء ، فما عادت لهما بك حاجة ، لقد كتب الرب عليهما الفراق والبعاد .
نظر ملاك الغرام إليه متأملاً وسأله : وما تلك القارورة التى معك يا ملاك الفراق ؟
قال ملاك الفراق : إنها قارورة السم الأسود ، بها قطرات من سم الفراق ، سوف ألقى على قلبيهما قطرات منها ، فيموت الحب فى الحال ويقع الفراق .
بكى ملاك الغرام وغليه الأنين وقال : ولكنهما حبيبان عاشقان ، جمع بينهما الود والوئام ، حتى أوقع بينهما الملعون " إبليس الشيطان " . . فألقى فى قلبيهما الشك والظنون والإرتياب .
قال ملاك الفراق : ولكننا يا رفيقى ، لا نملك لهما أمراً ولا حال . . نحن مجبورون على السمع والطاعة لخالق الأرض والسماوات . . وما لنا شأن بإبليس ولا شأن بالعباد .

وهنالك إستدار ملاك الفراق . . كى يكمل الطيران إلى حيث الحبيبان . .  قاصداً قلبيهما ، لينفذ فيهما إرادة الخالق رب العباد .
وهنالك أيضاً . . إستدار ملاك الغرام ، كى يصعد إلى عنان السماء ، ومعه قارورة إكسير الحياة . . قارورة الحب والعشق والغرام . . تاركاً قلبى  " أمير القلوب " و " روح الفؤاد " بين إصبعين من أصابع الرحمن . . يقلبهما كيفما يشاء .  

وبينما هو يستعد للرحيل . . ترامى إلى مسامعه صوت أنين وبكاء . . ومالبث أن تحول إلى عويل ونواح . . وسمع أصواتاً تتردد فى السماوات وتقول : لقد إفترق الحبيبان " أمير القلوب " و " روح الفؤاد " . .  لقد نال منهما الملعون " إبليس الشيطان " . . وتعالت أصوات العويل والنواح : أين كان العقل منهما ؟ أين كانت قوة الإيمان ؟ ما منعما أن يستعيذا من الملعون إبليس الشيطان ؟

حينئذ . . أيقن "ملاك الغرام " أن إرادة الرب قد نفذت فى الحال ووقع الفراق . . فأخذ يتمتم بكلمات لم يسمعها إلا هو ويقول : لقد فعلها الملعون من قبل مع أبيهما آدم وأمهما حواء . . وحرمهما من نعيم الجنة ، وأخرجهما منها إلى دنيا العذاب والشقاء . . وها هو اليوم ينال من إثنين من ذريتهما ، ويحرمهما من نعيم الحياة ، من الحب والعشق والغرام .
وأخذ يردد ويقول : لقد نسيا العهد بينهما والوعد ، مثلما نسى أبيهما من قبل .
وظل يردد : ألم يقل المولى عز وجل فى كتابه العزيز : " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل ، فنسى ولم نجد له عزماً "  صدق الله العظيم .
                                                          وإلى قصة أخرى إن شاء الله . 

                                                        


        

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

أنا كون من حنان . . . . أنا فيض من عطاء ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )



أنا كون من حنان . . . أنا فيض من عطاء ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
------------------------------------------------------------------

قالت لى : أنت طيف فى حياتى . .
أزعجتنى الكلمات . . وكاد أن يُغشى علي ، من هول ما سمعت .
وأخذت أردد و أنا حزين : أفبعد كل هذا الحب ، وكل ذاك العشق ؟ ما زلت طيفاً فى خيالها . . أما آن لى أن أحيا واقعاً فى حياتها ؟
أحزننى كثيراً جحودها ، وآلمتنى بشدة تلك الكلمات المرة التى ألقت بها فى وجهى ، بلا شفقة ولا رحمة . . وأنا من أنا ؟

أنا . . . من دعاها حنين الروح .
أنا . . . من أحبها وعشقها حتى الجنون .
أنا . . . من حسبها رمزاً للوفاء والإخلاص والخلود .
أنا . . . من ناداها بحبيبة القلب ونور العيون .
أنا . . . من سهر الليالى يناجيها فى حنين وشجون .
أنا . . . من حدث عنها قمر السماء وملايين النجوم .
أنا . . . من أودع فى صدرها الجميل قلبه المفتون .
أنا . . . من شاحت عيناه عما سواها من بنات الحور .
أنا . . . من باحت شفتاه بالحب فى صدره المكنون .
أنا . . . من تناسى من هو ، وألقى عن ظهره رداء الغرور .
أنا . . . من ترورقت عيناه بالدمع عشقاً فى قربها المأمول .
أنا . . . من نال منه الجوى وأرداه الهوى صريعاً فى خشوع .
أنا . . . من دعته كوناً من حنان وفيضاً من عطاء مجنون .
أنا . . . صاحب القلم والكلمات ، وسيد الحروف تلو الحروف .

أما هى . . . هى من هى ؟
هى . . . حبيبة القلب ، وكل العمر ، وحنين الروح .
هى . . . الحسناء ، وفاتنة الفاتنات فى كل العصور .
هى . . . أميرة الدلال ، وسيدة النساء فى أبهى القصور .
هى . . . عشق لا ينتهى ، وغرام فى الزمان يدوم .
هى . . . أنشودة حب ، ولحن جميل من ترانيم الفنون .
هى . . . يوم بألف عام ، لمن نال القرب منها وحظى القبول .
هى . . . رقة وعذوبة .
هى . . . نبع من حنان .
هى . . . فيض من حنين .
هى . . . شوق لا ينام .
هى . . . عمر وحياة .
هى . . . إكسير الحياة .
هى . . . نسمة من ربيع .
هى . . . بسمة من ثغر وديع .

أفبعد كل هذا وكل ذاك . . .
أترونها . . كانت محقة . . حين قالت : أنى طيف من خيال ؟
أم أنها . . رغبت بحق . .أن تقول لإحداهن : دعكِ من هذا السؤال ؟
عن حبيبى . . عن حنينى . . عن رفيق القلب . . عن روح الفؤاد .

ولها أقول : يا حنينى . . .
إن قصدتِ هذا عنى . .
أو أردتِ القرب منى . .
فلن أبالى . .
أى قول . . ترتأى فيه النجاة .
من عيون الغدر . .
أو حقد دفين ، فى صدور الحسناوات .
أما . . . إن قصدتِ النيل منى .
أو . . . أردتِ البعد عنى .
فلن أبالى . .
أى غدر منكِ . . تقطعى حبل الوصال .
فأنا . . . أنا . .
أنا كون من حنان . . أنا فيض من عطاء . . أنا مثلى لا يُضام . .
ولو كاد اللئام . . و لو كاد اللئام
                                                      وإلى لقاء آخر إن شاء الله . .

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

إعتذارى وبوحى . . . إلى حنين روحى ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )



إعتذارى وبوحى . . . . . . إلى حنين روحى  ! !   ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
--------------------------------------------------------------------- 
أحببتها من أعماق قلبى . . وعشقتها بكل كيانى  .
أحببت فيها الحب نفسه . . وعشقت معها العشق ذاته .
بين يوم وليلة . . صارت لى . . هى كل شئ فى الوجود .
ما عادت الحياة . . تعنى لى شيئاً بدونها . . ولا حتى الدنيا بأسرها .
أحببتها كثيراً . . وعشقتها أكثر . . وتمنيت القرب منها أكثر وأكثر .
ولكن . . هكذا جاء قدرى . . أن أهوى وأعشق حبيبة . . فى البعد البعيد .
هى تسكن قلبى ، وتهفو لها روحى  . . وهى فى بلد غريب .
آلمنى البعاد . . وأوجعنى الفراق . . وتعالت الصرخات والآهات .
وذات مساء . .
ذات مساء . .
إعتصرنى ألمى . . وإشتد بى وجعى . . ونال منى غضبى .
أنسانى الملعون  . . من هى حنين الروح تكون ؟ ؟
أنسانى . . . كم هى رقيقة وحالمة ! !
وكم هى طيبة القلب . . وحانية  ! !
وكم هى تهوانى . . ولروحى عاشقة ! !ً
آلمتها . . وأوجعتها . . وبدون أن أدرى ! !
أسمعتها كلمات . . غير الكلمات ! !
وهى ما إعتادت منى . . سوى كلمات الحب والغرام ! !
أنسانى الملعون فى دقائق  . . بعض ما كان منى ، وكان منها ! !
من فرط حبى لها ، وولعى بها . . وخوفى عليها  ! !
دقائق مضت . . ولكنها فى عمرى  . . من أسود اللحظات ! !

بعدها . . ذهب الملعون . . وهدأت العاصفة . .
وعاد إليّ قلبى وعقلى . . وهدأت روحى ونفسى .
أمسكت بقلمى . . كى أكتب إليها وأعتذر . .
عما بدر منى  . . لعلها تحنو كعادتها . . وتغفر لى .
أريد أن أسترضيها ، وأبدى لها أسفى . . وإليها أقول :

حنين الروح . . .
حنين روحى . . .
أين راح العقل منى . . حين تهتُ عن الصواب ؟ ؟  
اين كان القلب منكِ . . وأنتِ لى كل الغرام ؟ ؟
أين هامت روحى عنكِ . . وإبتعد عنا الوئام  ؟ ؟  
كيف أسهو عنكِ لحظة . . وارتضىِ فيكِ الخصام  ؟ ؟  
كيف تغفو العين عنكِ . .  ما ترى فيكِ الجمال  ؟ ؟
كيف نال اليأس منى . . فى إقتراب لا إبتعاد  ؟ ؟

حنين الروح . . .
حنين روحى . . .  
هل تذكرين ؟ ؟
هل تذكرين ؟ ؟
يوم قلبى . . غا ب عنى . . يوم أن غبتِ  حنينى  ؟ ؟
يوم روحى . . غادرتنى . . وإنطوت صفحة سنينى  ؟ ؟
يوم عقلى . . قد تناسى . . كل وجدى وأنينى ؟ ؟
يوم عينى . . حين غبتِ . . لم ترى إلا غيومى ؟ ؟
يوم فكرى . . قد تبعثر . . بين شكى ويقينى ؟ ؟
يوم أن صرخ فؤادى . . وعلت آهات جرحى وأنينى  ؟ ؟
يوم وجعى . . يوم ألمى . . يوم يأسى و قنوطى ؟ ؟

يومها . .
يومها . . قلتِ :
حبيبى . . كيف تشكو القسوة منى . . وأنا كلى حنين ؟ ؟
            كيف ترمينى بقتلك . . وأنت فى قلبى مقيم ؟ ؟  
            كيف تهجونى بظلمك . . والعشق فى دمى يسيل ؟ ؟
            كيف تقسم ألاتهوى . . ألا تعشق من جديد  ؟ ؟  
            كيف تنسى أن قلبك . . رفق قلبى  . . مستكين ؟

واليوم . .
اليوم . .
أعتذر منكِ . . حنينى .  
أعتذر منكِ . . غرامى .
أعتذر منكِ . . هيامى .
أعتذر منكِ . . عشقى .
أعتذر منكِ . . حبى .
أعتذر منكِ . . حلمى .
أعتذر منكِ . . أملى .
أعتذر منكِ . . رجائى .
أعتذر منكِ . . يقينى .
أعتذر منكِ . . حبيبة وحيد .
فهل  ؟ ؟
هل   ؟ ؟
لأسفى وإعتذارى . . من مُجيب ؟ ؟ ؟    
 

 





الثلاثاء، 2 أبريل 2013

سألتنى . . . . . . حبيبتى ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


سألتنى . . . . . حبيبتى  ! !    ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
-----------------------------------------------------
سألتنى حبيبتى : ما هو الحنين ؟
قلت وأنا أهيم شوقاً : الحنين هو أنتِ . . ولا حنين سواكِ .
قالت : أتقصدنى أنا ؟ أم تقصد الحنين ؟
قلت : أنتِ والحنين عندى سواء بسواء . . فما كنتِ عندى يوماً سوى حبيبتى وحنينى .
قالت : يالك من عاشق مراوغ . . تجيد... اللعب بالكلمات . . أما تريد أبداً أن تنسى معى ، أنك صاحب القلم والكلمات ؟ قل لى وأدركنى : ما هو الحنين ؟
قلت : الحنين هو يا حبيبتى . . أن تشتاقى إلىّ إ...شتياقاً يرافقه الأنين ، أنين القلب بصوت لا يبين .
قالت : إن كان هذا هو الحنين . . فأنا إليك كلى حنين .
قلت : وأنتِ حنينى . . وحنين عمرى ، وكل سنينى .
قالت : أحنين القلب أعمق ؟ أم حنين العمر ؟ أم حنين الروح ؟
قلت : وهل القلب أو العمر يسموان على الروح ؟
قالت : لا . . يا حبيبى ، الروح تسمو فوق الجميع .
قلت : وهل بعد الروح . . عمر ولا قلب ؟
قالت : لآ . . .
قلت : أراكِ ترمين إلى شئ . . هاتى ما عندكِ ، وأريحى قلبى .
قالت : لقد دعوتنى بحبيبة القلب . . ودعوتنى بحنين العمر . . والآن بعد أن سكنت قلبى ، وملكت عمرى . . أرى روحى تهفو إليك .
قلت : وماذا بعد يا حبيبة القلب وحنين العمر ؟
قالت : من اليوم وحتى آخر العمر . . أدعونى حنين الروح ، فأنا ما عاد يكفينى قلبك ، وما عادت تتسع لى سنون عمرك . . فلتدعونى حبيبى " حنين الروح " .
قلت ( والشوق يملؤنى ) : لكِ ما أردتِ حبيبتى . . فأنتِ منذ اليوم ، حبيبة قلبى ، وحنين روحى . فأسكنى قلبى ، وإملكى عمرى ، وإليكِ تشتاق روحى . . يا حنين روحى .
إبتسمت حبيبتى وقالت : وأنت أنت . . وحيد قلبى وعمرى . . وحنينى الوحيد .

                                                                           وإلى لقاء آخر إن شاء الله .

عطاء الرجل وأنانية المرأة . . . فى الحب والغرام ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .


عطاء الرجل وأنانية المرأة . . . فى الحب والغرام ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
-----------------------------------------------------------------------------
من أجمل الصفات الحسنة . . التى يهبها الله للإنسان – رجلاً أو إمرأة – هى القدرة على المنح والعطاء . . وقد إمتلأت الحياة منذ بدء الخليقة حتى الآن ، بنماذج كثيرة ، ضربت للبشرية جمعاء المثل والقدوة ، فى القدرة على العطاء والمنح بسخاء ، والتضحية بالغالى والنفيس من أجل غيرهم من الناس . . وتلك فضيلة عظيمة توافرت لهؤلاء العطاؤون المضحون المتفانون من أجل غيرهم . . وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى "  صدق رسول الله . . واليد العليا هى اليد تعطى وتمنح ، أما اليد السفلى فهى التى تأخذ أكثر مما تعطى أو تمنح .

ولكن على الجانب الآخر المقابل . . هناك نوع من البشر ، رجال ونساء ، لا يعرفون للعطاء سبيلاً ، ولا للمنح أو البذل طريقاً ، أوهم إعتادوا أن يأخذوا أكثر مما يعطوا ويمنحوا . . أولئك هم الأنانيون الذين يتسمون بحب الذات وعشق النفس ، ولا يرون حولهم إلا رغباتهم هم ومصالحهم هم ، وراحاتهم هم . . أما من عداهم من غيرهم من البشر ، فليذهبوا سُحقاً إلى الجحيم . . هؤلاء سواء كانوا رجالاً أو نساءً ، هم من شرالبرية وأسوأ صنوفها . . وهم أيضاً من أكثر أنواع البشر جلباً لكره الناس ومقتهم  

هكذا كان هو . . وهكذا كانت هى . . وهكذا جمع بينهما القدر ، فجأة بطريق الصدفة ودون سبق تعارف بينهما  . . إلتقيا وتعارفا وربط بينهما الحب فى غضون عدة أيام ، لم يكن يدرى عنها شيئاً ، سوى أنها أعجبته فى رقتها وجمالها وأنوثتها وأناقتها وكلماتها الحلوة الجميلة ، ولم يكن هناك متسع من الوقت إلا للتعارف السريع ، وفعل الحب والغرام معهما فعلته المعتادة ، فإلتقت روحيهما ، ومال قلبيهما ، وتعانقت عيونهما ، وصارا فى أيام قلائل محبين عاشقين كلاهما للآخر .

كان هو منذ اللحظات الأولى لعشقهما ، كون من العطاء والحنان ، كما كان يحلو لها أن تصفه وتناديه ، وفيض من الحب والعشق والغرام والهيام ، وبحر متدفق من حلو الكلمات وجميل المعانى والتعبيرات . . فقد كان مشهوداً له بالقدرة على التعبير والبيان ، وحسن الكتابة بكل صنوف الكلام . . ولم يكن يدخر وسعاً ولا حيلة ، من أجل إدخال البهجة والسرور على نفس محبوبته ، التى كانت تتلقى منه كل الحب والأحاسيس والمشاعر الدافئة ، بنهم وإحتياج شديد ، وأحس هو بذلك ، فضاعف لها العطاء والحنان ، وفاض بكل ما لديه من معسول الكلام ، وحلو الغرام . . ولم لا يفعل ذلك ؟ وهى قد أصبحت بالنسبة له ، هى كل الحياة ، بل هى الحياة نفسها ، بكل ما فيها من جمال وسحر ودلال ، وحلم جميل بغد يملؤه الجمال والروعة والإبداع .   

ولكن . . . مع مرور الأيام تلو الأيام ، ظهرت لديها فى الأفق ملامح عشق نفس وحب ذات ، وبدت تطفو على السطح يوماً بعد يوم ، وصارت هى تصر على نفاذ كل ما تريد ، وتحقيق كل ما ترغب ، بعيداً عما يريده من تدعوه حبيب قلبها وروحها وعقلها . . رويداً رويداً إزداد إصرارها وعناداها من أجل ما تريد ، وصارت ترفض أية تضحيات ولا تنازلات ، ولا تقبل حلولاً وسطية ، تحقق لكليهما بعض ما يريد . . وهنا تأكد له أنها من ذلك النوع من النساء ، الذى لا يرى إلا نفسه ، ولا يشعر إلا بذاته ، ولا يحس بما يحس به شريك حبه وعمره وحياته . . وأصبح كل همها فى الحياة ، كيف تعتصر قلب هذا الحبيب ، كى تخرج منه أقصى ما يمكن أن يعطيه ويمنحه لها ، حتى ولو أغفلت مشاعره وكيانه . . وأصبحت تلك هى طريقتها المعهودة معه . . ومن فرط حبه وعشقه ، لم يكن يملك لها أمراً ولا نهياً .

وفجأة . . بدأ شعور غريب يتسلل إلى أعماق قلبه وفؤاده ، هذا الرجل الكون الفائض من الحنان . . إنه بدأ يشعر بأنها تستنزف عطاءه ، وتعتصر قلبه بكل قسوة وبلا رحمة أو شفقة . . حتى تسللت الأوجاع والآلام والأحزان إلى قلبه ، وملأته تارة بالحيرة من أمرها ، وتارة من لوعة فراقها إن هو أغضبها أو تناسى تحقيق رغباتها . . ولما ملأت الأوجاع قلبه ، وهزت الآلام وجدانه ، صرخ بأعلى صوته قائلاً : أنا موجوع ، أنا مجروح ، أنا مدبوح ، أنا مهموم ، أنا مكلوم .                         وصل إليها صراخه وأنينه ، ولكنها لم تكن تشعر إلا بها ، بها هى فقط وحدها وليس هو . . صحيح أنها أخبرته بأنها تألمت من أجله ، ولكن يبدو أن تألمها ، كان أشبه بتألم جزار أحكم قبضته على شاة ليذبحها ، وكلما حاولت أن تتفلت ، أحكم قبضته عليها أكثر وأكثر ، وهو ماسك بسكينه ، وكله إصرار وعناد على أن يذبحها . . . إلى هذا الحد رآها هو قاسية ، وإلى هذه الدرجة ، كانت هى أنانية لم تشعر هى إلا بذاتها   

والآن . . اليوم . . هما فى مفترق طرق ، والحب بينهما يئن ويبكى . . هى لا تريد أن تلتقى معه فى منتصف طريق ، ولا تريد سوى إرضاء ذاتها وتحقيق رغباتها ، ولا ترى سوى نفسها فى مرآة كئيبة صدئة ، يعلوها التراب ويكسوها الصدأ . . وعجيب الأمر أنها شرعت فى النيل منه ومن حبه لها ، فتارة تصفه بالظالم المتجبر ، وتارة أخرى تصفه بالقاسى المتشدد ، وتارة ثالثة تصفه بالرجل الأنانى المزهو بنفسه ، وهى تعلم تمام العلم ، أنه لا هذا ولا ذلك ولا ذاك ، ولكنه هو الكون من الحنان ، وفضاؤه كله يملؤه الحب والعشق والغرام .

وهو . . هو على الجانب الآخر . . يملؤه الحزن وتسكنه الأوجاع ، وتعصف بقلبه الهموم والآلام ، وهو يرى الحب بينهما يختنق ويختنق ، وعلى وشك أن يحتضر . . حقيقة هو يحبها ويعشقها ، ويحرص على ودها ونيل قربها ، ولكن أنانيتها وعشقها لذاتها فاقا كل حد ، وإقتربت أكثر وأكثر من النيل من قوته ورجولته ، التى حرص عليها طوال حياته ، وما إرتضى قط أن يقترب منهما أحد أياً كان . . فقد أصبحت الحبيبة ، أكثر تمرداً وعناداً ، وأكثر تصميماً وإصراراً ، على الوصول إلى كل مآربها ، وتحقيق كل رغباتها ، حتى ولو أدى ذلك إلى النيل من كرامته وهيبته وعزة نفسه . . وأصبح التحدى هو سمة تصرفاتها ، وصارالعناد والتمرد أساسيان فى ردود أفعالها ، وأصبح كل شئ لديها ، إما أنا أو لا أحد غيرى . . تلك صارت طريقتها فى الحب بينهما

أما هو . . فلا يدرى مخرجاً لما وصل إليه الحال بينهما . . وظل سؤال واحد يراود فكره وعقله : ترى : هل يوافقها ويفعل لها كل ماتريد ، كى ترضى وتهدأ ، أياً كانت المبررات ، وأياً كانت العواقب ؟ ويقف هو خلف الستار مشاهداً ومتفرجاً على ما يدور ويحدث على ساحة العرض ؟ أم يرفض حبها ويقاوم رغبتها فى السيطرة على ما يحقق لها كل ما تريد ، حتى لا تنجرف بعيداً وفق هواها وميولها ؟ وعندئذ قد يفقدها ويفقد حبها له وحبه لها إلى الأبد .

الحيرة تقتله . . والتمرد والعناد يملآن صدرها . . أما الحب بينهما فإنه يئن ويبكى . . قلبه تملؤه الأحزان . . وصدره يختزن الآلام . . وجسده أعيته الأوجاع .             أما الحبيبة فقد إمتطت جواد الأنانية وحب الذات . . وصارت كمن لا تأبه بما سيكون أو بما كان ، من لوعة فراق أو حسرة هجران  .                                                               

                                                               وإلى لقاء آخر إن شاء الله .    

   

الخميس، 28 مارس 2013

( 1 ) حنين العمر . . . . فى جوف الليل ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


سلسلة : أنا . . . . وحنين عمرى كله   ! !   ( من وحى الخيال )
----------------------------------------------------------
(1)  حنين العمر . . . . فى جوف الليل  ! !    ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
------------------------------------
عرفتها ذات مساء . . . وأنا جالس وحدى أقلب الصفحات ، على أحد المواقع الإلكترونية ، التى تنشر القصص والمقالات . . إستوقفتنى كلمات وحروف وعبارات ، فى العشق والهوى والحب والغرام . . أمعنت فيها النظرات وتوالت القراءات ، ولمست حروفها وكلماتها منى الإحساس ، وعزفت برقتها وجمالها على أوتار قلبى المشتاق ، للعشق والهوى والغرام .

لم أتوان لدقائق معدودات ، وسعيت لمعرفة من هى تلك الحسناء ، التى ذابت كلماتها فى بحر الحب والغرام ، وأذابت معها كتل الجليد على قمم الجبال ، وأشاعت الدفء فى جنبات ذلك الوحيد المفتون بحب النساء . . ورحت أسأل نفسى وأسأل : ترى ؟ أهى رقيقة الإحساس برقة هذه الكلمات ؟ أهى ساحرة الجمال كسحر تلك العبارات ؟

لم أستطع أن أخفى إعجابى بما سطرت يداها ، وأخذت أطارد كلماتها كى أعى فحواها ، حتى فطنت هى متابعتى كلماتها ، وكانت مفاجأة لى أنها أسعدتها ، فبادلتنى الإعجاب بالإعجاب بقصصى ومقالاتى  ، فقد كنت أنا كاتب وأديب ، أجيد العزف بالأحرف والكلمات ، ولطالما أذابت كلماتى قلوب النساء ، وراحت تتمايل بهن ذات اليمين وذات الشمال ، حتى إشتهرت بين النساء ب " صاحب القلم والكلمات " . . .

لم تكن الحنين أقل شوقاً لمعرفة الوحيد ، ولم يكن هو أقل لهفة إلى قرب هذى الحنين ، لقد تلاقينا سريعاً سريعاً ، وخاطب كل منا ود الآخر ، وطلب كل منا صداقة الآخر . . وخلال جلسة واحدة دامت عدة ساعات ، كنا قد قطعنا طويل المسافات ، وأعطى كلانا الآخر الوعد والعهد والأمان ، وتعاهدنا على الصداقة والقرب والوداد ، وأفضى كل منا للآخر بالعديد من المعلومات ، وإنتهى اللقاء الأول بيننا ، على وعد بلقاء آخر فى ذات الميعاد ، من الليلة المقبلة . . وودع كلانا الآخر بكلمات الوداع ، ولكنه لم يكن إلا وداعاً من أجل اللقاء .

أحسست أنا من بعد كل ما جرى وما كان ، بأن الحال فى قلبى وعقلى ما عاد ذات الحال ، وأن شيئاً ما قد شغل العقل وإخترق القلب وهز الكيان .. وأخذت أسأل نفسى وأتساءل : ترى ؟ هل نالت كلمات الحسناء الرقيقة منك أيها الوحيد ؟
لم تشغلنى طويلاً الإجابة على ذلك السؤال ، فربما الليلة القادمة تؤكد لى أوتنفى ذلك الحال . .
ولكنى فى الصباح . . وبدون أن أدرى ، ظلت أبحث وأبحث عن كلماتها الرقيقة ، ووجهها الساحر الجميل بين الصفحات ،  دون جدوى ، وكان عليّ الإنتظار ، إنتظار لقاء الليلة حسب الإتفاق ، لقاء فى جوف الليل حينما تدق الساعة معلنة الإنتصاف .

مرت الساعات بطيئة ثقيلة ، ولكنها مرت على كل حال ، وعاد وجهها الجميل يشرق من جديد ، وعادت كلماتها الحلوة الرقيقة تسحر قلبى كثيراّ وكثيراّ . . وبدون أن أدرى ، إنطلقت الكلمات من أعماق قلبى بلا رقيب ولا حسيب . . شعر الوحيد أن روحه قد إرتاحت إليها ، وأن نفسه قد مالت للقرب منها ، وعلى الفور طلبت منها أن ترسل إليّ صورتها ، كى أتعرف أكثر وأكثر على ملامحها ، وأتعايش مع قسمات وجهها الجميل . . لقد كنت أدرك بفطنتى أنها جميلة بقدر جمال كلماتها ، راوغتنى قليلاً مراوغة النساء الجميلات ، ولكنها فى آخر المطاف أرسلت إليّ ولبت النداء .

وكانت المفاجأة . . أن جمالها قد فاق  منى الخيال ، ومن فرط جمالها الأخاذ ، دعوت الله أن يحفظها وأن يرعاها من عيون كل النساء . . لقد زادنى جمالها تعلقاً بها ، وأبديت إعجابى بجمالها عدة مرات  ، وظللت أواصل الحديث معها حتى إقترب الفجر ، وما كنت أريد أن تغادرنى أبداً حتى الصباح ، ولكنى أشفقت عليها من تعب النهار . . فمثلها للحديث معها مذاق فريد وطعم جميل ولون جديد ، وكان لابد من الوداع ، على وعد بيننا بلقاء فى الليلة المقبلة .
ولكنى . . كنت قد وعدتها ، فى معرض حديثى لها ، أن أكتب قصة بإسمها ومن أجلها ولها وحدها ، وقت أن أرسلت إليّ صورتها .

وها أنا الآن أجلس وحدى ، وأمسك بقلمى ، كى أكتب وأكتب وأكتب . . ولكنى مهما كتبت ، ومهما أفصحت ، فلن أستطيع أن أصرح بكل مكنونات صدرى نحوها ، أمورعديدة لا أقدر على تجاوزها . . فقد كانت هى من بلدة بعيدة  ، بينى وبينها أميال ، ولكن ها هو قلبى إليها قد مال ، وهدأت روحى وسكن لها الفؤاد ، وإنشغل عقلى بين حبها والفراق .

طاف بى الخيال قليلاً ، بين هنا وهناك ، وفجأة وجدت نفسى أردد كلمات ، كانت قد أعجبتنى من زمن فى إحدى الأغنيات ، ظللت أرددها وأقول :
" بينى وبينك مسافات ، بس قلوبنا بتتقابل ، وعيننا لبعض تسافر ، وياخدنى حنينى إليك ، ألاقينى فى حضن عينيك " .

فإليكِ وحدكِ أهدى . . يا حنين عمرى . . قصة خواطرى وليلتى . . أتمنى أن تجدى فيها ما يسعدكِ  . . فما خرجت كلماتى ، إلا من أعماق قلبى وفؤادى .
                                                         
                                                        وإلى الجزء القادم إن شاء الله .
                                                                       
                                                                     
                                                                     

الجمعة، 22 مارس 2013

أوجاع . . . . عاشق للحنين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


أوجاع . . . . عاشق للحنين  ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) 
---------------------------------------------------------- 
أنا موجوع . . أنا يائس . . أنا مُحبَط  .
أنا مجروح . . وبتألم . . ومش قادر كمان أصرخ .
أنا مدبوح . . وسال دمى بسكين . . حبيب مخلص .
أنا مهموم . . وهمى تقيل . . ولا تشيله جبال عنى .  
أنا مكلوم . . فى حبى وعشقى . . على إيديكِ  حنين عمرى .

أنا تايه . . وراح عنى دليلى فى ليلة . . كلها ضلمة .
أنا ضايع . . وضاعت منى أحلامى . . كده فجأة  .
أنا يائس . . ومات أملى فى قرب حبيبة . . ليه قاسية ؟
أنا ماشى . . فى طريق وعرة . . دروبى كلها صعبة .
أنا محكوم . .  بإعدامى . . بلا قاضى ولا جلسة ولا مرافعة . 

أنا معرفش إيه ذنبى . . ولا أعرف فى إيه جُرمى .
أنا معرفش غير إنى . . هويت العشق من صغرى .
أنا معرفش ليه ظلمى . . وليه جرحى . . وليه دبحى .
أنا مفهمش ليه قتلى . . يكون على إيد ساكن قلبى .
أنا مخطرش على بالى أعانى . . وبإيديكِ يكون حزنى .

أنا اتحملت فى هواكِ . . كتير وكتير . . نفد صبرى .
أنا سهرت ليالى طوال . . مع نجومى وضيا قمرى .
أنا عانيت من الغربة . . ومن بعدك . . ومن ألمى .
أنا رخصت علشانك . . حياتى ودنيتى وعمرى .
أنا ضحيت وانا راضى . . بكل نفيس . . فدا حبى .

أنا ماشى . . سيبها لك ومش راجع . . عشان ترتاحى .
أنا رايح بعيد وحدى . . أزيل همى وأداوى جراحى .
أنا مش هابكى من تانى . . على قلبى ولا عمرى ولا حالى .
أنا هطلب رضا ربى . . رحيم بىّ . . وعارف كل أوجاعى .
ومش هاندم على حبى ولا عشقى . . ولكنى حلفت يمين :
ما أحب الحب . . من تانى   ! !
ما أحب الحب . . من تانى  ! ! 
ما أحب الحب . . من تانى  ! !
                                                                    وإلى لقاء آخر إن شاء الله .
     

الخميس، 21 مارس 2013

حبيبى الوحيد . . . . أسألك الرحيلا ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


حبيبى الوحيد . . . . أسألك الرحيلا  ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) 
---------------------------------------------------------------- 
غلبها الشوق . . ونال منها الحنين .
فأمسكت بالقلم . . كى تكتب للحبيب .
فما عاد القلب يحتمل البعاد . .
وما عاد القرب . . إلا من قبيل المستحيل .
أحبته بكل كيانها . . وهو عنها بعيد لا قريب .
ونال منها العشق . . وما كان لقلبها ألا يميل .
أما هو . .
أما هو . .
فما ذاق يوماً طعم الهوى . . ولا سحر الحنين .
عاش فى الدنيا وحيداً فريداً . . كالغريب .
لا خل قلب . . ولارفيق درب . . أو طريق .
وبدون أن يدرى . .
مالت إليها الروح . . وعانق قلبها قلب عليل .
صارت الحلم الجميل . . والأمل القريب . . والبعيد .
قريب من روح الفؤاد . . ولكنه فى وطن غريب .
أضحى كمن عشق الجنون . . وتمنى المحال المستحيل .
واليوم . .
اليوم . .
بعد ساعات وأيام مضت . . لا شهور ولا سنين .
أدمعت عيناها . . وهى تكتب إليه ويغلبها الأنين :
أيها الحبيب  . .
حبيبى الوحيد . .  
بل أنت روح الفؤاد . . ولب القلب . . وعين الحنين .
إنى عشقتك . . وكان العشق فيك جميلا .
إنى هويتك . . ونال منى الهوى . . ومالى إليك سبيلا .
أوطان أبعدتنا . . وعقول بيننا . . لا تؤمن بالحب دليلا .
وشرق صار سجناً . . صرنا فيه أسرى وعبيدا .
ليت الزمان زماننا . . أو كنا نملك له تبديلا .
هذى حياتى . . وتلك روايتى . . وما أخفيت عنك سراً ولا قيلا .
ما الأمر أمرى . . ولا القرار قرارى . . وليس لى قوة ولا حيلا .
أعلم كم أحببتنى . . وكم أتعبك هوايا ليلاَ طويلا طويلا .
وتعلم كم كان بعدك عنى . . يعذب مهجتى . . وكم كان أليما .
واليوم . .
اليوم . .  
أعفيك منى . . وأفك عنك قيد حبى . . الذى أدماك كثيرا .
وأطلق سراح عصفورى حبيبى . . ليشدو جديداً . . حراً طليقا .
حباً لقلبك . . ولروحك السمحاء . . لا كرهاً ولا تعذيبا .
فاسمعها منى . . ولا تعارضنى . . فلا رداً لها ولا تعقيبا .
حبيبى الوحيد . .
حنينى الوحيد . .
عشقى الوحيد . .
عبيرى الوحيد . .  
غرامى الوحيد . .
هيامى الوحيد . .
حلمى الوحيد . .
أملى الوحيد . .
رجائى الوحيد . .
وحيدى الوحيد . . 
أسألك الرحيلا . . أسألك الرحيلا . . أسألك الرحيلا .
                                                                وإلى خاطرة أخرى إن شاء الله .  


الجمعة، 15 مارس 2013

رسالة شوق . . . . وحنين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )

رسالة شوق . . . . وحنين   ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
----------------------------------------------------

ذات مساء . . جلس ليكتب إليها رسالة حب ورجاء ، يناشدها الرجوع إليه ، لعلها تعود . . أمسك بقلمه ، ويداه ترتعشان ، ولكنه أصر على مواصلة الكتابة لحبيبة قلبه . . وقال لها :

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
ما بالكِ إبتعدتِ ورحلتِ عنى  . . . فجأة ؟                                       

وما بال قلبكِ يقسو، ويذهب الحنان منكِ . . . فجأة ؟
وما بال عقلكِ ينسى أنى عشقت القرب منكِ  . . فجأة ؟                  

وما بال حبكِ لى وعشقكِ ينتهيان . . . فجأة ؟
وما بالكِ أنتِ بكل ما فيكِ . . تتركينى وحيداً . . . فجأة ؟

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
هل نسيتينى ، وضاع منكِ الحلم . . فجأة ؟                                 

أم غَفوتِ عن حنينك ، وسَهوتِ عنى . . فجأة ؟
أم يا ترى وسوس الشيطان ، وإنصرفتِ عنى . . . فجأة ؟
أم ظننتِ إحداهن ، شغلتنى عنكِ . . فجأة ؟                                 

أم وجدتِ العهد طال ، وخلفتِ الوعد . . فجأة ؟

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
لم أذق للنوم طعماً ، منذ أن ذهبتِ . . فجأة !                                 

لم أجد نفسى وروحى ، ضاعت الأحلام . . فجأة!
لم يكن يوماً بظنى ، أن فيكِ القتل . . فجأة !                                    

لم أرى عينيكِ يوماً ، تخنق الأحلام . . . فجأة ! 
لم يدر فى خلدى أبداً ، أن أعانى منكِ . . . فجأة !

حنينى . . . وحنين عمرى  ! !
عودى . . لا تقتلى آمالى فيكِ أو أحلامى !                                      

عودى . . ما عُدت دونكِ أشتهى عيشى وحياتى !
عودى . . إنى غَدوت بدون قربكِ لا أبالى !                                       

عودى . . أنتِ شمسى أنتِ قمرى أنتِ أرضى وسمائى!
عودى . . إلى أحضان قلبى واسكنى روحى وفؤادى ! ! !            

الأربعاء، 13 مارس 2013

دموع العبير . . . . بين الشوق والحنين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


دموع العبير . . . بين الشوق و الحنين  ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
----------------------------------------- 
كانت عبير . . فتاة على قدر من الصبا والجمال . . من أسرة ريفية متوسطة الحال . . وكانت هى أصغر شقيقاتها البنات . . كان الأب رجلاً طيب القلب ، وكانت الأم إمرأة عطوفة وحنونة إلى أقصى حد  . . نشأت عبير فى بيت هادئ ، وسط جو من الألفة والمحبة ، وترعرعت على الأعراف الريفية المتوارثة ، من الأجداد إلى الآباء ، والتقاليد المصرية الأصيلة .

ومنذ أن أدركت عبير الحياة . . كأنثى وفتاة . . حلمت كسائر الفتيات ، بفارس الأحلام الذى تحبه وتهواه ، ويميل إليه القلب وتهفو الروح ويستريح الوجدان . . ذلك الفارس الجرئ الشجاع ، الذى يأتى إليها مسرعاً ، كى يختطفها على جواده الأبيض ، ويذهب بها بعيداً بعيداً ، حيث لا أحد سواه ، ثم يصعد بها وبأحلامها الرقيقة الناعمة ، إلى عنان السماء ، حيث القمر والنجمات ، والأيام السعيدة والليالى الملاح . . بعيداً عن كل متاعب الحياة ، وكل الآلام والأحزان .

أنهت عبير تعليمها الثانوى ثم الجامعى . . وتجاوز عمرها الثانية والعشرين ربيعاً ، وإكتملت فيها كل ملامح الجمال ، وبلغت مبلغ النساء ، من الأنوثة والدلال . . ولكن الحب لم يشأ أن يطرق باب قلبها الطيب الرقيق ، ولم يحضر فتى الأحلام ، الفارس المغوار ، الذى طالما حلمت به أناء الليل ، وإنتظرته طوال النهار .

توالت الأيام والشهور . . ومن بعدها الأعوام تلو الأعوام . . حتى بلغت عبير التاسعة والعشرين من عمرها ، وتقدم لخطبتها وطلب الزواج منها ، العديد  من الرجال ، ولكنها كانت قد أغلقت جميع الأبواب ، إنتظاراً لمجئ فتى الأحلام ، وأبت الزواج إلا ممن يدق له القلب ويهواه الفؤاد ، معلناً ساعة الحب والعشق والغرام . . ولكن . . هيهات هيهات . . أن تأتى الرياح ، بما يشتهيه ربان سفينة الحياة . .

وفجأة . . وبدون سابق لقاء . . تقدم لخطبتها أحد أقربائها طالباً الزواج ، وما كان بإمكانها إلا الرضا والقبول ، فقد تقدم بها العمر – عمر الزواج – من وجهة نظر الأسرة والأهل والأصحاب  – وبعد أن أعلن الأهل والأصدقاء رضاءهم التام ، عن ذلك الخاطب ، الذى أتى باسطاً يداه ، وطالباً القرب بالزواج ، وما كان لعبير إلا أن تعلن أيضاً الرضاء . . صحيح . . هو قريب لها ، وبعيد عن قلبها فى ذات الأوان ، ولكنه على أية حال ، زوج مناسب يلائم ظروف الحياة ، وبالفعل تم الزواج .

عاشت عبير . . حياة زوجية عادية ، مع ذلك الزوج القريب البعيد ، وإنقضت الأيام الأولى للزواج ، ولم يدق قلبها ، ولم يميل فؤادها ، لذلك الرجل الذى يشاركها كل شئ فى الحياة . . وعلى هذا المنوال . . مضت الأيام والشهور وتوالت الأعوام ، حتى تجاوزت عبير سن الخامسة والأربعين بقليل ، وأصبح لديها من البنات والبنين .

فجأة . . وبدون أن تدرى . . وكأنها كانت على موعد مع القدر ، دق الحب باب قلب عبير ، الذى أغلقته وأوصدت كل نوافذه منذ سنين . .  لقد أدركها أخيراً الحنين ، مع حب ناضج وعاقل ورشيد ، حينما تلاقت الأرواح من بعيد ، وهامت عليها ظلال قلب رجل نقى وصاف وأمين . . إلتقت العيون فجأة ، وتلاقت الأرواح فى غفلة ، وإشتعلت القلوب بالعشق والحنين ، ولم يكن فى مقدورالعبير ، أن تتراجع إلى الوراء ، ولو خطوة واحدة ، فقد كان ينقصها الحنين ، والشوق لشريك فى القلب وحبيب .

لقد حاولت عبير . . أن تقاوم حب ذلك الرجل ، الذى إندفع نحوها كتيارعشق جارف ، وشلال غرام عنيف . . ولكنها لم تستطع أبداً أن تقاوم ، وإنهارت كل الحصون ، وفشلت كل التدابير . . لقد كانت عبير ، كالأرض العطشى للماء ، بعد طول ظمأ وإشتياق .
حاولت . . وحاولت . . وحاولت . . لكنها أبداً لم تقدر ولم تستطيع ، وكان لقاؤهما الأول ، عنيفاً فى كل شئ ، فى الحب والغرام ، والعشق والهيام ، والشوق والحنين ، وفى الحلم الجميل ، الذى راودهما ، فى إستعادة ما فاتهما ، من حلو الأيام وعبق السنين .

جلس الإثنان سوياً . . ولأول مرة وجهاً لوجه ، يتبادلان النظرات ، والصمت والكلمات ، وإشتعلت بينهما نار الشوق ، وإستعر الغرام .
وفجأة . . نظر إليها نظرة طالت  ، وتساقطت الدموع من عينيها  ، وإنحدرت على وجنتيها . . وأوجعه كثيراً أن يرى دموع الحبيبة وهى تترقرق فى مآقيها ثم تتساقط أمام عينيه ، فإمتدت يده برفق وحنو ، كى تجفف دموعها ، وتواسى حنينها . . نظر فى عينها فى الحال ، وشاهد ما لم يشاهده من قبل ، وأحس بما لم يحسه عبر ما مضى من عمره من السنوات . . لقد تمكن الحب والغرام من حبيبة قلبه وروح فؤاده عبير ، ومشاعر الشوق والحنين . . وما كان هو أفضل منها حالاً ، ولا أقل منها حباً ولا غراماً . . ولكنه بعزم الرجال ، تمالك نفسه ، كى لا تغلبه الدمعات ، كما غلبت ، حبيبة القلب والفؤاد .

أما هى . . فأنى لها ألا تضعف ؟ وألا تنهار ؟ وألا يغلبها الشوق ويطويها الحنين ؟
وأنى لها أن تقاوم ذلك الوافد الجديد ؟ الذى دق باب قلبها فجأة ، وعلى حين غرة . .
أنى لها ذلك ؟ وهى الأنثى الحالمة الرقيقة ، والجميلة البديعة .
إنها لم تكن يوماً . . كسائر النساء . .
لقد كانت من ذلك النوع من النساء . . اللاتى أعلنت دموعهن الحقيقة . . وما كانت بحق . . إلا دموع يقين وصدق .
إنها دموع المرأة العاشقة . . . حين يطويها الشوق . . ويغلبها الحنين .
                                                               وإلى قصة أخرى إن شاء الله .                         .       

الاثنين، 11 مارس 2013

الحنين . . . وطائر الليل الحزين ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )

لم يكن يخطر بباله يوماً . . أن يحيا حياة العاشقين الهائمين المغرمين ، بعد كل هذه السنين . . ولكن كما يقولون دوماً ، فإن للقلوب قانون خاص بها ، وللعشق والغرام والهيام ، طقوس  كان يجهلها ، لقد أدركه الحنين فجأة بلا أية مقدمات ، وإنتفض القلب راغباً الحياة من جديد . . بعد أن كان قد تاه فى غياهب النسيان ، وطويت صفحات عمره الفتى ، صفحات تلو الصفحات . . وفجأة وبدون أن يدرى ، أبصرت عيناه حنيناً فى الأفق... القريب ، فانتفض القلب وهامت الروح وعادت الحياة تدب فى الوجدان من جديد . . وبلا تردد ولا ترقب ، لبى نداء الحب وأنشد ترانيم الغرام . . وهاهو اليوم يحيا حياة العاشقين ، يملأ الدنيا شدواً وغناءً ، مثل عصفور طليق . . كان بالأمس القريب ، ينسج الأحزان ثوباً ، كطائر الليل الحزين . . فهل ياترى ، أكانت الأحلام وهماً وسراباً ؟ أم حياة الغد ، سوف يكسوها الغرام و يملؤها الحنين ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟

حنين العمر كله . . . ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )

حنينى . . وحنين عمرى كله . . ما مضى منه وما هو آت . . كل كلمات الحب لم تعد تكفينى ، وما عاد قلمى يجد المفردات ، قلمى الذى ما عجز يوماً عن الوصف أو الخيال . . أراه اليوم عاجزاً عن وصف الحال ، حال صاحب القلم وصاحب الكلمات ، ذلك الرجل الأديب الذى لا يشق له غبار ، فى بحور الهوى وعشق الغرام . . واليوم هو بين أحضانك أيتها الحنين ، يذرف الدمع شوقاً ويغلبه الأنين ، خوفاً من المجهول وغداً لا يبين ، ولهفة عاشق لقرب حبيبة ، هى بين النساء كل الحنين . . . فأنتِ أنتِ الحنين وأنتِ أنتِ حنينى الوحيد .

السبت، 23 فبراير 2013

عندما يذوب الحنين . . . . . . عشقاً ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .


عندما يذوب الحنين . . . . . . عشقاً   ! !  ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .
--------------------------------------
شاءت إرادة الله العلى القدير . . أن يخلق المرأة ومن على شاكلتها من النساء ، رقيقة المشاعر ، عطوفة وحانية ، حالمة وهائمة ، فى دنيا الرومانسية والهوى والغرام .
ويقيناً . . أن الخالق سبحانه ، قد إبتغى من وراء ذلك حكمة يعلمها ، وغاية يريدها ، حين خلق المرأة على هذا النحو من الرقة والحنان . . . مصداقاً لقوله تعالى ، فى كتابه العزيز : " وخلق كل شئ ، فقد ره تقديراً "  صدق الله العظيم .

ولقد صادفنى كثيراً . . عبر سنوات حياتى ، نساء ونساء ، كن على قدر كبير من جمال الروح وصفاء النفس ، وطيبة القلب ، ورقة العواطف والمشاعر ، وربما فاق جمالهن هذا ، جمال جميلة الجميلات ، وأروع الفاتنات .
وبنفس القدر ، وربما يزيد ، قابلت نساءً ونساء ، لهن من جمال الوجه ورشاقة الأجساد ، ما فاق كل وصف وخيال ، ولكنهن كن كتمثال من حجر صنوان ، أحسن النحات صنعه بدرجة فائقة من الفن والإتقان ، فجعله ذات مقام عال من الحسن والبهاء ، ولكنه فاقد الروح أصم ، كما الأصنام ، لا نشعر له بنبض ولا حياة .

وبين هؤلاء وهؤلاء . . هناك فئة قليلة من النساء والفتيات ، تجمعن بين جمال الأرواح وجمال الوجوه والأجساد ، يشعر المرء منا حين يلقى إحداهن ، أنه يقيناً أمام ملاك ، لا يشبهها ولا يدانيها واحدة من جنس حواء ، إلا ما شاء الرحمن فى خلق الأشباه ، بقدرته التى لا تدنوها ولا تعلوها أى من القدرات .
ولقد كانت فاتنتى . . هى إحدى الفتيات النادرات ، اللاتى جمعن بين الجمال والجمال وروعة القلب ورقة الإحساس .

عرفتها منذ سنوات مضت . . فى إحدى ليالى البرد والشتاء ، ولم يكد يمضى على تعارفنا سوى يومان ، حتى صرت محباً لها ، بعدما كنت أكتفى بالقرب منها أو نيل الوفاق ، ولكننى حين إقتربت منها على مدى القليل من الأيام ، أحسست أن قلبى قد تعلق بحبها ، وقد مال إليها بالعشق والغرام ، وصارت هى عندى كل الحياة ، وأضحى جمالها هو سر كل الجمال ، وأمست هى فاتنتى التى فاقت بسحرها ودلالها كل الفاتنات .
أما هى . . فقد كانت فى غاية الروعة والرقة والحنين والحنان ، وكنت أشبهها دوماً ، بعروس من ورق السوليفان ، وكم كنت أخشى عليها حتى من نفسى ، حين تشتد بيننا الأزمات ، فهى فى ناظرى ، رقيقة المشاعر حالمة ، ولا تقوى على تحمل الصعاب الجسام .

ومضت الأيام تلو الأيام . . وإزداد بيننا الحب ، وإشتعل العشق ، وتوالت الأحلام ، حتى صار كل منا يأبى الحياة ، بلا رفيقه ومؤنس وحدته فى دنياه .
وذات يوم من الأيام . . زرع الشيطان بيننا بذرة الخلاف ، حول أمر هو فى حقيقته من أمور الحب والغرام ، حسبته أنا حب وخوف وحرص من الأشرار ، وحسبته هى شك وغيرة وإنعدام ثقة بلا أساس .                                                     

وكعادتها حبيبتى ، لم تتوانى فى النيل لذاتها وكبريائها ، وأبت الإنصياع ، لصوت يصدر من القلب والوجدان ، ينادى بأعلى صوت : أيها العشاق . . لا يطيحن بحبكم العناد ، وكعادتى أنا كنت معها صبوراً طويل البال ، حتى هدأت العاصفة وإنقشعت الغيوم وسكنت الرمال ، وجلس كل منا إلى حبيبه ليعاتبه ، فما وجدنا للعتاب من كلمات ، وتساقطت الدموع من مآقينا ندماً على ما ضاع وفات ، من ساعات وأيام ، هى فى حكم الزمان من أغلى وأثمن الأيام ، وعاد كل منا ثانية ، ليسبح فى عيون الحبيب العاشق الولهان ، وذابت الكلمات ، وذابت معها كل أوجاع الخصام .       

ولكنها لم تذب وحدها ، بل ذاب معها الحنين ، وإستحال عشقاً ، لا يضاهيه فى العشق ، سوى عشق الوحيد ولوعة الحنين الفتان .
                                                                       
                                                             وإلى مقال آخر إن شاء الله .