الثلاثاء، 16 أبريل 2013

أنا كون من حنان . . . . أنا فيض من عطاء ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )



أنا كون من حنان . . . أنا فيض من عطاء ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
------------------------------------------------------------------

قالت لى : أنت طيف فى حياتى . .
أزعجتنى الكلمات . . وكاد أن يُغشى علي ، من هول ما سمعت .
وأخذت أردد و أنا حزين : أفبعد كل هذا الحب ، وكل ذاك العشق ؟ ما زلت طيفاً فى خيالها . . أما آن لى أن أحيا واقعاً فى حياتها ؟
أحزننى كثيراً جحودها ، وآلمتنى بشدة تلك الكلمات المرة التى ألقت بها فى وجهى ، بلا شفقة ولا رحمة . . وأنا من أنا ؟

أنا . . . من دعاها حنين الروح .
أنا . . . من أحبها وعشقها حتى الجنون .
أنا . . . من حسبها رمزاً للوفاء والإخلاص والخلود .
أنا . . . من ناداها بحبيبة القلب ونور العيون .
أنا . . . من سهر الليالى يناجيها فى حنين وشجون .
أنا . . . من حدث عنها قمر السماء وملايين النجوم .
أنا . . . من أودع فى صدرها الجميل قلبه المفتون .
أنا . . . من شاحت عيناه عما سواها من بنات الحور .
أنا . . . من باحت شفتاه بالحب فى صدره المكنون .
أنا . . . من تناسى من هو ، وألقى عن ظهره رداء الغرور .
أنا . . . من ترورقت عيناه بالدمع عشقاً فى قربها المأمول .
أنا . . . من نال منه الجوى وأرداه الهوى صريعاً فى خشوع .
أنا . . . من دعته كوناً من حنان وفيضاً من عطاء مجنون .
أنا . . . صاحب القلم والكلمات ، وسيد الحروف تلو الحروف .

أما هى . . . هى من هى ؟
هى . . . حبيبة القلب ، وكل العمر ، وحنين الروح .
هى . . . الحسناء ، وفاتنة الفاتنات فى كل العصور .
هى . . . أميرة الدلال ، وسيدة النساء فى أبهى القصور .
هى . . . عشق لا ينتهى ، وغرام فى الزمان يدوم .
هى . . . أنشودة حب ، ولحن جميل من ترانيم الفنون .
هى . . . يوم بألف عام ، لمن نال القرب منها وحظى القبول .
هى . . . رقة وعذوبة .
هى . . . نبع من حنان .
هى . . . فيض من حنين .
هى . . . شوق لا ينام .
هى . . . عمر وحياة .
هى . . . إكسير الحياة .
هى . . . نسمة من ربيع .
هى . . . بسمة من ثغر وديع .

أفبعد كل هذا وكل ذاك . . .
أترونها . . كانت محقة . . حين قالت : أنى طيف من خيال ؟
أم أنها . . رغبت بحق . .أن تقول لإحداهن : دعكِ من هذا السؤال ؟
عن حبيبى . . عن حنينى . . عن رفيق القلب . . عن روح الفؤاد .

ولها أقول : يا حنينى . . .
إن قصدتِ هذا عنى . .
أو أردتِ القرب منى . .
فلن أبالى . .
أى قول . . ترتأى فيه النجاة .
من عيون الغدر . .
أو حقد دفين ، فى صدور الحسناوات .
أما . . . إن قصدتِ النيل منى .
أو . . . أردتِ البعد عنى .
فلن أبالى . .
أى غدر منكِ . . تقطعى حبل الوصال .
فأنا . . . أنا . .
أنا كون من حنان . . أنا فيض من عطاء . . أنا مثلى لا يُضام . .
ولو كاد اللئام . . و لو كاد اللئام
                                                      وإلى لقاء آخر إن شاء الله . .

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

إعتذارى وبوحى . . . إلى حنين روحى ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )



إعتذارى وبوحى . . . . . . إلى حنين روحى  ! !   ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
--------------------------------------------------------------------- 
أحببتها من أعماق قلبى . . وعشقتها بكل كيانى  .
أحببت فيها الحب نفسه . . وعشقت معها العشق ذاته .
بين يوم وليلة . . صارت لى . . هى كل شئ فى الوجود .
ما عادت الحياة . . تعنى لى شيئاً بدونها . . ولا حتى الدنيا بأسرها .
أحببتها كثيراً . . وعشقتها أكثر . . وتمنيت القرب منها أكثر وأكثر .
ولكن . . هكذا جاء قدرى . . أن أهوى وأعشق حبيبة . . فى البعد البعيد .
هى تسكن قلبى ، وتهفو لها روحى  . . وهى فى بلد غريب .
آلمنى البعاد . . وأوجعنى الفراق . . وتعالت الصرخات والآهات .
وذات مساء . .
ذات مساء . .
إعتصرنى ألمى . . وإشتد بى وجعى . . ونال منى غضبى .
أنسانى الملعون  . . من هى حنين الروح تكون ؟ ؟
أنسانى . . . كم هى رقيقة وحالمة ! !
وكم هى طيبة القلب . . وحانية  ! !
وكم هى تهوانى . . ولروحى عاشقة ! !ً
آلمتها . . وأوجعتها . . وبدون أن أدرى ! !
أسمعتها كلمات . . غير الكلمات ! !
وهى ما إعتادت منى . . سوى كلمات الحب والغرام ! !
أنسانى الملعون فى دقائق  . . بعض ما كان منى ، وكان منها ! !
من فرط حبى لها ، وولعى بها . . وخوفى عليها  ! !
دقائق مضت . . ولكنها فى عمرى  . . من أسود اللحظات ! !

بعدها . . ذهب الملعون . . وهدأت العاصفة . .
وعاد إليّ قلبى وعقلى . . وهدأت روحى ونفسى .
أمسكت بقلمى . . كى أكتب إليها وأعتذر . .
عما بدر منى  . . لعلها تحنو كعادتها . . وتغفر لى .
أريد أن أسترضيها ، وأبدى لها أسفى . . وإليها أقول :

حنين الروح . . .
حنين روحى . . .
أين راح العقل منى . . حين تهتُ عن الصواب ؟ ؟  
اين كان القلب منكِ . . وأنتِ لى كل الغرام ؟ ؟
أين هامت روحى عنكِ . . وإبتعد عنا الوئام  ؟ ؟  
كيف أسهو عنكِ لحظة . . وارتضىِ فيكِ الخصام  ؟ ؟  
كيف تغفو العين عنكِ . .  ما ترى فيكِ الجمال  ؟ ؟
كيف نال اليأس منى . . فى إقتراب لا إبتعاد  ؟ ؟

حنين الروح . . .
حنين روحى . . .  
هل تذكرين ؟ ؟
هل تذكرين ؟ ؟
يوم قلبى . . غا ب عنى . . يوم أن غبتِ  حنينى  ؟ ؟
يوم روحى . . غادرتنى . . وإنطوت صفحة سنينى  ؟ ؟
يوم عقلى . . قد تناسى . . كل وجدى وأنينى ؟ ؟
يوم عينى . . حين غبتِ . . لم ترى إلا غيومى ؟ ؟
يوم فكرى . . قد تبعثر . . بين شكى ويقينى ؟ ؟
يوم أن صرخ فؤادى . . وعلت آهات جرحى وأنينى  ؟ ؟
يوم وجعى . . يوم ألمى . . يوم يأسى و قنوطى ؟ ؟

يومها . .
يومها . . قلتِ :
حبيبى . . كيف تشكو القسوة منى . . وأنا كلى حنين ؟ ؟
            كيف ترمينى بقتلك . . وأنت فى قلبى مقيم ؟ ؟  
            كيف تهجونى بظلمك . . والعشق فى دمى يسيل ؟ ؟
            كيف تقسم ألاتهوى . . ألا تعشق من جديد  ؟ ؟  
            كيف تنسى أن قلبك . . رفق قلبى  . . مستكين ؟

واليوم . .
اليوم . .
أعتذر منكِ . . حنينى .  
أعتذر منكِ . . غرامى .
أعتذر منكِ . . هيامى .
أعتذر منكِ . . عشقى .
أعتذر منكِ . . حبى .
أعتذر منكِ . . حلمى .
أعتذر منكِ . . أملى .
أعتذر منكِ . . رجائى .
أعتذر منكِ . . يقينى .
أعتذر منكِ . . حبيبة وحيد .
فهل  ؟ ؟
هل   ؟ ؟
لأسفى وإعتذارى . . من مُجيب ؟ ؟ ؟    
 

 





الثلاثاء، 2 أبريل 2013

سألتنى . . . . . . حبيبتى ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


سألتنى . . . . . حبيبتى  ! !    ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
-----------------------------------------------------
سألتنى حبيبتى : ما هو الحنين ؟
قلت وأنا أهيم شوقاً : الحنين هو أنتِ . . ولا حنين سواكِ .
قالت : أتقصدنى أنا ؟ أم تقصد الحنين ؟
قلت : أنتِ والحنين عندى سواء بسواء . . فما كنتِ عندى يوماً سوى حبيبتى وحنينى .
قالت : يالك من عاشق مراوغ . . تجيد... اللعب بالكلمات . . أما تريد أبداً أن تنسى معى ، أنك صاحب القلم والكلمات ؟ قل لى وأدركنى : ما هو الحنين ؟
قلت : الحنين هو يا حبيبتى . . أن تشتاقى إلىّ إ...شتياقاً يرافقه الأنين ، أنين القلب بصوت لا يبين .
قالت : إن كان هذا هو الحنين . . فأنا إليك كلى حنين .
قلت : وأنتِ حنينى . . وحنين عمرى ، وكل سنينى .
قالت : أحنين القلب أعمق ؟ أم حنين العمر ؟ أم حنين الروح ؟
قلت : وهل القلب أو العمر يسموان على الروح ؟
قالت : لا . . يا حبيبى ، الروح تسمو فوق الجميع .
قلت : وهل بعد الروح . . عمر ولا قلب ؟
قالت : لآ . . .
قلت : أراكِ ترمين إلى شئ . . هاتى ما عندكِ ، وأريحى قلبى .
قالت : لقد دعوتنى بحبيبة القلب . . ودعوتنى بحنين العمر . . والآن بعد أن سكنت قلبى ، وملكت عمرى . . أرى روحى تهفو إليك .
قلت : وماذا بعد يا حبيبة القلب وحنين العمر ؟
قالت : من اليوم وحتى آخر العمر . . أدعونى حنين الروح ، فأنا ما عاد يكفينى قلبك ، وما عادت تتسع لى سنون عمرك . . فلتدعونى حبيبى " حنين الروح " .
قلت ( والشوق يملؤنى ) : لكِ ما أردتِ حبيبتى . . فأنتِ منذ اليوم ، حبيبة قلبى ، وحنين روحى . فأسكنى قلبى ، وإملكى عمرى ، وإليكِ تشتاق روحى . . يا حنين روحى .
إبتسمت حبيبتى وقالت : وأنت أنت . . وحيد قلبى وعمرى . . وحنينى الوحيد .

                                                                           وإلى لقاء آخر إن شاء الله .

عطاء الرجل وأنانية المرأة . . . فى الحب والغرام ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى ) .


عطاء الرجل وأنانية المرأة . . . فى الحب والغرام ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )
-----------------------------------------------------------------------------
من أجمل الصفات الحسنة . . التى يهبها الله للإنسان – رجلاً أو إمرأة – هى القدرة على المنح والعطاء . . وقد إمتلأت الحياة منذ بدء الخليقة حتى الآن ، بنماذج كثيرة ، ضربت للبشرية جمعاء المثل والقدوة ، فى القدرة على العطاء والمنح بسخاء ، والتضحية بالغالى والنفيس من أجل غيرهم من الناس . . وتلك فضيلة عظيمة توافرت لهؤلاء العطاؤون المضحون المتفانون من أجل غيرهم . . وهم الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اليد العليا خير وأحب إلى الله من اليد السفلى "  صدق رسول الله . . واليد العليا هى اليد تعطى وتمنح ، أما اليد السفلى فهى التى تأخذ أكثر مما تعطى أو تمنح .

ولكن على الجانب الآخر المقابل . . هناك نوع من البشر ، رجال ونساء ، لا يعرفون للعطاء سبيلاً ، ولا للمنح أو البذل طريقاً ، أوهم إعتادوا أن يأخذوا أكثر مما يعطوا ويمنحوا . . أولئك هم الأنانيون الذين يتسمون بحب الذات وعشق النفس ، ولا يرون حولهم إلا رغباتهم هم ومصالحهم هم ، وراحاتهم هم . . أما من عداهم من غيرهم من البشر ، فليذهبوا سُحقاً إلى الجحيم . . هؤلاء سواء كانوا رجالاً أو نساءً ، هم من شرالبرية وأسوأ صنوفها . . وهم أيضاً من أكثر أنواع البشر جلباً لكره الناس ومقتهم  

هكذا كان هو . . وهكذا كانت هى . . وهكذا جمع بينهما القدر ، فجأة بطريق الصدفة ودون سبق تعارف بينهما  . . إلتقيا وتعارفا وربط بينهما الحب فى غضون عدة أيام ، لم يكن يدرى عنها شيئاً ، سوى أنها أعجبته فى رقتها وجمالها وأنوثتها وأناقتها وكلماتها الحلوة الجميلة ، ولم يكن هناك متسع من الوقت إلا للتعارف السريع ، وفعل الحب والغرام معهما فعلته المعتادة ، فإلتقت روحيهما ، ومال قلبيهما ، وتعانقت عيونهما ، وصارا فى أيام قلائل محبين عاشقين كلاهما للآخر .

كان هو منذ اللحظات الأولى لعشقهما ، كون من العطاء والحنان ، كما كان يحلو لها أن تصفه وتناديه ، وفيض من الحب والعشق والغرام والهيام ، وبحر متدفق من حلو الكلمات وجميل المعانى والتعبيرات . . فقد كان مشهوداً له بالقدرة على التعبير والبيان ، وحسن الكتابة بكل صنوف الكلام . . ولم يكن يدخر وسعاً ولا حيلة ، من أجل إدخال البهجة والسرور على نفس محبوبته ، التى كانت تتلقى منه كل الحب والأحاسيس والمشاعر الدافئة ، بنهم وإحتياج شديد ، وأحس هو بذلك ، فضاعف لها العطاء والحنان ، وفاض بكل ما لديه من معسول الكلام ، وحلو الغرام . . ولم لا يفعل ذلك ؟ وهى قد أصبحت بالنسبة له ، هى كل الحياة ، بل هى الحياة نفسها ، بكل ما فيها من جمال وسحر ودلال ، وحلم جميل بغد يملؤه الجمال والروعة والإبداع .   

ولكن . . . مع مرور الأيام تلو الأيام ، ظهرت لديها فى الأفق ملامح عشق نفس وحب ذات ، وبدت تطفو على السطح يوماً بعد يوم ، وصارت هى تصر على نفاذ كل ما تريد ، وتحقيق كل ما ترغب ، بعيداً عما يريده من تدعوه حبيب قلبها وروحها وعقلها . . رويداً رويداً إزداد إصرارها وعناداها من أجل ما تريد ، وصارت ترفض أية تضحيات ولا تنازلات ، ولا تقبل حلولاً وسطية ، تحقق لكليهما بعض ما يريد . . وهنا تأكد له أنها من ذلك النوع من النساء ، الذى لا يرى إلا نفسه ، ولا يشعر إلا بذاته ، ولا يحس بما يحس به شريك حبه وعمره وحياته . . وأصبح كل همها فى الحياة ، كيف تعتصر قلب هذا الحبيب ، كى تخرج منه أقصى ما يمكن أن يعطيه ويمنحه لها ، حتى ولو أغفلت مشاعره وكيانه . . وأصبحت تلك هى طريقتها المعهودة معه . . ومن فرط حبه وعشقه ، لم يكن يملك لها أمراً ولا نهياً .

وفجأة . . بدأ شعور غريب يتسلل إلى أعماق قلبه وفؤاده ، هذا الرجل الكون الفائض من الحنان . . إنه بدأ يشعر بأنها تستنزف عطاءه ، وتعتصر قلبه بكل قسوة وبلا رحمة أو شفقة . . حتى تسللت الأوجاع والآلام والأحزان إلى قلبه ، وملأته تارة بالحيرة من أمرها ، وتارة من لوعة فراقها إن هو أغضبها أو تناسى تحقيق رغباتها . . ولما ملأت الأوجاع قلبه ، وهزت الآلام وجدانه ، صرخ بأعلى صوته قائلاً : أنا موجوع ، أنا مجروح ، أنا مدبوح ، أنا مهموم ، أنا مكلوم .                         وصل إليها صراخه وأنينه ، ولكنها لم تكن تشعر إلا بها ، بها هى فقط وحدها وليس هو . . صحيح أنها أخبرته بأنها تألمت من أجله ، ولكن يبدو أن تألمها ، كان أشبه بتألم جزار أحكم قبضته على شاة ليذبحها ، وكلما حاولت أن تتفلت ، أحكم قبضته عليها أكثر وأكثر ، وهو ماسك بسكينه ، وكله إصرار وعناد على أن يذبحها . . . إلى هذا الحد رآها هو قاسية ، وإلى هذه الدرجة ، كانت هى أنانية لم تشعر هى إلا بذاتها   

والآن . . اليوم . . هما فى مفترق طرق ، والحب بينهما يئن ويبكى . . هى لا تريد أن تلتقى معه فى منتصف طريق ، ولا تريد سوى إرضاء ذاتها وتحقيق رغباتها ، ولا ترى سوى نفسها فى مرآة كئيبة صدئة ، يعلوها التراب ويكسوها الصدأ . . وعجيب الأمر أنها شرعت فى النيل منه ومن حبه لها ، فتارة تصفه بالظالم المتجبر ، وتارة أخرى تصفه بالقاسى المتشدد ، وتارة ثالثة تصفه بالرجل الأنانى المزهو بنفسه ، وهى تعلم تمام العلم ، أنه لا هذا ولا ذلك ولا ذاك ، ولكنه هو الكون من الحنان ، وفضاؤه كله يملؤه الحب والعشق والغرام .

وهو . . هو على الجانب الآخر . . يملؤه الحزن وتسكنه الأوجاع ، وتعصف بقلبه الهموم والآلام ، وهو يرى الحب بينهما يختنق ويختنق ، وعلى وشك أن يحتضر . . حقيقة هو يحبها ويعشقها ، ويحرص على ودها ونيل قربها ، ولكن أنانيتها وعشقها لذاتها فاقا كل حد ، وإقتربت أكثر وأكثر من النيل من قوته ورجولته ، التى حرص عليها طوال حياته ، وما إرتضى قط أن يقترب منهما أحد أياً كان . . فقد أصبحت الحبيبة ، أكثر تمرداً وعناداً ، وأكثر تصميماً وإصراراً ، على الوصول إلى كل مآربها ، وتحقيق كل رغباتها ، حتى ولو أدى ذلك إلى النيل من كرامته وهيبته وعزة نفسه . . وأصبح التحدى هو سمة تصرفاتها ، وصارالعناد والتمرد أساسيان فى ردود أفعالها ، وأصبح كل شئ لديها ، إما أنا أو لا أحد غيرى . . تلك صارت طريقتها فى الحب بينهما

أما هو . . فلا يدرى مخرجاً لما وصل إليه الحال بينهما . . وظل سؤال واحد يراود فكره وعقله : ترى : هل يوافقها ويفعل لها كل ماتريد ، كى ترضى وتهدأ ، أياً كانت المبررات ، وأياً كانت العواقب ؟ ويقف هو خلف الستار مشاهداً ومتفرجاً على ما يدور ويحدث على ساحة العرض ؟ أم يرفض حبها ويقاوم رغبتها فى السيطرة على ما يحقق لها كل ما تريد ، حتى لا تنجرف بعيداً وفق هواها وميولها ؟ وعندئذ قد يفقدها ويفقد حبها له وحبه لها إلى الأبد .

الحيرة تقتله . . والتمرد والعناد يملآن صدرها . . أما الحب بينهما فإنه يئن ويبكى . . قلبه تملؤه الأحزان . . وصدره يختزن الآلام . . وجسده أعيته الأوجاع .             أما الحبيبة فقد إمتطت جواد الأنانية وحب الذات . . وصارت كمن لا تأبه بما سيكون أو بما كان ، من لوعة فراق أو حسرة هجران  .                                                               

                                                               وإلى لقاء آخر إن شاء الله .