الثلاثاء، 8 يناير 2013

ثوابت فى الحب والغرام . . بين الأحبة والأحباب ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )


ثوابت فى الحب والغرام . .  بين الأحبة والأحباب  ! ! ( بقلم : د . وحيد الفخرانى )   
-------------------------------------------- ---
عندما خلق الله سبحانه – جَل فى علاه – هذا الكون الفسيح ، أرسى فيه من السنن الكونية ، العديد والعديد . . تلك السنن التى أراد بها الله ، أن يدير حركة الكون ، منذ بدء الخلق حتى يوم القيامة . . وإذا نظرنا من حولنا ، فسوف نجد العديد من تلك السنن ، فمثلاً سنة التغيير والتبديل التى أرادها الله سبحانه لحركة الحياة ، والتى تتبدى فى طلوع الشمس وسطوع القمر ، وتعاقب الليل والنهار ، وفناء كل المخلوقات ، وغير ذلك من السنن ، التى تسير الحياة فى الكون وفقاً لها .

وإذا كنا – نحن بنى الإنسان – جزءً من هذا الكون العظيم فى الخلق ، فإن الله العلى القدير ، قد كتب علينا الخضوع ، لذات السنن الكونية التى فرضها على سائر خلقه ، وصارت هذه السنن الحياتية ، هى بمثابة الثوابت الثابتة ، التى لا يجب علينا ، ولا يمكن لنا أن نخرج عنها أو نخالفها ، لأنها بمثابة ناموس الكون ، وإلا خرجنا عن الطريق القويم ، وضاع منا الصواب ، وكانت عاقبتنا شراً وخيماً أهلكنا ، لا محالة .

ولما كانت حركة الإنسان فى حياته ، تشمل كل أقواله وأفعاله وتصرفاته ، وتعم علاقاته بربه وبالناس من حوله ، فإن العلاقات الإنسانية والإجتماعية ، على وجه الخصوص ، لابد لها كى تستقيم ، وتثمر وداً وترابطاً ، أن تخضع لمجموعة من الثوابت ، التى يتعين مراعاتها دائماً ، فى كل وقت وحين ، وتكون تلك الثوابت بمثابة المرجعية ، التى يعود إليها الإنسان ، وقت حاجته ، أو وقت أن يضل طريقه ، فيستهدى بها ، ويسترشد بنورها ، وعندئذ ، تزول الغمة ، وتعود الأمور إلى نصابها الصحيح .

والحقيقة أقول . . . أنه عبر سنوات عمرى الماضية ، والتى أحطت فيها بالكثير والكثير . . لأشد ما أزعجنى ، وآلم نفسى مراراً وتكراراً ، أنى وجدت أمامى أحبة وأحباباً ، رجالاً كانوا أم نساءً ، بدأت علاقاتهم وهاجة ولا معة ، يكسوها الحب والوئام ، ويحيط بها الغرام والهيام ، ثم ما لبث أن إختلف الإثنان حول أمر ما ، وضل كل منهما طريقه نحو الآخر ، وإختلفت العقول ، بعد أن إنطفأت أضواء الحب بينهما ، وضاع الغرام ، وذهب الهيام إلى غير رجعة ، ومضى كل منهما فى طريقه بعيداً  ، فى طريق لا عودة منه . . . وفى يقينى أن ما حدث ، ما كان ليحدث ، لو أنهما توقفا قليلاً ، وتأملا ما يحدث لهما ، وتنبها إلى أن كل منهما قد خالف – عن قصد أو غير قصد – أموراً ثابتة وهامة فى الحب والغرام ، ما كان لهما أن يخالفاها أبداً مهما جرى ، ولو أنهما إلتزما تلك الثوابت فى حبهما ، لكان هذا الحب وذلك الغرام ، ما زالا يحيطان بهما حتى الآن . . وكم أحزننى هذا الإختلاف ، وآلم نفسى ذلك الفراق والبعاد .

ومن أجل ذلك . . أقول لكل المحبين ولكل الأحباب . . إن السفينة وهى فى عرض البحار ، وقت أن تهب عليها ريح عاتية ، أو تكاد تعصف بها أمواج عالية ، وتوشك أن تغرقها ، وتذهب بها إلى عالم الضياع الذى لا رجوع منه  . . حينذاك . . بماذا يهتدى الربان ؟ وبم يسترشد كى يعود إلى المسار ؟ . . إنه ضوء الفنار ، فى وسط الضباب والأمواج ، الضوء الذى يهدى السفينة التائهة ، نحو النجاة من الضياع .
وهكذا فى الحب والغرام . . وبين الأحبة والأحباب ، لابد من الإهتداء بأضواء الشموع ، وسط ظلام الخلاف والإختلاف . . تلك الشموع ، هى التى أسميها أنا " الثوابت فى الحب والغرام . . . بين الأحبة والأحباب " .

وذات يوم من الأيام . .
سألتنى حبيبتى : هل للحب قانون وأحكام ؟ وهل فيه ثوابت مرعية ، بين الأحبة والأحباب ؟
قلت ( على الفور ) : نعم يا حبيبتى . . هناك العديد من الثوابت فى الحب والغرام ، لا يجب أن يغفل عنها كل الأحبة والأحباب .
قالت ( وهى ترجونى ) : إخبرنى ما هى . . كى لا أضل عنك الطريق ، أو يقع بيننا الفراق .
قلت : أنا فى حبى لكِ . . أحرص دوماً على خمس منها ، ولا أغفل عنها ، ويا ليتكِ تفعلين مثلى .  
قالت ( متلهفة ) : ما هى ؟ خبرنى . . فأنا أحبك ، ولا أبغى عنك فراقاً ولا بعاداً .
قلت : أهم ثوابتى فى حبى هى الثقة بلا حدود . . ثقتى بكِ ، وبكل كلمة تنطقها شفتاكِ الجميلتان ، وبكل فعل تأتيه يداكِ الغاليتان ، وبكل فكرة تنبع من فكرك وعقلكِ ، وبكل نظرة ، وبكل همسة ، وبكل حركة ، وبكل سكنة من سكنات هدوءكِ الذى يقتلنى حباً فيكِ . . الثقة بيننا يا حبيبتى ، هى أمان وإطمئنان يملأ نفوسنا ، وهدوء وراحة بال لا غنى عنهما لنا . . والثقة هذه لا تكون بيننا إلا إن كنا أهلاً لها ، بإلتزام الوضوح والصدق فى القول والفعل ، والبعد عن مواطن الشبهات التى تثير الشكوك فى النفوس . . وأنا يا حبيبتى ، ممن يميلون إلى الثقة الكاملة بلا نقصان ، فيمن أحبها و تحبنى ، حتى يثبت أنها لم تكن أهلاً لها ، وحينذاك ، لا تسألى أين ذهبت الثقة . . فالثقة عندى لا تتجزأ أبداً ، فهى إما تكون ، أو لا تكون . . فإحرصى على كمالها قدر إستطاعتك .
قالت : وماذا يلى الثقة عندك . . . يا حبيبى ؟
قلت : حبى لكِ بلا حدود . . فالحب عندى كله عطاء ، ولا أخذ فيه إلا بقدر ما يجود به الحبيب . . وما دمت أحببتكِ بلا حدود ، سأعطيكِ أيضاً بلا حدود ، ولن أبخل بكل ما عندى ، فأنا منكِ وأنتِ منى . . وما دمت أحببتك بلا حدود ، فسوف أنسى كل شئ من أجلكِ حتى نفسى ، مادام يخصنى وحدى ولا يخص غيرى . . لن أقول لكِ أنا ، ولكنى أقول أنتِ ثم أنتِ ثم أنتِ ، وبعدها أقول نحن أنا وأنتِ ، ولكنى لن أقول أبداً أنا وحدى .
قالت ( بشغف شديد ) : هات ثالثها . . أيها الحبيب .
قلت : خوفى وقلقى عليكِ بلا حدود . . فالحب عندى يا حبيبتى ، ما هو إلا إهتمام وإعتناء بالحبيب ، وما دمت أحببتكِ ، أهتم بكِ وأعتنى وأرعى كل شئ هو منكِ ولكِ ، وأخاف أن ينالكِ أدنى أذى ، حتى نفسى أكاد أخاف عليكِ منها ، إن هى جارت عليكِ ، فلا أطيق لكِ ضراً أبداً ، ولا أحتمل أن يقلقنى عليكِ أمر أبداً . . إن غابت عنى أخبارك ، ساورتنى القلاقل ، لا منكِ بل عليكِ ، ولا يهدأ لى بال ، ولا يستقر لى وجدان ، إلا إذا أيقنت أنكِ صرتِ فى أمان . . ذاك هو الحب عندى يا حبيبة قلبى . . خوفى عليكِ وقلقى ، قد يدفعنى إلى نصحكِ ، فتقبلى نصحى ، لأن مبعثه هو حرصى وحبى . . وتقبلى بعض القيد منى ، فى أمور قد تضر بكِ وتقلقنى .
قالت : وما رابعها . . يا عزيزى ؟ زدنى من فرط  قيودك .
قلت : مراعاة ظروفكِ ، وإحترام خصوصياتكِ بلا حدود . . فأنا أؤمن يا عزيزتى ، أن لكل منا بعض من أموره الخاصة ، وأقر بواجبى نحوها ، ومراعاتها وإحترامها ، ما دامت فى حدودها ، حرصاً منى على كيانكِ ووجودكِ بجانبى . . فالحب عندى ليس قيداً مطلقاً فى حياتى ، وليس أسراً وراء قضبانى ، بل هو شعور إختيارى وإحساس إرادى ، حتى ولو غلب إرضاء الحبيب.
قالت : وخامسها – أقصد أخيرها – يا حبيبى العزيز . . . ما هو ؟
قلت : إنه سعادتى بحبكِ وقربكِ بلا حدود . . فالحب بيننا يختصر المسافات ، مهما بعدت . . والقرب منكِ هو غايتى دائماً وأبداً . . والسعادة هى حالى ، ما دام حبكِ فى قلبى وغرامكِ فى فؤادى . . الدنيا معكِ هى كل الدنيا عندى ، والقرب منكِ هو غاية أملى ، وحبكِ أسعد أيامى وأسعدنى .
قالت ( وهى تضحك ) : ما أحلاها من ثوابت فى الحب بينى وبينك . . أراك ما أجلستنى لتحدثنى عن ثوابت فى الحب بين الأحبة ، ولكن لتحدثنى عن حبك لى وغرامك بى . . وبحديثك هذا إزداد لك حبى وفاض غرامى  . . دعنى الآن أمضى  واعفو عنى . . فقد نال منى حديثك وملكت عقلى وقلبى ، ولم أعد أملك إلا روحى ، وإليك أهدى ! !                  وإلى مقال آخرإن شاء الله





هناك تعليق واحد:

  1. لقد جعلت للحب روائع وليس ثوابت وما أجملها من ثوابت لو تم تنفيذها لعاش الاحباب فى سرور وهناء -بارك الله لك اسلوبك أكثر من رائع وسردك للحوار له جاذبيه وسلاسه وكما عودتنا دائما للابداع استاذ وهاهو انت ملك الابداع مودتى لك وشكرا

    ردحذف