عندما
يجتمع الجمال والذكاء فى إمرأة واحدة .
------------------------------------------
من أجل
حكمة لا يعلمها إلا الله جل شأنه وعلا قدره ، خلقنا سبحانه من أجناس متعددة وألوان
شتى وأنعم علينا بنعم كثيرة ، لم يهبها لإنسان واحد من خلقه إلا المصطفى صلى الله عليه
وسلم ، فجعل بعضنا يختلف عن بعض فى أمور عديدة ليكمل بعضنا بعضاً ، وربطنا سبحانه
برباط الحاجة لا برباط الفضل كى لا يستغنى بعضنا عن بعض ، وتلك سنة الله فى خلقه
عز وجل .
ويقيناً أن
نعم الله على عباده كثيرة وكثيرة لا تحُصى ، مصداقاً لقوله تعالى فى محكم آياته
" وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " ، فقد أنعم الله على بعض من عباده
بنعمة المال ، وآخرون بنعمة الصحة ، وغيرهم بنعمة الجمال ، وسواهم بنعمة العقل
والذكاء ، وعداهم بنعمة الذرية الصالحة ، وهكذا إلى بقية نعم الله التى لا تُحصى .
والمرأة
باعتبارها الكائن البشرى الذى خلقه المولى سبحانه من أجل أن يسكن إليها الرجل
وتسكن إليه وجعل بينهما مودة ورحمة وصولاً إلى إعمار الأرض بذريتهما معاً ، تلك
المرأة أعطاها الله سبحانه من النعم الكثير وإن إختلفت هذه النعم من إمرأة إلى
أخرى ، فهناك المرأة الجميلة ، والمرأة النابهة الذكية ، والمرأة الولود ، والمرأة
الخلوق . . . . . إلخ .
وفى رأيى
أن نعمة الجمال هى من أفضل نعم الله على المرأة ، فالجمال الإلهى الطبيعى فى
المرأة من شأنه أن يفتح أمامها كل الأبواب المغلقة ويهبها القبول بين الناس من أول
لحظة تبصرها العيون ، فكم لاحظت – طوال سنوات عمرى التى جاوزت الخمسين – كيف أن
جمال المرأة له مفعول السحر فى كل آن وكل مكان تطأه قدماها ، وكيف أن أبواب النجاح
الموصدة قد فُتحت على مصراعيها لإمرأة لا لشئ يميزها سوى جمالها اللافت وحسنها
الفائق ، وقد صدق قائل العبارة المشهورة " ثلاث يُذهبن الحزن ، الخضرة والماء
والوجه الحسن " .
أما ذكاء
المرأة فحدث عنه ولا حرج ، فقد إمتلأت الحياة بنساء كثيرات كان حظهن من الجمال
قليلاً ، إلا أن ذكاءهن الفطرى ساعدهن كثيراً على النجاح فى التعليم والعمل
،والوصول إلى غايتهن ، لاأقول بكل سهولة ويسر ولكن بشئ من الإصرار والعزيمة .
فنعمة جمال
المرأة – وحدها – هى بلا شك نعمة عظيمة ، ونعمة ذكاء المرأة – وحدها – هى بلا شك
أيضاً نعمة عظيمة . ولكن ما هو أعظم وأبهى وأرقى أن يجتمع الجمال الإلهى الطبيعى
مع الذكاء الفطرى فى إمرأة واحدة . . . فتلك قصة أخرى وحكاية أخرى ورواية أخرى .
فمنذ أكثر
من عشرسنوات مضت شاءت الأقدار أن تقترب
منى وأقترب منها فتاة من ذلك النوع الذى إجتمع فيه الجمال والذكاء معاً فى آن واحد
، إقتربنا لمدة ثلاث سنوات ، ولست أنسى كيف كان جمالها ساحراً وذكاؤها مبهراً ،
كنت أرى الناس من حولها – كبيرهم وصغيرهم- يتهافتون عليها ، يرغبون فى التقرب منها
والتودد إليها ، وكيف كان الجميع يحسدوننى على قربى منها ، وكيف كانت إبتسامتها
الجميلة تفتح أمامها الأبواب الموصدة ، وكيف كان ذكاؤها النابه يرفع الحواجز من
طريقها . كل شئ فيها كان جميلاً ، حتى النساء والفتيات كن يغرن من جمالها . كانت
فى حياتى كالحلم الجميل الذى مر وإنقضى سريعاً وكأنه ثلاثة أيام لا ثلاث سنوات .
كان عطرها يفوح فى كل حياتى كعطر الياسمين ، وكنت أشُبهها باليمامة البيضاء فى
جمالها وهدوئها ، لم ألتقى قبلها ولن ألتقى بعدها بمثلها ، لأن مثلها لايتكرر فى
حياة إنسان واحد مرتين . كم تمنيت أن أظل برفقتها بقية عمرى مهما كلفنى الأمر ،
وحزنت على فراقها حزناً لم أحزنه من قبل ولم أحزنه من بعد ، ولكن هيهات هيهات . .
فليس كل ما يتمناه المرء يدركه .
لقد كان
زواجنا غير جائز شرعاً . . بسبب الرضاع . وإلى مقال آخر إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق