الأحد، 30 سبتمبر 2012

الرجل المتخاذل . . . أسوأ أنواع الرجال .



الرجل المُتخاذ ل . . . أسوأ أنواع الرجال .
--------------------------------------

بالأمس وصلتنى رسالة بالبريد الألكترونى من إحدى العزيزات المحترمات ، أثنت فيها – من فيض كرمها – على مقالة سابقة لى ، طالعَتها للتو وبادرتنى بالقول : لقد كتبت مقالة بعنوان " المرأة الحمقاء . . أسوأ أنواع النساء " ، أسهبت فيها وأطنبت فى وصف تلك المرأة الحمقاء ، وأبرزت كم هى سيئة إلى حد أنها صارت فى رأيك هى أسوأ النساء ، فماذا إذن عن الرجال ؟ أليسوا بشراً مثل النساء ، ومنهم من يستحق أن يوصف بالأسوأ كما النساء تماماً ، أم أنك رجل ومتحيز للرجال ؟ ثم طلبت فى نهاية رسالتها أن أكتب مقالة عن أسوأ الرجال .

وللحق أقول . .  أنى لم أتردد – ولو لدقائق معدودة – فى الإجابة بداخلى على هذا السؤال ، فمن كثرة ما تعاملت مع أنواع كثيرة من بنى البشر على مدار سنوات عمرى كان الجواب حاضراً فى ذهنى ، قلت لنفسى تواً : إنه الرجل المُتخاذ ل . وقررت على الفور أن أكتب عنه ، كما كتبت سابقاً عن المرأة الحمقاء . . ولكن . . من هو ذلك الصنف من الرجال ؟ وكيف نعرفه ؟

لقد شاءت إرادة المولى عز وجل أن يكون أول خلقه من بنى البشر هو سيدنا آدم عليه السلام وليس حواء ، ولم يكن ذلك الأمر عبثاً – حاشا لله – وإنما كان لحكمة أرادها الله سبحانه وإحتفظ بها فى علمه ولم يخبر بها حتى ملائكته العابدين الساجد ين الراكعين ليلَ نهار ، وإلا كيف نفسر قول الله تعالى " وإذ قال ربك للملائكة إنى جاعل فى الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إنى أعلم ما لا تعلمون " صدق الله العظيم . . . وكان سبحانه وتعالى قد خلق آدم بيديه من طين ثم نفخ فيه من روحه ، وإستخلفه فى الأرض لإعمارها هو وذريته من بعده حتى يوم القيامة ، وتلك هى أمانة المسئولية التى فرضها الله سبحانه على الإنسان وقَبِلها ، ولم يكن يدرى ما بها من المصاعب والمشقة ، وإلا كيف نفسر قول الله تعالى " إنا عَرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال ، فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان ، إنه كان ظلوماً جهولا " صدق الله العظيم .

فقد خلق الله سبحانه آدم ، وخلق من بعده ذريته رجالاً ونساءً، وفرض على ذرية آدم من الرجال مسئوليات جسيمة ومضاعفة تتجاوز مسئوليات النساء ، فالرجل فى نطاق الأسرة مسئول عن رعاية أفراد أسرته وتنشئة الأبناء ، وهذا هو دوره الأسرى ، أما فى نطاق المجتمع فهو مسئول عن العمل والسعى والبناء للنهوض بالمجتمع من أجل إعمار الأرض وبقائها إلى أن يشاء الله .
وتلك بلا شك مسئولية جسيمة وعظيمة تقع على كاهل الرجل ، فيها من المشقة والمكابدة والمعاناة ما لا تقوى على تحمله أقوى النساء ، وأشدهن بأساً وصلابة ، وأمضاهن عزيمة .

وكم قابلت فى حياتى رجالاً ليس لهم من وصف الرجال إلا هيئاتهم وأسماءهم فحسب ، فالرجولة مسئولية عظيمة فى الحياة ، مسئولية تخفى فى باطنها العديد من المسئوليات ، مسئولية الموقف الصلب والجاد الذى لابد أن ينجلى وقت الأزمات ، ومسئولية القرار الذى لا مناص من صدوره ساعة الحاجة إلى قرار ، ومسئولية الكلمة والرأى الذى لا يحيد عن الحق ، ومسئولية المواجهة وعدم الفرارعندما تستعر معارك الحياة ويشتد وطيسها ، ومسئولية الزود والدفاع عن الحرمات .
أما ذلك النوع من الرجال . . . الذى تبحث عنه فلا تجده  عندما يعز الرجال ، والذ ى يتخاذل ويتراجع ويتوارى خلف النساء ، إما لضعف كينونته وذاته أو لأنانية متأصلة فى أعماقه تدفعه إلى التراجع والتقهقر إلى الوراء ، كى لا يُقحم نفسه أويُرهق نفسه أو يتحمل مسئولية ذاته أو من عداه ، فذلك هو الرجل الطامة ، الرجل الذى لا طائل من ورائه ، الرجل المتخاذل ، الرجل السئ . . . لا وألف لا . . . بل أنه – على الإطلاق – أسوأ الرجال .    وإلى مقال آخر إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق