الأحد، 30 سبتمبر 2012

رسالة إلى مبارك . . . رهين المحبسين .


 رسالة إلى مبارك . . . . رَهين المحبسين .
----------------------------------------

بعيداً عن السب والشتم اللذان ليسا من طبائع العقلاء ولا الحكماء ولا المثقفين ولا المتحاورين المحترمين . . أقول لمبارك بملئ فمى وأسأله ، ولى عليه حق السؤال وعليه وعلى أنصاره ومؤيديه كلهم فرد فرد واجب الرد والجواب . . لماذا فعلت كل هذا بنا يا مبارك ؟ ألم نكن نحبك ونعتز بك وبتاريخك العسكرى الناصع ؟ ألم نكن نعتبرك الرمز الذى لا يجب الإقتراب منه أو المساس به ؟ بحكم سنوات عمرى التى تجاوزت الخمسين . . عاصرت عبد الناصر والسادات من قبلك . . أحَب المصريون عبد الناصر حَباً لم ينله أحد قبله ولا بعده ، وبكوه قائداً وزعيماً و إنساناً ورجلاً من أعز وأغلى الرجال ، ما زلت أذكر جنازته وكأنها كانت بالأمس ، أذكر كيف كان الرجال ينهارون ويتساقطون فى الشوارع فاقدى الوعى من شدة الحزن عليه ، ما زالت كلمات رثائه مسجلة على بعض جدران مدينتنا ، مازال حياً فى قلوبنا وعقولنا ، غفرنا له كل أخطائه وسامحناه لحظة موته ، حتى النكسة التى كان المسئول الأول عنها بحكم منصبه غفرناها له ، إنخلعت لموته كل قلوب المصريين ، وما زلت أذكر كيف شعر المصريين باليتم الحقيقى عندما مات ناصر  ، لماذا بكى المصريون عبد الناصر ولم يبكوا عليك ؟ أعتقد أنك تعرف الإجابة جيداً يا مبارك وأنت اليوم طريح الفراش ، مريض سقيم ، تنتظر كلمة الله فيك وحكم التاريخ إما لك أو عليك ! ! لقد ولاك الله علينا ثلاثين عاماً ( عهدى ناصر والسادات معاً ) ، ماذا فعلت يا مبارك من أجل هذا الشعب الطيب طوال عهدك ؟ نعم لك تاريخ عسكرى مشرف كافحت وناضلت فيه من أجل هذا الوطن ، ونحن نذكره لك ونقدره ، وسوف يسجله لك التاريخ العسكرى بأحرف من نور ، وهذا حقك علينا ، ولكن فى المقابل أين حقنا نحن عليك ؟ هل وُليت علينا يا مبارك ولست بخيرنا ؟ هل إتقيت الله فينا ؟ هل أخذ ت بيد هذا الشعب إلى غد أفضل مثلما فعل عبد الناصر حتى نبكيك ؟ هل عِشت بيننا يا مبارك مثلما كان يفعل ناصر والسادات أم إتخذت لنفسك بطانة سوء وسلمت زمامك وزمام شعبك لسيدتك الأولى ولإبنك الدلوع ؟ أتذكر يا مبارك يوم أن خرجت إليك الملايين الطيبة تهنئك بسلامتك من محاولة إغتيالك فى أثيوبيا ؟ كم عاماً إنقضى منذ تلك الحادثة لم تفعل فيها لشعبك ما يستحقه ؟ أتذكر يا مبارك يوم أن مات حفيدك ورأيناك تبكى فبكيناه معك رغم أن أطفالنا يموتون كل يوم بالمئات إما للفقر أو إنعدام الرعاية الصحية لهم فى مستشفيات نظامك ؟ إنها الولاية يا مبارك ، وإنها يوم القيامة لخزى وندامة ( هكذا قال رسولنا الكريم ) ، هل إتقيت ربك فينا يا مبارك وأنت حاكم علينا ولك علينا حق الطاعة والولاء ؟ أم تركت حاشيتك ورجال قصرك يسرقون وينهبون وينهشون لحم المصريين ويشربون دمائهم تحت عينك وبصرك ؟ ألا تذكر يامبارك يوسف والى الذى سرطن أجساد شعبك والجميع يصرخ وأنت تحميه ؟ ألا تذكر حبيب العادلى وزيرداخليتك الجلاد السفاح الذى كان أبناء شعبك يئنون تحت سياط زبانيته  فى أقسام الشرطة وأمن الدولة على مدى 14 سنة وأنت تصفق له وتمتدحه ؟ ألا تذكر . . ؟ وألا تذكر . . ؟ وألا تذكر . . ؟  ورغم كل هذا أحزننى بشدة سقوطك يا مبارك هذا السقوط المريع، ما كنت أتمنى لك هذا السقوط المدوى ، كنت أفضل ألا تطمع فى كرسى الحكم و تظل حاكماً لمصر كل هذه السنوات ، حتى صرت كالأسد العجوز أمام إمرأتك وولدك وحاشيتك الفاسدة ، وأيقن الجميع أن لا طائل من بقائك يامبارك ، فخرجت عليك الجموع من شعبك ، من الشباب الضائع ، والرجال والنساء والشيوخ ، والقضاة والمحامون والأطباء والمهندسون والعمال والموظفون وكل طوائف الشعب ، خرجوا عليك لينزعوا عنك رداء الشرعية الذى ألبسوك إياه طويلاً ، دون فائدة - ما عادت ترجى من ورائك . بعد كل ذلك يا مبارك ،هل كنت زعيماً أم كنت موظفاً بدرجة رئيس ؟ وإذا كنت أنت الزعيم بعد كل ما فعلت وما لم تفعل . . فماذا نطلق إذن على زعماء مصر الحقيقيين ؟ أعتقد أن التاريخ سوف يقف عندك طويلاً ليسجل لك بطولاتك وإنجازاتك ، ولكنه سوف يقف طويلاً طويلاً طويلاً ليسجل أخطاءك وإخفاقاتك وخطاياك . . .  أما اليوم فنرجو لك ومنك أن تذهب وترحل فى هدوء ، وأترك التاريخ يحكم إما لك أو عليك . . عاشت مصر وعاش شعبها الطيب . .                                                     وإلى مقال آخر إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق