الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

عندما يحنو الرجال . . وتقسو النساء


عندما يحنو الرجال . . وتقسو النساء
---------------------------------

شاءت إرادة الله العلى القدير أن يسبق سيدنا آدم حواء فى الخلق ، ولو أراد الله لكان غير ذلك ، فقد خلق الخالق سبحانه آدم بيديه ثم خلق حواء بعد خلق آدم بزمان من الوقت ، وخلقها سبحانه من ضلع أعوج من ضلوع آدم ، عندها إستيقظ آدم من نومه فوجد حواء إلى جواره ، تؤنس وحدته وتملأ عليه حياته ثم يتزوجا لتعمر الأرض بذريتهما حتى قيام الساعة .

ولقد أوجبت شريعة الله فى خلقه أن يختلف دورالرجل فى هذه الحياة عن دور المرأة ، فقد أراد الله للرجل – لحكمة لا يعلمها إلا هو – أن يكون له دور مزدوج ، أحدهما دور إجتماعى يتمثل فى وجوب سعيه من أجل الرزق له ولزوجته ولأبنائهما وذلك بالعمل والكد ، أما الدور الآخر فهو دور أسرى يتمثل فى مشاركة حواء رعاية الأبناء داخل نطاق حياتهما الخاصة .
أما المرأة فلم يكن لها إلا دور واحد فقط هو كل رسالتها فى الحياة وهو دور أسرى فقط يتمثل فى رعاية كل أفراد الأسرة وشئون حياتهم الخاصة .

وبسبب إختلاف دور كل من الرجل والمرأة وتيسيراً من الخالق سبحانه عليهما ، كان لابد أن يختلفا من حيث الطبيعة النفسية والتكوين الفسيولوجى الجسدى ، فجاءت طبيعة الرجل خليطاً من العقل والعاطفة وللعقل الغلبة كى يتسنى له مواجهة مشكلات الحياة المختلفة والتى تتطلب حلولاً تقوم على التفكير والتعقل ، كما جاء تكوينه الفسيولوجى الجسدى أقوى وأشد من تكوين المرأة كى يقوى على القيام بالأعمال الشاقة التى تحتاج إلى قوة وجلد .
أما المرأة فقد خلقها الله سبحانه تغلب عليها العاطفة بدرجة كبيرة لأنها الزوجة الرقيقة والأم الحنون التى ترق مشاعرها وتحنو فى أغلب الأوقات ، ولذلك كان الأصل عند الرجل هو القوة والشدة والقسوة أحياناً ، وكان الأصل عند المرأة هو الضعف والرقة واللين والحنان .

ولما كانت الحياة ليست على وتيرة واحدة بل سمتها التغير وعدم الثبات ، فقد يأتى الزمان بمواقف تستلزم أن يتخلى الرجل عن بعض من قوته وشدته ويغلب عاطفته على عقله فيظهر حانياً رقيقاً لين الجانب ، وفى المقابل قد تتعرض المرأة لأزمات صعبة تخرج خلالها عن طبيعتها الرقيقة الضعيفة والحانية فتستعير من الرجل شدته وقسوته .
وهنا يختلف الرجل والمرأة فى حدود تقمص كل منهما لدور الآخر، فعندما يستعير الرجل من المرأة لينها وحنوها فإنه وبحكم تكوينه الذى يغلب عليه التعقل يضع حداً فى لينه أو حنانه لا يتعداه مهما حدث كى لا يفقد السيطرة على الأمور أو يفلت منه الزمام أو يختل توازن الأشياء ، أما المرأة فلا يمكنها فعل ذلك لأنها بحكم تكوينها الذى تغلب عليه العاطفة لا تضع حداً لشدتها أو قسوتها فتفقد السيطرة على الأمور ويفلت منها الزمام ويختل توازن الأشياء ، وهو ما يؤدى إلى أن تتعقد المشكلات وتتوارى الحلول وتتفاقم الأزمات وقد ينتهى الأمر بكارثة أو مصيبة .

وأنى أتعجب أشد التعجب حين أرى المرأة فى شدتها وقسوتها تفوق الرجل أحياناً ،وأحزن بشدة حين أرى أماً أشد وأقسى على ولدها من أبيه ، وأعتبر أن ذلك أمراً شاذاً غير مألوف ويخفى وراءه علة نفسية تستدعى الوقوف والإنتباه والفحص والدراسة من أجل تشخيص الداء والعلاج ، فعندما يقسو الرجال وتحنو النساء لاضير فى ذلك ، ولكن الهول كل الهول عندما يحنو الرجال وتقسو النساء لأن الأمر حينئذ يكون غير مألوفاً وينذر بكارثة لا يكون منها خلاص إلا برجوع النساء إلى طبيعتهن التى خُلقن عليها وعندئذ فقط تحل السلامة على الجميع .
                                                                   وإلى مقال آخر إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق