الاثنين، 1 أكتوبر 2012

الديمقراطية . . . على الطريقة الفرعونية المصرية .


الديمقراطية . . . على الطريقة الفرعونية المصرية .
-------------------------------------- ----------

لا أحد فى مصر – ولا أنا رغم كونى لست أخوانياً – يستطيع أن ينكر أن الأخوان المسلمين منذ نشأة جماعتهم سنة 1928 على يد إمامهم الشيخ حسن البنا رحمه الله ، قد تعرضوا لكافة أنواع الظلم والقهر والتنكيل والزج بهم فى السجون والمعتقلات منذ العهد الملكى وحتى نهاية عهد مبارك فى 11 فبراير 2011 ، وربما إختلف الكثيرون من غير الأخوان – وأنا معهم – مع النهج الذى سلكته الجماعة عندما تحولت من جماعة دينية دعوية ، تدعو الناس إلى الخير والبروإصلاح أمور دينهم ودنياهم ، وتقدم العون والمساعدة لأفراد الشعب المصرى ، لا سيما غير القادرين منهم ، وهم كثيرون منتشرون فى كافة أنحاء القطر المصرى ، تحولت إلى جماعة سياسية تمارس العمل السياسى ، وتتبع قوانين السياسة القذرة بحكم الممارسة والمنافسة ، فالسياسة دائماً وأبداً هى فن المكر والخداع ، والكذب والنفاق ، والحنث بالوعود والعهود ، والتلون حسب الهوى والمصالح الشخصية الضيقة  .

وفى رأيى – المتواضع – أن جماعة الأخوان المسلمين قد خسرت الكثير من نقاء مقصدها النبيل وغايتها السامية ، عندما قرر إمام الجماعة ومرشدها الشيخ حسن البنا - رحمه الله – الولوج بها من باب السياسة ، والخوض بالجماعة وأعضائها فى خضم تلك اللعبة القذرة  ، التى لوثت الثوب الأبيض الناصع الذى كانت ترتديه الجماعة فى نظر جموع المصريين ، وأحالته إلى ثوب ملطخ بأوحال السياسة والحيل الماكرة والخدع غير الأخلاقية ، فكانت تلك الخطوة – فى نظرى – خطيئة كبرى وسقطة مريعة لم تكن الجماعة فى حاجة إليها على الإطلاق ، رغم التبريرات الوهمية الضعيفة التى يسوقها قيادات الجماعة وأعضائها لتلك الخطيئة على مر العقود ، من أنه لا ضير من وراء عمل أعضاء الجماعة بالسياسة من باب أن الإسلام دين ودولة ،وأن مقولة لا سياسة فى الدين ولا دين فى السياسة هى مقولة خاطئة على حد قولهم ، ولسنا الآن فى مقام مناقشة هذا الأمر ، ولكن من باب الأخذ بالأحوط والبعد عن الشبهات كان يجب على جماعة الأخوان المسلمين البعد عن السياسة والعمل بها ، وألا تطأ أقدام أعضائها مستنقعات السياسة المملوءة بالوحل ، ولا أن يسيروا فى دروبها الملتوية التى قد لا تنفع بقدر ما تضر .

ولكن . . على أية حال ، قامت ثورة 25 يناير 2011 وإستطاع الأخوان المسلمون أن يعتلوا موجة الثورة فى ثالث أيامها ، وفجأة وجد الأخوان أنفسهم – بحكم قوتهم التنظيمية المحكمة و الولاء المطلق للجماعة – على السطح بعد أن كانوا محظورين ، يمارون أنشطتهم فى الخفاء وتحت الأرض ، وتصدروا المشهد السياسى فى مصر ، وكافأهم معظم المصريين على وقوفهم بجانب الثورة حتى أطاحت برموز النظام المباركى الفاسد . . وبدأ الشعب المصرى يسلك طريقه إلى الديمقراطية ، وإحتكم الجميع إلى صندوق الإنتخابات لإختيار نواب الشعب ، وكان من الطبيعى أن يكتسح تيار الإسلام السياسى ( الأخوان والسلفيون ) الإنتخابات البرلمانية ، ثم إكتمل لهم ما أرادوا ، وإعتلى أحد قيادات الجماعة – الدكتور محمد مرسى – كرسى السلطة فى مصر ، ليصبح أول رئيس مصرى منتخب بعد ثورة يناير، من جماعة الأخوان المسلمين  ! ! !
واليوم . . أرى الكثيرين من أبناء الشعب المصرى ، لا يعجبهم ما أتت به الديمقراطية وصناديق الإنتخاب ، وكأنهم يريدون أن يهدموا مصر على ما فيها ومن فيها ، وفى يقينى أنهم يرغبون فى ديمقراطي من نوع آخر ، لست أدرى ما هو . . ؟ أهى الديمقراطية التى يعرفها العالم كله ، ويحتكم فيها الجميع إلى صناديق الإنتخابات ؟ أم هى ديمقراطية خاصة بهم وحدهم تقوم على مبدأ " يا فيها يا أخفيها " ؟ ويبدو أن المصريين ليسوا مؤهلين بعد لممارسة الديمقراطية التى يمارسها العالم أجمع ، ويريدونها ديمقراطية على الطريقة الفرعونية المصرية ، لايعترفون فيها بما تفرزه صناديق الإنتخابات ، ما لم تأ ت بهم حكاماً . . .             وإلى مقال آخر إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق