الاثنين، 15 أكتوبر 2012

مؤسسة الرئاسة . . بين هيئة المستشارين واليد المرتعشة .


مؤسسة الرئاسة . . بين هيئة المستشارين واليد المرتعشة .
--------------------------------------------------------
رُوى عن أبى ذ ر الغفارى رضى الله عنه أنه قال : قلت : يا رسول الله ألا تستعملنى ؟ فضرب بيده على منكبى ، ثم قال : " يا أبا ذر إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها يوم القيامة خزى وندامة ، إلا من أخذها بحقها ، وأدى الذى عليه فيها " .  
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله قال : " ما بعث الله من نبى ، ولا إستخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان ، بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، والمعصوم من عَصم الله " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  .

منذ أن تولى الرئيس / محمد مرسى سُدة الحكم فى مصر ، فى أول يوليه 2012م ، عقب إنتخابات رئاسية ديمقراطية و نزيهة، والمصريون جميعاً ينتظرون ما سوف يفعل لهم أول رئيس مصرى مُنتخب على مدى تاريخهم الفرعونى الطويل الذى تمتد جذوره لأكثر من سبعة آلاف عاماً . . لقد وعدهم الرئيس المُنتخب أثناء حملته الإنتخابية بوعود كثيرة ، أقربها زمناً حل خمس مشكلات مزمنة فى مصر ، هى مشكلات النظافة والأمن والمرور ورغيف العيش والوقود ، وضرب أجلاً لذلك مائة يوماً من تاريخ تسلمه مقاليد الحكم . . وكعادة كل الشعوب عقب كل الثورات ، وقف المصريون رافعوا أياديهم وأصابعهم ، يحصون الأيام عدداً وصولاً إلى المائة يوم الموعودة ، الكل ينتظر بشغف ويتعجل الأيام ، ونسى الجميع أو تناسوا أن مشكلات مصر مزمنة منذ عقود ، وأن حلها يستعصى على أى حاكم خلال ألف يوم وليس مائة يوم . . ظن المصريون جميعاً أن الرئيس المُنتخب بيده العصا السحرية التى سيضرب بها فى الهواء فتمطر السماء ذهباً أو تتفجر الأرض بترولاً ، وتزرق السماء وتصفو ، وتزدهر الورود وتخضر الأشجار ، ويصير الجو ربيعاً بديعاً ،ويقفز المصريون فى الهواء من فرط سعادتهم يمرحون ويغنون أغنية الراحلة / سعاد حسنى " الدنيا ربيع والجو بد يع ، أقفلى على كل المواضيع " .

إنقضت المائة يوم ، ولم يستطع الرئيس المُنتخب أن ينجز من وعوده الإنتخابية خلالها إلا القليل ، وهذا أمر طبيعى ، فمشكلات مصر مزمنة ، والمائة يوم لا تكفى . . ولكن هناك عاملان أساسيان آخران ساعدا على عدم الإنجاز الظاهر والواضح ، أولهما : هيئة المستشارين حول الرئيس الذين تنقص أغلبهم الخبرة والحنكة والدراية بالعمل السياسى على مستوى الدولة .
وثانيهما : أسلوب اليد المرتعشة  الذى بات واضحاً  فى تردد رئيس الدولة فى إتخاذ قرارات حاسمة وقوية كفيلة بحل الأزمات وإدارة شئون المصريين ، إلى جانب حرص الرئيس الشديد على عدم إستخدام السلطة التشريعية  لإصدار مراسيم بقوانين عاجلة تحتاج إليها مصر بشدة .

فيا سيادة الرئيس . . . مصر ليست كأى دولة فى العالم ، وشعبها ليس كأى شعب آخر ، مصر قوية وشعبها فرعونى الأصل ، مصر مشاكلها كثيرة وتاريخية ومزمنة . . أناشدك يا سيادة الرئيس ، أن تعيد النظر فى هيئة مستشاريك ، إنهم عقلك الذى تفكر به ، وذراعاك اللتان تتحرك بهما ، إنهم دون المستوى فى تحمل مسئوليات الدولة ، ودليل ذلك الأزمات المتتالية التى أوقعوا فيها مؤسسة الرئاسة ، وأبرزها أزمة إعادة مجلس الشعب ثم أزمة إقالة النائب العام .
ويا سيادة الرئيس . . مصر تحتاج إلى اليد القوية التىتُمسك بزمامها ، الشعب المصرى حقق إنجازاته الكبيرة بفضل قوة الحكم  ، حتى فى عهد الرئيس السابق حسنى مبارك ، الذى تميز بالقبضة الحاكمة وقوة القرار السياسى ، وبصفة خاصة فى السنوات الأولى من حكمه .
مصر الآن . .  فى حاجة إلى قبضة قوية تُحكم السيطرة على كافة مناحى البلاد ، وتعيد الأمن ، وتحمى الحدود ، وتواجه المشكلات والأزمات . . مصر الآن فى حاجة إلى حاكم عادل وقوى ، لا إلى حاكم يجنح به مستشاروه نحو القرارات الخاطئة ، أو ترتعش يداه فتضعف قبضته .
                                                                 وإلى مقال آخر إن شاء الله .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق