السبت، 20 أكتوبر 2012

يا أبناء مبارك . . إقرأوا التاريخ ، وتعلموا أدب الحوار ! !


يا أبناء مبارك . . إقرأوا التاريخ ، وتعلموا أدب الحوار ! !
------------------------------------------------------
بالأمس . . قرأت مقالاً للكاتبة العزيزة / سلوى أحمد ، وهى من أنصار مبارك، بعنوان " لكل من ظلم مبارك : هكذا ينتقم الله منكم " ، دعت فيه على المصريين بأن ينتقم الله منهم – كعادتها دائماً – وأظهرت الشماتة والتشفى فى حال الشعب المصرى ، وصبت جام غضبها على كل طوائف الشعب المصرى ، ولم تستثنى أحداً إلا هى وأنصار مبارك  ، وتناست تماماً أن ما يعانى منه المصريون الآن من مشاكل وأزمات هو نتاج السنوات العشر الأخيرة من حكم مبارك . . . ولقد أحزننى أن بضعة آلاف من المصريين – وما هم بمصريين – يسخطون كل هذا السخط على بلدهم و على أهلهم من أجل قضية خاسرة سوف يحسمها التاريخ لصالح المصريين بلا أدنى شك . . وللحق أقول أننى لم أتمالك نفسى ، وأمسكت بقلمى كى أعلق على ما قالته الكاتبة العزيزة . . وأردت أن أشير إلى عنوان مقالها ومطالعته للرجوع إليه ، ثم قراءة تعليقى عليه ، ولقرائى الأعزاء حرية إبداء الرأى فى المقال والتعليق  . . وإلى حضراتكم تعليقى على المقال :

العزيزة / سلوى . . أذكر أننا فى أعقاب إغتيال السادات مباشرة فى 6 أكتوبر 1981 كنا نشعر جميعاً بالذنب الشديد لقتل الرجل ، وكأننا مَن أمسك بالبنادق الآلية وضغطنا على الزناد لنقتله ، فنحن مَن صفقنا له طويلاً عند زيارته لإسرائيل ، والتى كانت السبب الرئيسى والمباشر لإغتياله ، أحسسنا جميعاً وقتها وكأننا مَن قتلناه ، عاشت بداخلنا عُقدة الذنب فترة من الوقت ، حتى أنى أذكر مقالاً - مازلت أحتفظ به - للكاتب الكبير أنيس منصور - رحمه الله -وكان وقتها رئيساً لتحرير مجلة أكتوبر ، وكان صديقاً شخصياً للسادات ، كان عنوان المقال " نحن جيل إغتال السادات وإتهم عبد الناصر بالسرقة " كان فى المقال نوعاً من جلد الذات الشديد . . فبعد وفاة عبد الناصر مباشرة خرج علينا قلة ممن يكرهونه ، وأشاعوا أن السادات عثر فى خزينة مكتب عبد الناصر - رئيس الجمهورية - على مبلغ مائة ألف جنيه ، وحزن أفراد أسرة عبد الناصر للتشكيك فى ذمة أبيهم ، وحزن معهم المصريون جميعاً لهذه الإشاعات ، وأضطر السادات وقتها أن يخرج للشعب مدافعاً عن ذمة عبد الناصر ، وكشف سراً لم يكن المصريون يعرفونه ، وهو أن عبد الناصر إضطر إلى عمل سلفة على مرتبه لكى يزوج إبنته قبل وفاته ، ولم يكن عبد الناصر أعلنها للشعب ، وسجلها التاريخ لعبد الناصر وسجل له المصريون أنه - رغم هزيمة يونيه - كان زعيماً طاهر اليد نظيف السمعة . . . أرجوكِ - يا عزيزتى - إقرأى التاريخ جيداً كى تحسنى الحكم على الأمور لتقيمى الحاضر وتتوقعى المستقبل ، أنا على يقين من أن كل أنصار مبارك لم يقرأوا شيئاً من التاريخ ، ولا حتى عن سنوات حكم مبارك نفسه الأولى ، أنا أؤكد لكِم أنكم تدافعون عن الرجل دون أن تعلموا شيئاً عن سنوات عمله نائباً للسادات وما هى طبيعة المهام التى كان يكلفه بها ومن علمه السياسة وأدخله من بابها ، أؤكد لكِ أنك لا تعرفى إسم أستاذ السياسة الذى طلب منه السادات أن يعلم مبارك السياسة ، وأتحداكى أن تقولى إسمه حالاً إلا إذا عُدتِ لمن هو أعلم منكِ بتاريخ مبارك وسألتيه ،أنا وأمثالى سبقناكم بسنوات وسنوات ، وهذه السنوات مضروبة × خمسة على الأقل هى عمر التاريخ الذى قرأناه ، أما أنتم فلم تقرأوا إلا قشوراً فى جزء - وليس كل - من تاريخ مبارك ، فما بالكم بتاريخ مصر ، ومن لم يقرأ التاريخ يا عزيزتى يجب أن يبتعد تماماً عن الحديث فى السياسة . . الحديث فى السياسة أولى قواعده قراءة تاريخ الشعب الذى تتحدثون عنه ، أنا لا أستطيع أن أتحدث عن أوباما الرئيس الأمريكى إلا إذا قرأت فى تاريخ الحزب الديمقراطى الذى خرج منه أوباما ، وقرأت فى تاريخ الشعب الأمريكى كى أعرف كيف يفكر وكيف يختار وكيف يقرر ، لا كيف يأكل الهامبورجر أو الشيبسى ، أنتم تتحدثون عن الشعب المصرى و لاتعرفون عن تاريخه سوى القشور التى نشأتم وترعرعتهم عليها ، تسبون المصريين وأنتم خارج التاريخ . . أنا حزين جداً لكم وعليكم ، بالأمس أخطأت قدماى وتعثرت - لأول مرة ولن أكررها - فى صفحة يسمونها أنصار مبارك ولن أقول أنصار الخائن أو العميل لأنى أعرف للرجل قدره وعلمتنى قراءة التاريخ " أن أعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله " . تعثرت قدماى فيما يُسمى " آسفين ياريس " هم فعلاً يجب أن يتأسفوا للرجل ، ليس لما فعله معه المصريون ، ولكن لما يفعلونه هم به ، وأقول لهم : إنكم تسيئون إلى الرجل أكثر مما تحسنون إليه ،. . وأذكر هنا واقعة حدثت فى حملة إنتخابات الرئاسة 2005 ، وقتها كان من العقل والحكمة أن يستريح الرجل وقد بلغ 77 عاماً وألا يعاود ترشيحه لولاية خامسة ، ولكن طبخة ولده الدلوع لم تكن قد نضجت بعد والقوات المسلحة تعارضها والرجل زهد فى الحكم و يرغب فى الإعتزال ، إلتفوا حوله وأقنعوه المرأة والولد والحاشية الفاسدة وأعلنوا ترشحه ونظموا له حملة إنتخابية يجول فيها محافظات مصر ، والرجل كبير السن ومنهك ، وضعوا له المكياج وأوقفوه بالساعات أمام الكاميرات ، كنا جميعاً نشفق عليه لأنه منا - نحن المصريين - ونريد أن نحفظ له قدره ومعه البقية الباقية من صحته ، وأذكر وقتها أن أنيس منصور خرج فيهم صارخاً " يا سادة . . رفقاً بالرئيس " . . صفحة آسفين يا ريس مكتظة بالسباب والشتائم وقلة الحياء ، ألفاظ خارجة ورسومات مقززة وتعليقات مقيتة وصور تؤذى العين ، خرجت من الصفحة بعد أن قضيت بداخلها ساعة كاملة أستكشف ما فيها ومن فيها ، وهل هى فى صالح الرجل أم ضده ، وللأسف الشديد لا هى فى صالحه و لاهى حتى ضده ، إنها خارج كل القيم والأخلاق والمبادئ . . سُحقاً لهؤلاء من أنصار . . أين أدب الحوار ؟ أين الأخلاق ؟ أين إحترام الكبير ؟ أين إحترام الرأى الآخر ؟ أين الحياء فى إختيار اللفظ والكلمة ؟ أين العقل والمنطق ؟ شتامون ، سبابون ، لعانون ، إجتازوا كل الخطوط الحمراء والزرقاء والسوداء ، إن كانوا هم فعلاً أنصار مبارك وأبناؤه وهم على هذه الشاكلة ، فبئس ما صنعت يد الرجل . . ولكننا وقد عاصرناه طويلاً لم نعرفه شتاماً سباباً لعاناً ، ولن نأخذه بجريرتهم ولا بذنبهم . . . ولكن نقول لهم ، كفى . . قفوا عندكم . . إلزموا حدودكم . . أنتم تسيئون لمصر وللرجل ولتاريخه ، الإختلاف فى الرأى لابد من إحترامه ، الحوار له آدابه تعلموها أولاً ، أهِلوا أنفسكم للحوار المحترم ثم أخرجوا علينا ، كفاكم ما فعلتم ، أفسدتم علينا الأيام والشهور والسنين ، أحلتم الزمن الجميل إلى زمن ردئ ، بل إلى زمن أكثر رداءة . . . إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء .        مع تحياتى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق