السبت، 13 أكتوبر 2012

المرأة فى الحب . . . وإنكسار الإرادة .


المرأة  فى الحب . . . وإنكسار الإرادة .
----------------------------------
شاءت إرادة الله العلى القدير أن يخلق بنى الإنسان من عظام ولحم ودم ، ويزودهم بالعديد من الحواس ، والكثير من العواطف والمشاعر ، وبعض من الغرائز ، كى يكتمل بناؤهم ، ويكونوا مُهيأين للحياة ، ويؤدوا رسالتهم التى خلقهم الله من أجلها ، وهى إعمار الكون من خلال عبادتهم لله عز وجل ، هذه العبادة لله التى لن تكتمل إلا با لتقارب والتآلف والإندماج  فيما بينهم ، وكذلك بعمل الإنسان وسعيه  الدائم والمستمر ، من أجل إستمرار الحياة على وجه الأرض حتى تقوم الساعة . . قال تعالى فى كتابه العزيز : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين " صدق الله العظيم .

وقد خلق الله سبحانه الرجل – لحكمة يعلمها – تغلب عليه قوة العقل والإرادة ، وخلق المرأة تغلب عليها قوة العاطفة ، كى يستطيع كل منهما أن يؤدى دوره فى الحياة على أكمل وجه . . والمرأة بإعتبارها كائن عاطفى ورقيق وحنون ، تميل بها عاطفتها ومشاعرها أحياناً إلى أبعد مدى ، فالمرأة عندما تحب ويتمكن الحب من قلبها ، ويسيطرعليها الميل والهوى ، وتتقارب وتتآلف مع من تحب وتطمئن إليه وتأمن فى جواره ، فإنها تصبح راضية مرضية ، إن هى باعت الد نيا وما فيها من أجل إسعاد محبوبها . . فالمرأة بطبيعتها كائن يحب الخضوع ويهوى الإستسلام لمن تعشقه وتنسجم معه ، وهى فى هذا تختلف عن الرجل كلياً وجزئياً ، لذلك تجد أنها – فى الغالب الأعم من النساء – أكثر وفاءً وإخلاصاً من الرجل ، فهى عندما تحب رجلاً تحبه بكل جوارحها ، وتفتح له باب قلبها وتدعوه للدخول ، ثم تغلق باب قلبها عليه وتعطيه المفتاح الذهبى ليبقى فى حوزته ، وليسكن هو بداخل قلبها ينعم به نعيماً لا يشاركه فيه أحد ، يتنقل بين حجراته الأربع بحرية تامة ، يلهو فيه ويلعب وعندما يتعب ينام ويستريح ، ويظل على هذا النحو فى جو من الحب والعشق ، والرقة والعذوبة ، والعطف والحنان ، لا يجده فى أى قلب آخر .

وفجأة . . بعد سبات طويل وعميق ، تستيقظ الحسناء من غفوتها الجميلة ، وتفتح عينيها لتبصر حالها ، فتجد أنها قد سَلمت وإستسلمت لمن تهواه ، وأنها أصبحت مُحتلة بكل ما فيها ، كالمدينة التى يحتلها المستعمر فيقيم الأسوار وينصب الأسلاك ويُشيد الأبراج فى جنبات مدينته كى لا يدخلها أحد ، هكذا أضحت الحسناء حين أحبت وحين خضعت وحين إستسلمت  . . ولكن ما أحلاه من حب ، وما ألذه من خضوع ، وما أروعه من إستسلام ، تحطمت فيه كل أسوارها ، ودُكت معه كل حصونها وقلاعها ، حتى أرضها وسمائها ما عادت تمتلكها ، باعت كل شئ من أجل حبها ، وضحت بكل شئ من أجل حبيبها . . ولكنها بين السعادة والنشوة ، نسيت أن هناك شئ ما ، ما كان يجب أن تفرط فيه أوتتنازل عنه أو تضحى به أبداً مهما حدث . . ذلك الشئ هو إرادتها التى تحطمت وإنكسرت على صخورحبها وهواها ، إنه إنكسار الإرادة ، وإلى الأبد .

إن حب المرأة يلغى كل الحدود ، ويُسقط كل الأنظمة الحاكمة ، ويُطيح بكل العروش ، وما زال التاريخ يحتفظ فى ذاكرته بقصص وحكايات ملوك وملكات ، ضحوا جميعاً بعروشهم من أجل حبهم / منهم الملكة كريستينا ، إحدى ملكات التاج البريطانى ، التى ضحت بالعرش والتاج من أجل الحبيب . . فعندما تحب المرأة ترضى بإنكسار إرادتها ، وهو إنكسار إرادة إختيارى يأتى من داخلها ، تنسى معه كبرياءها ،وترضى لنفسها أن تتلاشى فى رجل تحبه ويحبها ، ثم بعد ذلك لا شئ يهم . . إنه إنكسار الإرادة الذى تحلم معه المرأة بأن تجد الحب والحنان والدفء فى أحضان الحبيب ، وتسعى جاهدة مخلصة أن تنال رضاه ، بعد أن ضحت من أجله بكل شئ ، حتى إرادتها ما عادت تعنى لها شيئاً . .  ما أسعدها لو تحقق لها ما تصبو إليه ، وما أتعسها لو إنكسرت إرادتها أمام رجل لا يستحق تضحيتها . . وعندئذ تكون حياتها كلها قد تحطمت  وإنكسرت ، لا إرادتها فحسب ! ! !                    وإلى مقال آخر إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق