حسنى مبارك . . . وستون عاماً من العطاء لمصر وشعبها .
--------------------------------------------------------
قال تعالى
فى كتابه العزيز : " ولا تكتموا الشهادة ، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه "
صدق الله العظيم . . . وقال فى حديثه القدسى " قل يا عبادى ، إنى حرمت الظلم
على نفسى وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظالموا " صدق رب العزة . . وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
" من إجتهد وأصاب فله أجران ، ومن إجتهد وأخطأ فله أجر " صدق رسول الله
.
بادئ ذى بَدء . . أود أن أؤكد لقرائى الأعزاء ، أننى لست
ممن يطلقون على أنفسهم "أنصار مبارك
أو مؤيديه " ، كما أننى لست أخوانياً ولا سلفياً ولا ليبرالياً ولا علمانياً ولا
سواهم ، وإنما أنا مصرى وطنى مستقل مثل أغلب المصريين ، وليس لى أى إنتماء سياسى
سوى لبلدى مصر . . . ومن هذا المنطلق أبدأ حديثى إليكم ، مُتحرياً الصدق قدر
المستطاع ، أمسكت بقلمى محاولاً أن أعطى رجلاً كامل حقه بما يرضى الله ورسوله ،
أحسب ما له وما عليه ، رجل عاش بيننا ما يجاوز أربعة وثمانين عاماً ، حتى بلغ من
العمر أرذله ، رجل له فى رقابنا حقوق ولنا فى رقبته حقوق ، إبن من أبناء
مصرالوطنيين المخلصين ، لا أحد منا يستطيع
أن ينكر وطنيته ومصريته ، مهما إختلفنا معه أو إختلفنا حوله ، رجل أعطى من سنوات
عمره ستين عاماً - شاباً ورجلاً وكهلاً
وشيخاً – لوطنه مصر وشعبها الطيب الأصيل الكريم ، أعطى ولم يبخل ، حتى تقدم به
العمر فصار شيخاً ، وهاجمه المرض فصار عليلاً ، أصاب فيما أصاب ، وأخطأ فيما أخطأ
، له ما له وعليه ما عليه ، ولكنه فى نهاية الأمر أجتهد قدر إستطاعته ،وظل راعياً
لمصلحة هذا الوطن وشعبه من وجهة نظره ، فله فيما أصاب فيه أجران ، وله أيضاً فيما
أخطأ أجر واحد ، حسب قول رسولنا الكريم فى حديثه الشريف .
وفى رأيى المتواضع . . أنه لا يصح أن يخرج الرجل بعد كل
سنوات عمره التى أعطاها لمصر ولنا نحن المصريين ، وهو خالى اليدين مطأطئ الرأس
مُشوه التاريخ منزوع الأوسمة والنياشين مبخوس الحق وإلا ظلمناه ، إختلفنا معه ؟ نعم ،
عارضناه ؟ نعم ، غضبنا منه وعليه ؟ نعم ، ثورنا عليه ؟ نعم ، نحيناه عن الحكم ؟
نعم ، حاسبناه وحاكمناه على أخطائه ؟ نعم ، كل هذا من حقنا لا ريب فى ذلك . . .
ولكن أن نظلم الرجل ونهدر حقه علينا ؟ لا ، أن ننكر عليه وطنيته ومصريته ؟ لا ، أن
نشوه أو نمحى تاريخه الطويل عسكرياً وسياسياً ؟ لا ، أن ننزع عنه أوسمته ونياشينه
التى نالها عن جدارة وإستحقاق ؟ لا ، أن نبالغ ونسرف فى غضبنا عليه وعقابنا له ؟
لا ، ألا نكون كرماء معه جوادين طيبين أصلاء كعادتنا دائماً ؟ لا . . وإلا نكون قد خالفنا فيه قول الله عز وجل " ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، ولا
تعثوا فى الأرض مفسدين " صدق الله العظيم .
إن حسنى مبارك – شئنا أم أبينا – هو بشر مثلنا ، يُخطئ ويصيب ، ورغم كل أخطائه
وإخفاقاته ، هو إبن مصر ، إبن هذا الوطن ،إبن هذا الشعب ، جذوره مصرية ،هو واحد
منا نحن المصريين ، عرفناه ضابطا وقائداً كفؤاً لقواتنا الجوية ، وبطلاً فى حرب
أكتوبر المجيدة ، ثم عايشناه حاكماً ثلاثين عاماً ، شاركناه أفراحه ، وواسيناه فى
أحزانه ، وبكينا معه حفيده ، وإنتفضنا لأجله وقت محاولة إغتياله ، فعلنا كل ذلك
لأنه منا ونحن منه . . نعم لنا فى رقبته حقوق قصَر فى بعضها وحاسبناه على تقصيره ،
ولكن له فى رقابنا حقوق لن نسلبها منه ولن نبخسه إياها ، تلك طبيعتنا ويجب أن تظل
كذلك حتى فى غضبنا وثورتنا ، لم ولا ولن
نكون ظالمين أو جبارين أوطغاة .
فيا شعب مصرالعظيم ويا أخوانى المصريين الطيبين . .
الرجل الآن فى ذمة التاريخ ، رهين محبسه ومرضه ، لا يملك لنا و لا لنفسه من الأمر
شيئاً ، لست أطلب منكم العفو عنه وإن كان يستحق أغلبه ، ولكنى أطلب منكم الحق
والعدل والإنصاف . . إرفعوا أقلامكم عن تشويه تاريخ الرجل ، ردوا إليه أوسمته
ونياشينه ، حاسبتوه وحاكمتوه وعاقبتوه فكفى ، أذكروا له محاسنه ، أذكروا له وطنيته
، أذكروا له مصريته ، أذكروا له تاريخه العسكرى المشرف ، أذكروا له شيخوخته ومرضه
،وأخيراً أذكروا له ستين عاماً من العطاء لمصر ولكم . . . وإلى مقال آخر إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق