الثلاثاء، 16 أكتوبر 2012

حسنى مبارك . . وستون عاماً من العطاء لمصر وشعبها .


حسنى مبارك . . . وستون عاماً من العطاء لمصر وشعبها .
--------------------------------------------------------
قال تعالى فى كتابه العزيز : " ولا تكتموا الشهادة ، ومن يكتمها فإنه آثم قلبه " صدق الله العظيم . . . وقال فى حديثه القدسى " قل يا عبادى ، إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرماً ، فلا تظالموا " صدق رب العزة . .  وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من إجتهد وأصاب فله أجران ، ومن إجتهد وأخطأ فله أجر " صدق رسول الله .

بادئ ذى بَدء . . أود أن أؤكد لقرائى الأعزاء ، أننى لست ممن يطلقون على أنفسهم  "أنصار مبارك أو مؤيديه " ، كما أننى لست أخوانياً ولا سلفياً ولا ليبرالياً ولا علمانياً ولا سواهم ، وإنما أنا مصرى وطنى مستقل مثل أغلب المصريين ، وليس لى أى إنتماء سياسى سوى لبلدى مصر . . . ومن هذا المنطلق أبدأ حديثى إليكم ، مُتحرياً الصدق قدر المستطاع ، أمسكت بقلمى محاولاً أن أعطى رجلاً كامل حقه بما يرضى الله ورسوله ، أحسب ما له وما عليه ، رجل عاش بيننا ما يجاوز أربعة وثمانين عاماً ، حتى بلغ من العمر أرذله ، رجل له فى رقابنا حقوق ولنا فى رقبته حقوق ، إبن من أبناء مصرالوطنيين المخلصين  ، لا أحد منا يستطيع أن ينكر وطنيته ومصريته ، مهما إختلفنا معه أو إختلفنا حوله ، رجل أعطى من سنوات عمره ستين عاماً -  شاباً ورجلاً وكهلاً وشيخاً – لوطنه مصر وشعبها الطيب الأصيل الكريم ، أعطى ولم يبخل ، حتى تقدم به العمر فصار شيخاً ، وهاجمه المرض فصار عليلاً ، أصاب فيما أصاب ، وأخطأ فيما أخطأ ، له ما له وعليه ما عليه ، ولكنه فى نهاية الأمر أجتهد قدر إستطاعته ،وظل راعياً لمصلحة هذا الوطن وشعبه من وجهة نظره ، فله فيما أصاب فيه أجران ، وله أيضاً فيما أخطأ أجر واحد ، حسب قول رسولنا الكريم فى حديثه الشريف  .

وفى رأيى المتواضع . . أنه لا يصح أن يخرج الرجل بعد كل سنوات عمره التى أعطاها لمصر ولنا نحن المصريين ، وهو خالى اليدين مطأطئ الرأس مُشوه التاريخ منزوع الأوسمة والنياشين  مبخوس الحق وإلا ظلمناه ، إختلفنا معه ؟ نعم ، عارضناه ؟ نعم ، غضبنا منه وعليه ؟ نعم ، ثورنا عليه ؟ نعم ، نحيناه عن الحكم ؟ نعم ، حاسبناه وحاكمناه على أخطائه ؟ نعم ، كل هذا من حقنا لا ريب فى ذلك . . . ولكن أن نظلم الرجل ونهدر حقه علينا ؟ لا ، أن ننكر عليه وطنيته ومصريته ؟ لا ، أن نشوه أو نمحى تاريخه الطويل عسكرياً وسياسياً ؟ لا ، أن ننزع عنه أوسمته ونياشينه التى نالها عن جدارة وإستحقاق ؟ لا ، أن نبالغ ونسرف فى غضبنا عليه وعقابنا له ؟ لا ، ألا نكون كرماء معه جوادين طيبين أصلاء كعادتنا دائماً ؟ لا  . . وإلا نكون قد خالفنا فيه قول الله  عز وجل " ولا تبخسوا الناس أشياءهم ، ولا تعثوا فى الأرض مفسدين " صدق الله العظيم .

إن حسنى مبارك – شئنا أم أبينا –  هو بشر مثلنا ، يُخطئ ويصيب ، ورغم كل أخطائه وإخفاقاته ، هو إبن مصر ، إبن هذا الوطن ،إبن هذا الشعب ، جذوره مصرية ،هو واحد منا نحن المصريين ، عرفناه ضابطا وقائداً كفؤاً لقواتنا الجوية ، وبطلاً فى حرب أكتوبر المجيدة ، ثم عايشناه حاكماً  ثلاثين عاماً ، شاركناه أفراحه ، وواسيناه فى أحزانه ، وبكينا معه حفيده ، وإنتفضنا لأجله وقت محاولة إغتياله ، فعلنا كل ذلك لأنه منا ونحن منه . . نعم لنا فى رقبته حقوق قصَر فى بعضها وحاسبناه على تقصيره ، ولكن له فى رقابنا حقوق لن نسلبها منه ولن نبخسه إياها ، تلك طبيعتنا ويجب أن تظل كذلك حتى فى غضبنا وثورتنا  ، لم ولا ولن نكون ظالمين أو جبارين أوطغاة .
فيا شعب مصرالعظيم ويا أخوانى المصريين الطيبين . . الرجل الآن فى ذمة التاريخ ، رهين محبسه ومرضه ، لا يملك لنا و لا لنفسه من الأمر شيئاً ، لست أطلب منكم العفو عنه وإن كان يستحق أغلبه ، ولكنى أطلب منكم الحق والعدل والإنصاف . . إرفعوا أقلامكم عن تشويه تاريخ الرجل ، ردوا إليه أوسمته ونياشينه ، حاسبتوه وحاكمتوه وعاقبتوه فكفى ، أذكروا له محاسنه ، أذكروا له وطنيته ، أذكروا له مصريته ، أذكروا له تاريخه العسكرى المشرف ، أذكروا له شيخوخته ومرضه ،وأخيراً أذكروا له ستين عاماً من العطاء لمصر ولكم . .  .                وإلى مقال آخر إن شاء الله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق