الخميس، 18 أكتوبر 2012

فكر الأخوان المسلمين . . . ومقاربة لم أقبلها ! !


فكر الأخوان المسلمين . . . ومقاربة لم أقبلها ! !
---------------------------------------------
بالأمس قرأت مقالاً بعنوان " د . مرسى وحروب الردة على الدولة العميقة . . نوح وسفينته وسخرية قومه "  للكاتب المحترم / أشرف أبو النور ، أجرى فيه مقاربة غريبة بين قصة سيدنا نوح وأنصاره من المؤمنين الصالحين فى مواجهة بقية قومه من الظالمين غير المؤمنين ، وبين قصة الدكتور / محمد مرسى وأنصاره من الأخوان المسلمين فى مواجهة بقية المصريين من غير الأخوان عل إختلاف إنتماءاتهم . . . وللحق أقول : أننى لم أتقبل مطلقاً هذه المقاربة بين قصة نبى معصوم وقصة بشر خطاء ، كما أننى لم أتقبل أن يستمر حال المصريين على هذا النحو من الإستقطاب والإختلاف والتشرذ م والتفتت إلى شيع ومذاهب . . وعلى الفور أمسكت بقلمى ، وكتبت عليقاً على المقال ، أود أن أعرضه على قرائى الأعزاء وأشركهم معى كى يدلى كل منهم بدلوه فى المقال المنشور على صفحة الكاتب المحترم / أشرف أبو النور وكذا فى التعليق عليه ، مع التأكيد على كل الإحترام والتقدير للكاتب أشرف أبو النور ورأيه , وإلى حضراتكم تعليقى على المقال :

سيدى المحترم كابتن / أشرف أبو النور  . . طالعت بإهتمام وتحليل مقالك المُميز المكون من شقين ، الشق الأول يحوى واقعة تاريخية قديمة هى قصة سيدنا نوح عليه السلام وبناء سفينة النجاة وموقف قومه منه ، والشق الثانى يحوى واقعة تاريخية حديثة هى قصة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ومحاولته إعادة بناء سفينة النجاة مرة ثانية وموقف نصف الشعب المصرى منه ، أما الشق الثالث الخفى من المقال ، فهو محاولة جيدة منكم لإعمال القاعدة القانونية التاريخية الثابتة وهى قصة سيدنا نوح عليه السلام على الوقائع حديثة العهد وهى قصة الدكتور محمد مرسى وإنزالها محل التطبيق ، وأنا كباحث قانونى أعمل فى مجال القانون ثلاثين عاماً كاملة ، وأزعم أننى ممن يتناولون السياسة بالفكر والتحليل ، أحترم هذه المحاولة ، ولكننى أختلف مع سيادتكم بعض الإختلاف ، وأرجو ألا يُفسد الإختلاف فى الرأى للود قضية كما يقولون . . . أولاً : فى البداية لتحديد الهوية والإنتماء أحيط سيادتكم علماً بأننى لست من أنصار مبارك ومؤيديه ، كما أننى لستُ أخوانياً - ولكن عندما أزفت الآزفة إخترت الدكتور محمد مرسى رئيساً بطريق الإستبعاد لأحمد شفيق وليس بطريق الإقتناع بالدكتور محمد مرسى - و لا سلفياً ولا ليبرالياً ولا علمانياً و لا يسارياً و لا ثورياً ولا أى شئ آخر ، ولكننى مصرياً وطنياً مستقلاً - مثل أغلب المصريين - ولا أنتمى لأى تيار سياسى أو حزب أو جماعة أياً كانت  ، لأننى ومنذ سنوات طويلة أؤمن إيماناً راسخاً عميقاً لم ولا ولن يتزعزع أبداً ، بأن الأنظمة والحكومات فى عالمنا العربى هى من تصنع آلام ومعاناة وأزمات الشعوب ، وأن الأحزاب والتيارات والجماعات هى من تجيد اللعب على الشعوب وإستغلال هذه الآلام وتلك المعاناة من أجل الوصول إلى سُدة الحكم بأى طريقة كانت - وهى غاية مشروعة ولكن من خلال وسيلة غير مشروعة - ثم تتغير وتتبدل لغة الحديث مع الشعوب بعد الوصول إلى الحكم ، وللأسف الشديد هذه هى القاعدة التى تلتزم بها كل الأحزاب والتبارات والجماعات فى مصر ، ولا ينكر ذلك إلا غافل عن أحوال السياسة فى بلدنا مصر أو مراوغ أو مناور أو مخادع لنفسه ولغيره ، و أنصحه بأن يقرأ التاريخ السياسى المصرى قراءة متعمقة ومتأنية وتحليلية ليجد أسباباً للحاضر الذى نحياه وليستكشف المستقبل الذى ينتظرنا . . . وثانياً : أراك تحاول من خلال المقاربة بين قصة سيدنا نوح عليه السلام - وهو من الأنبياء - ومعه المؤمنين الصالحين وفى المقابل منهم بقية قوم نوح من الظالمين غير المؤمنين ، وبين قصة الدكتور محمد مرسى - وهو ليس من الأنبياء - ومعه المؤمنين الصالحين من الأخوان المسلمين وفى المقابل منهم بقية المصريين المنتمين منهم سياسياً وغير المنتمين ، هكذا تبدو الصورة يا سيدى ، وهو - مع إحترامى وتقديرى - ما أرفضه رفضاً قاطعاً لا شك فيه ، فمصر ليست فى حاجة إلى المزيد من الإستقطاب ولا المزيد من التشرذم أو التحزب أو التفتت شيعاً ومذاهباً، مصر فى حاجة إلى التوحد والتآلف لا سيما فى المرحلة الراهنة ، وبالأمس نشرت مقالاً لى بعنوان " أيها المصريون . . إذا الشعب يوماً أراد الحياة " وجهت فيه مناشدتى لكل المصريين بإختلاف مشاربهم ومنهم الأخوان وغير الأخوان بالتوحد والعمل من أجل مصر، أرجو من سيادتكم التكرم بمطالعته . . . وثالثاً : لم يمض على جلوس الدكتور محمد مرسى على كرسى حكم مصر سوى ثلاثة شهور ونصف ، مازال الرجل يتحسس طريقة ، ونحن كمصريين حقيقيين نسير وراءه ومن خلفه ، ندعو له بالتوفيق والنجاح ، لا من أجله ولا من أجل الأخوان المسلمين ، ولا من أجل أى فصيل سياسى آخر ، ولكن من أجل مصر فقط ولا شئ سواها ، مصر عندنا - نحن المصريين -  فوق الجميع وسوف تظل فوق الجميع وقبل الجميع وبعد الجميع أبد الدهر ، نقف خلف الرجل نسانده ونعضده ونصوب له أخطاءه ، فهو لا يزال حديث العهد بالحكم ، ومصر دولة جذورها ضاربة فى أعماق التاريخ ، لايسوعبها أى تيار سياسى ولا دينى ولا ليبرالى ولا علمانى ولا خلافهم ، وأعود مرة أخرى وأكرر ، عودوا إلى التاريخ ، فحِصوا فيه ومحِصوا لتدركوا أين ستضعون أقدامكم ، ومنذ يومين كتبت مقالاً بعنوان " مؤسسة الرئاسة . . بين هيئة المستشارين واليد المرتعشة " ناشدت فيه الرئيس محمد مرسى أن يعيد النظر فى مستشاريه ، وألا يدع يده ترتعش وهو يحكم مصر ، مصر قوية وشعبها فرعونى الجذور عَصىّ على أى حاكم ضعيف مهتز يده مرتعشة ، ناشدته أن يكون رئيساً لكل المصريين وأن يخلع عنه عباءة الأخوان المسلمين ليصير زعيماً وقائداً لهذا الشعب العظيم ، الرجل يحمل بين طيات صدره وجنباته الخير الكثير لمصر ، تقبلناه وندعو لمصرنا بالنهوض على يديه . . ولكننى أدعو مَن خلفه من الأخوان وغيرهم وأقول لهم ، دعوا الرجل يعمل وسط شعبه ، دعوه يتآلف معهم ، و إرفعوا أيديكم عنه ، لا تكونوا عبئاً على كاهله ، العهد عهده والعصر عصره والحكم حكمه من بعد حكم الله ، سيحاسبه التاريخ بشدة كما حاسب مَن سبقوه ، ولن يتهاون معه المصريون الذين إختاروه من غيركم وما كان يصل للحكم بكم وحدكم  ، المصريون بعد مبارك لن يقدر عليهم أحد ، وأنتم تشاهدون بأعينكم وتسمعون بآذانكم ما يجرى وما يحدث فى الشارع السياسى المصرى ، مصر الآن فى حاجة إلى زعيم يلملم أطرافها بعد أن تشتت ، إن كنتم تحبونه وتحبون مصر عاونوه على أن يكون هو ذلك الزعيم ، ومنذ أسبوعين نشرت مقالاً بعنوان " مصر الأن . . تبحث عن الزعيم "  فليكن محمد مرسى هو الزعيم ، و صدقونى . . لن يحدث ذلك إلا إذا رفعتم أيديكم عنه ولم تقفوا حائلاً بينه وبين شعبه . . .  وأخيراً : أعتذر للإطالة ، ولكن القضية خطيرة لا علاقة لها بمقاربة قصة سيدنا نوح عليه السلام وقومه من قصة محمد مرسى والمصريين . شتان الفرق بينهما ، فلا محمد مرسى هو سيدنا نوح عليه السلام ، ولا المؤمنين بنوح هم أخوان محمد مرسى ، ولا المصريين هم قوم نوح الظالمين ، ولا مصر تحتمل تلك المقارنات أو المقاربات فى هذا التوقيت بالذات . . .                مع تحياتى وتقديرى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق