رضا
الحبيبة . . . غاية كل العاشقين ! !
------------------------------------
عندما
أحبها نادر . . لم يكن يدرك أنها من ذلك النوع من النساء الذى يصعب إرضاؤه ، عرفها
منذ شهور قليلة ، عندما ذهب لعمله ذات صباح بإحدى شركات المحمول ، حيث يعمل
محاسباً بقسم الحسابات بالشركة ، وحضرت هى لتتسلم عملها بذات القسم . . رحب هو وزملاؤه بالزميلة الجديدة عبير ،
وخصص لها رئيس القسم المكتب المواجه لنادر ، وطلب منه أن يوضح لها طبيعة العمل
بالقسم بإعتباره من أنشط الموظفين بالشركة ، وبمجرد أن جلست عبير أمام نادر وإلتقت
عيناهما لثوانى معدودة ، نظر إليها نادر نظرة إِعجاب قابلتها عبيربنظرة حياء . .
كانت عبير
فتاة تبلغ من العمر ستة وعشرون عاماً ، من أب مصرى وأم سورية ، حاصلة على
بكالوريوس فى إدارة الأعمال ، وكانت ملامحها توشى بالجمال الشامى والشقاوة المصرية
، لم يستطع نادر أن يقاوم جمال عبير الذى سلبه عقله وقلبه منذ اللحظة الأولى ، كان
وجهها مستديراً ذى جبهة عريضة ، وعيونها سوداء عميقة تكحل جفونها رموش طويلة ،
كانت عيناها ساحرتان ، وكان شعرها أسود ناعم وطويل ينسدل على ظهرها وكتفيها ، ولها
قوام طويل وممشوق . . مرت ساعات عمل اليوم الأول لعبير ، لم يفعل نادر فيها شيئاً
سوى النظر إلى عبير ، تارة بإعجاب ظاهر ، وتارة أخرى بتحفظ وحذر ، أما نظرات عبير
فكان يغلفها حياء العذارى ، لقد كان جمالها وشقاوتها المتخفية وراءه كافيان لأن
يتعلق بها قلب نادر.
وإنتهت
ساعات العمل بالشركة ، وودع نادر وعبير كلاهما الآخر على وعد بلقاء صباح الغد ،
وإنصرف كل منهما إلى بيته ، ولكن كلاهما لم يكن وحده هذه المرة ، فقد صاحب طيف كل
منهما الآخر ولم يفارقه ، وظل كلاهما ينتظر سطوع شمس يوم جديد ، ليذهبا إلى الشركة
، حيث يلتقيان من جديد . . ومرت ساعات الليل الطويلة بطيئة بطء السلحفاة ، إلى أن
سطعت الشمس وتوجه نادر وعبير إلى الشركة حيث إلتقيا ، وكشفت نظرات كل منهما إلى
الآخر سِتر ما بداخله ، وأعلن كلاهما إستسلامه وخضوعه لقانون الحب خضوعاً إرادياً
.
ومرت
الأيام تلو الأيام ، وإزداد تعلق نادر بعبير وإزداد تعلقها به ، تقاربا كثيراً
أثناء ساعات العمل ، وإتفقا على التواصل بالهاتف
بقية اليوم وطوال الليل ، كانا يخلدان إلى النوم معاً فى وقت واحد بعد أن يُسمِع
كل منهما الآخر أحلى وأرق وأعذب الكلمات ، ويتمنى له نوماً هادئاً ، وكانا
يستيقظان من النوم معاً فى آن واحد ، ويتبادلان الصباح السعيد قبل أن ينهضا من
الفراش . . أحبها نادر وسكنت أعماق فؤاده ، وأحبته عبير وأسكنته عيونها السوداء
العميقة ثم أسدلت عليه ستائر رموشها ، شعرت عبير أن نادر قد إحتواها ، أحاط بها
وبكل حياتها ، صار بالنسبة لها هو الحبيب والأخ والصديق فقد كانت وحيدة بلا أخوة
أو أخوات ، أما نادر فقد شعر أن الدنيا كلها صارت عبيراً ، وأن عطرها يملأ كل
حياته حيثما راح أو جاء ، كانت الأيام تمر سعيدة مرحة ، وكلما مرت إزدادت علاقتهما
قوة وتقارب ، على أساس من الحب والنقاء والطهر.
وفجأة . .
بدأ نادر يشعر أن شيئاً ما يتبدل ويتغير فى عبير ، حقاً إزداد حبها له وتعلقها به
، ولكنها صارت لا تطيق له بعداً ، ولا تتقبل أن تتحدث إليه إحدى زميلاته فى العمل
، ولا أن تنظر عيناه إلى أحد سواها ، صارت عصبية ومتوترة وغيورة وحساسة جداً ، لم
يعد حوارهما هادئاً كما كان من قبل ، كثر حديثهما حول ذات الموضوع : أنت لا تراعى
مشاعرى ، ، وأنتِ زادت عصبيتك وغيرتك عن
الحد المعقول ولم أعد أدرى ما يرضيكِ . . . كان نادر يحاول إرضاء عبير بكل طاقته ،
حتى أنه كان يتراجع للوراء كثيراً من أجل إرضائه ، وكان كلما تراجع هو تقدمت هى ،
وكلما هدأ صوته إرتفعت نبرة صوتها ، أصبح لا شئ يرضيها ، هى ذاتها لم تكن تدرى ما
يرضيها ، كانت دائما ساخطة ناقمة رافضة ، وبمرورالأيام والأسابيع إزداد الخصام و
توترت الأعصاب ، وشعر نادر أنه أصبح عاجزاً عن إرضاء حبيبة قلبه و روح فؤاده عبير،
مع أنه يحبها ويعشقها ، وهى تحبه وتعشقه ، وفى الحب والغرام رضا الحبيب هو غاية كل
العاشقين . . أمسى نادر متيقناً أن عبير ما عادت كما كانت . . وأن جمالها قد خطف
بصره وقلبه ، وأخفى وراءه حقيقة كان عليه أن يدركها منذ البداية . . . صحيح أن
عبير هى عقله وقلبه وروحه . . . ولكنها فى ذات الوقت ، من ذلك النوع من النساء
الذى لا شئ يرضيه أبداً . . . ! ! !
وإلى مقال آخر إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق