السبت، 20 أكتوبر 2012

رضا الحبيبة . . . غاية كل العاشقين ! !


رضا الحبيبة . . . غاية كل العاشقين ! !
------------------------------------

عندما أحبها نادر . . لم يكن يدرك أنها من ذلك النوع من النساء الذى يصعب إرضاؤه ، عرفها منذ شهور قليلة ، عندما ذهب لعمله ذات صباح بإحدى شركات المحمول ، حيث يعمل محاسباً بقسم الحسابات بالشركة ، وحضرت هى لتتسلم عملها بذات القسم  . . رحب هو وزملاؤه بالزميلة الجديدة عبير ، وخصص لها رئيس القسم المكتب المواجه لنادر ، وطلب منه أن يوضح لها طبيعة العمل بالقسم بإعتباره من أنشط الموظفين بالشركة ، وبمجرد أن جلست عبير أمام نادر وإلتقت عيناهما لثوانى معدودة ، نظر إليها نادر نظرة إِعجاب قابلتها عبيربنظرة حياء . .

كانت عبير فتاة تبلغ من العمر ستة وعشرون عاماً ، من أب مصرى وأم سورية ، حاصلة على بكالوريوس فى إدارة الأعمال ، وكانت ملامحها توشى بالجمال الشامى والشقاوة المصرية ، لم يستطع نادر أن يقاوم جمال عبير الذى سلبه عقله وقلبه منذ اللحظة الأولى ، كان وجهها مستديراً ذى جبهة عريضة ، وعيونها سوداء عميقة تكحل جفونها رموش طويلة ، كانت عيناها ساحرتان ، وكان شعرها أسود ناعم وطويل ينسدل على ظهرها وكتفيها ، ولها قوام طويل وممشوق . . مرت ساعات عمل اليوم الأول لعبير ، لم يفعل نادر فيها شيئاً سوى النظر إلى عبير ، تارة بإعجاب ظاهر ، وتارة أخرى بتحفظ وحذر ، أما نظرات عبير فكان يغلفها حياء العذارى ، لقد كان جمالها وشقاوتها المتخفية وراءه كافيان لأن يتعلق بها قلب نادر.

وإنتهت ساعات العمل بالشركة ، وودع نادر وعبير كلاهما الآخر على وعد بلقاء صباح الغد ، وإنصرف كل منهما إلى بيته ، ولكن كلاهما لم يكن وحده هذه المرة ، فقد صاحب طيف كل منهما الآخر ولم يفارقه ، وظل كلاهما ينتظر سطوع شمس يوم جديد ، ليذهبا إلى الشركة ، حيث يلتقيان من جديد . . ومرت ساعات الليل الطويلة بطيئة بطء السلحفاة ، إلى أن سطعت الشمس وتوجه نادر وعبير إلى الشركة حيث إلتقيا ، وكشفت نظرات كل منهما إلى الآخر سِتر ما بداخله ، وأعلن كلاهما إستسلامه وخضوعه لقانون الحب خضوعاً إرادياً .

ومرت الأيام تلو الأيام ، وإزداد تعلق نادر بعبير وإزداد تعلقها به ، تقاربا كثيراً أثناء ساعات  العمل ، وإتفقا على التواصل بالهاتف بقية اليوم وطوال الليل ، كانا يخلدان إلى النوم معاً فى وقت واحد بعد أن يُسمِع كل منهما الآخر أحلى وأرق وأعذب الكلمات ، ويتمنى له نوماً هادئاً ، وكانا يستيقظان من النوم معاً فى آن واحد ، ويتبادلان الصباح السعيد قبل أن ينهضا من الفراش . . أحبها نادر وسكنت أعماق فؤاده ، وأحبته عبير وأسكنته عيونها السوداء العميقة ثم أسدلت عليه ستائر رموشها ، شعرت عبير أن نادر قد إحتواها ، أحاط بها وبكل حياتها ، صار بالنسبة لها هو الحبيب والأخ والصديق فقد كانت وحيدة بلا أخوة أو أخوات ، أما نادر فقد شعر أن الدنيا كلها صارت عبيراً ، وأن عطرها يملأ كل حياته حيثما راح أو جاء ، كانت الأيام تمر سعيدة مرحة ، وكلما مرت إزدادت علاقتهما قوة وتقارب ، على أساس من الحب والنقاء والطهر.

وفجأة . . بدأ نادر يشعر أن شيئاً ما يتبدل ويتغير فى عبير ، حقاً إزداد حبها له وتعلقها به ، ولكنها صارت لا تطيق له بعداً ، ولا تتقبل أن تتحدث إليه إحدى زميلاته فى العمل ، ولا أن تنظر عيناه إلى أحد سواها ، صارت عصبية ومتوترة وغيورة وحساسة جداً ، لم يعد حوارهما هادئاً كما كان من قبل ، كثر حديثهما حول ذات الموضوع : أنت لا تراعى مشاعرى ، ،  وأنتِ زادت عصبيتك وغيرتك عن الحد المعقول ولم أعد أدرى ما يرضيكِ . . . كان نادر يحاول إرضاء عبير بكل طاقته ، حتى أنه كان يتراجع للوراء كثيراً من أجل إرضائه ، وكان كلما تراجع هو تقدمت هى ، وكلما هدأ صوته إرتفعت نبرة صوتها ، أصبح لا شئ يرضيها ، هى ذاتها لم تكن تدرى ما يرضيها ، كانت دائما ساخطة ناقمة رافضة ، وبمرورالأيام والأسابيع إزداد الخصام و توترت الأعصاب ، وشعر نادر أنه أصبح عاجزاً عن إرضاء حبيبة قلبه و روح فؤاده عبير، مع أنه يحبها ويعشقها ، وهى تحبه وتعشقه ، وفى الحب والغرام رضا الحبيب هو غاية كل العاشقين . . أمسى نادر متيقناً أن عبير ما عادت كما كانت . . وأن جمالها قد خطف بصره وقلبه ، وأخفى وراءه حقيقة كان عليه أن يدركها منذ البداية . . . صحيح أن عبير هى عقله وقلبه وروحه . . . ولكنها فى ذات الوقت ، من ذلك النوع من النساء الذى لا شئ يرضيه أبداً . . . ! ! !                                               وإلى مقال آخر إن شاء الله .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق