إنتبهوا
أيها المصريون . . . مصر على مشارف مأساة
! !
-------------------------------------------------------
قال تعالى
فى كتابه العزيز: " . . . ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة . . . " صدق
الله العظيم .
وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم " صدق رسول الله .
فقد نهانا
الله عز وجل عن إيذاء النفس ، وأمرنا بالإبتعاد عن مواضع الهلاك ، فالمؤمن الحق
لابد أن يحفظ لنفسه وجودها وكيانها ، وألا يعرض حياته أو حياة أبنائه من بعده لخطر
أو هلاك ، والحفاظ على الأوطان هى من ضرورات حفظ المرء لنفسه ، من التعرض للخطر أو
الهلاك . .
ولعل من
مسببات الوقوع فى المهالك ، إختلاف آراء الناس حول المصالح العليا للوطن ،
إختلافاً يصل بهم إلى حد التشرذم والتفتت والتحزب ، وعندئذ تحل الكارثة وتقع
الفتنة الكبرى ، وتضيع مصلحة الوطن وتتلاشى ، لتحل محلها المصالح الشخصية الضيقة
والمطامع الخاصة .
وهنا . .
لابد ,ان نعود إلى الوراء قليلاً ، لنتذكر شباب مصر المخلصين الأوفياء ، الذين
ضحوا بأرواحهم وسالت دماؤهم الزكية فى ميادين مصر كلها ، خلال أحداث ثورة 25 يناير
2011 ، هذه الثورة التى قامت من أجل تغيير أحوال البلاد والعباد نحو الأفضل وإلى
الأمام . . ومضت ستة عشر شهراً كاملة ، تحت الحكم العسكرى ، حتى أصبح لمصر رئيساً
مدنياً منتخباً ،لأول مرة فى تاريخها كله ، القديم والحديث ، وتأكد للعالم قاطبة
أن مصر أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل تاريخها العريق . . نظر العالم إلى
ثورة المصريين ،نظرة إحترام وتقدير وإكبار ، وتوقع الجميع أن مصر سوف تنهض من
عثرتها و كبوتها، وأن شعبها الطيب الأصيل سوف يهب واقفاً على قدمين ثابتتين ، كى
ينطلق ومعه مصر ، إلى غد أفضل ومستقبل واعد .
ولكن . .
للأسف الشديد . . وأكرر فأقولها للأسف الشديد . . إنقضت قرابة أربعة شهور ، منذ إنتخاب الرئيس /
محمد مرسى ، وأصبح حال المصريين يسوء يوماً بعد يوم – وهذا يُسعد خصوم مصر والثورة
بلا شك – ولكن واقع الحال أن هناك أزمات ومشكلات إقتصادية متتالية ، ومطالب فئوية
ومالية لا حصر لها فى كل قطاعات الدولة ، وإنقسامات وتشرذم وتفتت فى الشارع
السياسى المصرى ، وإنهيار لأمن الوطن والمواطنين لم يسبق لمصر أن مرت بمثيله من قبل
، وإغفال واضح للمصلحة العليا للوطن من كل القوى ومن كل التيارات ، مع إعلاء
المصالح الشخصية والمطامع الخاصة على مصلحة الوطن .
الصورة قاتمة
، وتزداد قتامة يوماً بعد يوم ، والسُحب تتجمع فى الأفق تُنبئ بمزيد من التراجع
والإنهيار ، فى الأحوال المعيشية للمواطنين المصريين البسطاء ، الذين عانوا لسنوات
طويلة ، وما عادوا يتحملون المزيد من المعاناة ، ولا أحد يراقب أو يرقب تلك السُحب
، أو يعى أنها حين تمطر ، فإنها سوف تمطر مطراً أسوداً فى كل أرجاء مصر ، وعلى
رؤوس كل المصريين ، لن تستثنى أحدأ ، أو تنجو منها طائفة أو فئة ، الكل سوف يطاله
الهلاك ، ولا عاصم منه حينذاك . .
فئات الشعب
المصرى كلها تتناحر وتتصارع وتتقاتل بكل قوتها ، متجاوزة كل الحدود ، ومتخطية لكل الأصول والثوابت ، ومتجاهلة كل الأعراف ،
وكل ضوابط المشروعية . . ولست أرى فى ذلك
إلا مأساة مقبلة مفزعة ، وكارثة مدمرة قادمة ، سوف تحل بالبلاد قريباً ، وليلطف
بنا الله . .
ولقد نبهت
من قبل مرات ومرات - فى مقالات سابقة لى - إلى ما أصاب المصريين بعد ثورة 25 يناير
، وحذرت من هيمنة الحزب الواحد – أياً كان -على مصر و مقدرات شعبها ، وطالبت أنصار
مبارك ومؤيديه ألا ينسوا أنهم مصريون ، وناشدت جميع الأحزاب والقوى السياسية
بالنزول إلى الشارع والعمل بين الجماهير والإلتحام بهم ، من أجل خلق كيان شعبى قوى
، يمكنه الوقوف والصمود فى وجه الإخوان المسلمين وذراعهم السياسى ( حزب الحرية
والعدالة ) لإحداث التوازن على الساحة السياسية المصرية . . نبهت ، وحذرت ، وطالبت
، وناشدت ، ولكن دون جدوى ، حتى الآن .
فيا أيها
المصريون . . . إنتبهوا جيداً ، أنتم بإختلافكم وتشرذمكم وتفتتكم ، تسرعون بمصر
إلى حافة الهاوية ، أراكم عاقدين العزم على السقوط بها بها فى مستنقع البغى
والضلال ، آخذين بيدها إلى نفق طويل مظلم شديد الظلام . . إقرأوا التاريخ ، الثورة
البرتقالية فى أوكرانيا وعودة النظام الفاسد القديم ليست ببعيدة . . أين مصلحة مصر
؟ وأين وحدتها ؟ وأين نهضتها ، مصر هكذا لن تنهض أبداً ، مصر فى طريقها إلى
الإنحدار الشديد وهى فى أيديكم . . مصر فى طريقها إلى الهلاك وأنتم سائرون بها . .
مصر الآن على مشارف كارثة كبرى ، ومقبلة على مأساة مفزعة ، أفيقوا وإنتبهوا . .
أبصروا الطريق جيداً ، وأتقوا الله فى مصر . . وإلى مقال آخر إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق