الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

إنتبهوا أيها المصريون . . . مصر على مشارف مأساة ! !


إنتبهوا أيها المصريون . . . مصر على مشارف  مأساة ! !
-------------------------------------------------------

قال تعالى فى كتابه العزيز: " . . . ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة . . . " صدق الله العظيم .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم " صدق رسول الله .
فقد نهانا الله عز وجل عن إيذاء النفس ، وأمرنا بالإبتعاد عن مواضع الهلاك ، فالمؤمن الحق لابد أن يحفظ لنفسه وجودها وكيانها ، وألا يعرض حياته أو حياة أبنائه من بعده لخطر أو هلاك ، والحفاظ على الأوطان هى من ضرورات حفظ المرء لنفسه ، من التعرض للخطر أو الهلاك . .

ولعل من مسببات الوقوع فى المهالك ، إختلاف آراء الناس حول المصالح العليا للوطن ، إختلافاً يصل بهم إلى حد التشرذم والتفتت والتحزب ، وعندئذ تحل الكارثة وتقع الفتنة الكبرى ، وتضيع مصلحة الوطن وتتلاشى ، لتحل محلها المصالح الشخصية الضيقة والمطامع الخاصة .

وهنا . . لابد ,ان نعود إلى الوراء قليلاً ، لنتذكر شباب مصر المخلصين الأوفياء ، الذين ضحوا بأرواحهم وسالت دماؤهم الزكية فى ميادين مصر كلها ، خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011 ، هذه الثورة التى قامت من أجل تغيير أحوال البلاد والعباد نحو الأفضل وإلى الأمام . . ومضت ستة عشر شهراً كاملة ، تحت الحكم العسكرى ، حتى أصبح لمصر رئيساً مدنياً منتخباً ،لأول مرة فى تاريخها كله ، القديم والحديث ، وتأكد للعالم قاطبة أن مصر أصبحت على أعتاب مرحلة جديدة من مراحل تاريخها العريق . . نظر العالم إلى ثورة المصريين ،نظرة إحترام وتقدير وإكبار ، وتوقع الجميع أن مصر سوف تنهض من عثرتها و كبوتها، وأن شعبها الطيب الأصيل سوف يهب واقفاً على قدمين ثابتتين ، كى ينطلق ومعه مصر ، إلى غد أفضل ومستقبل واعد .

ولكن . . للأسف الشديد . . وأكرر فأقولها للأسف الشديد . .  إنقضت قرابة أربعة شهور ، منذ إنتخاب الرئيس / محمد مرسى ، وأصبح حال المصريين يسوء يوماً بعد يوم – وهذا يُسعد خصوم مصر والثورة بلا شك – ولكن واقع الحال أن هناك أزمات ومشكلات إقتصادية متتالية ، ومطالب فئوية ومالية لا حصر لها فى كل قطاعات الدولة ، وإنقسامات وتشرذم وتفتت فى الشارع السياسى المصرى ، وإنهيار لأمن الوطن والمواطنين لم يسبق لمصر أن مرت بمثيله من قبل ، وإغفال واضح للمصلحة العليا للوطن من كل القوى ومن كل التيارات ، مع إعلاء المصالح الشخصية والمطامع الخاصة على مصلحة الوطن .

الصورة قاتمة ، وتزداد قتامة يوماً بعد يوم ، والسُحب تتجمع فى الأفق تُنبئ بمزيد من التراجع والإنهيار ، فى الأحوال المعيشية للمواطنين المصريين البسطاء ، الذين عانوا لسنوات طويلة ، وما عادوا يتحملون المزيد من المعاناة ، ولا أحد يراقب أو يرقب تلك السُحب ، أو يعى أنها حين تمطر ، فإنها سوف تمطر مطراً أسوداً فى كل أرجاء مصر ، وعلى رؤوس كل المصريين ، لن تستثنى أحدأ ، أو تنجو منها طائفة أو فئة ، الكل سوف يطاله الهلاك ، ولا عاصم منه حينذاك . .
فئات الشعب المصرى كلها تتناحر وتتصارع وتتقاتل بكل قوتها ، متجاوزة كل الحدود ، ومتخطية  لكل الأصول والثوابت ، ومتجاهلة كل الأعراف ، وكل ضوابط المشروعية . .  ولست أرى فى ذلك إلا مأساة مقبلة مفزعة ، وكارثة مدمرة قادمة ، سوف تحل بالبلاد قريباً ، وليلطف بنا الله . .

ولقد نبهت من قبل مرات ومرات - فى مقالات سابقة لى - إلى ما أصاب المصريين بعد ثورة 25 يناير ، وحذرت من هيمنة الحزب الواحد – أياً كان -على مصر و مقدرات شعبها ، وطالبت أنصار مبارك ومؤيديه ألا ينسوا أنهم مصريون ، وناشدت جميع الأحزاب والقوى السياسية بالنزول إلى الشارع والعمل بين الجماهير والإلتحام بهم ، من أجل خلق كيان شعبى قوى ، يمكنه الوقوف والصمود فى وجه الإخوان المسلمين وذراعهم السياسى ( حزب الحرية والعدالة ) لإحداث التوازن على الساحة السياسية المصرية . . نبهت ، وحذرت ، وطالبت ، وناشدت ، ولكن دون جدوى ، حتى الآن .

فيا أيها المصريون . . . إنتبهوا جيداً ، أنتم بإختلافكم وتشرذمكم وتفتتكم ، تسرعون بمصر إلى حافة الهاوية ، أراكم عاقدين العزم على السقوط بها بها فى مستنقع البغى والضلال ، آخذين بيدها إلى نفق طويل مظلم شديد الظلام . . إقرأوا التاريخ ، الثورة البرتقالية فى أوكرانيا وعودة النظام الفاسد القديم ليست ببعيدة . . أين مصلحة مصر ؟ وأين وحدتها ؟ وأين نهضتها ، مصر هكذا لن تنهض أبداً ، مصر فى طريقها إلى الإنحدار الشديد وهى فى أيديكم . . مصر فى طريقها إلى الهلاك وأنتم سائرون بها . . مصر الآن على مشارف كارثة كبرى ، ومقبلة على مأساة مفزعة ، أفيقوا وإنتبهوا . . أبصروا الطريق جيداً ، وأتقوا الله فى مصر . . وإلى مقال آخر إن شاء الله .
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق