الأربعاء، 15 أغسطس 2012

تحية عسكريةواجبة للمشير طنطاوى والفريق عنان .

- أستطيع أن أؤكد وأُجُزم - ويؤيدنى فى ذلك كل مصرى عاقل ومنصف - على أن موقف القوات المسلحة المصرية وعلى رأسها المجلس الأعلى من ثورة 25 يناير 2011 كان مفاجئاً لجموع المصرين ، ولا يمكن لأى شخص أن يزعم أو يدعى أن تقديراته وحساباته للموقف خلال الأيام الأولى لأحداث ثورة 25 يناير يمكن أن تصل به إلى توقع ما قام به الجيش المصرى ممثلاً فى المجلس العسكرى من إنفصال مفاجئ عن القيادة العسكرية العليا والقيادة السياسية فى ذلك الوقت رغم خطورة هذا الإنفصال على حياة كل عضو من أعضاء المجلس العسكرى ، فكانت المرة الأولى التى ينعقد فيها المجلس الأعلى للقوات المسلحة بدون قائدها الأعلى - مبارك المخلوع - وكان ذلك إعلاناً صريحاً من الجيش المصرى بالإنحياز للشعب المصرى بكل طوائفه والإيمان بصدق مطالبه ومشروعيتها فى لحظة فارقة وهامة من تاريخ الشعب المصرى .
- وقد كان لهذا الموقف الوطنى الشجاع الذى وقفه الجيش المصرى أبلغ الأثر فى نجاح ثورة 25 يناير - مهما حول البعض أن ينكر هذه الحقيقة أو يطمسها - وأصدق دليل على ذلك كل الأحداث الدامية الدموية التى شهدها العديد من البلدان العربية خلال العامين الماضيين ، سواء فى اليمن أو ليبيا أوحتى سورية التى لا تزال الدماء تسيل فى شوارعها بغزارة وبلا حساب ، وللأسف الشديد فإن جيوش هذه البلدان العربية كانت ضالعة وبقوة فى أحداث العنف والدمار والموت الذى لحق بشعوب تلك البلدان ومقدراتها وثرواتها ، وبدا الأمر وكأن هذه الجيوش لا تنتمى إلى تلك الشعوب ، أو كأنها جيوش من المرتزقة المأجورين لإبادة أولئك الرعاع الذين خرجوا على حكامهم المفسدين الطغاة الذين جثموا على صدور شعوبهم عشرات السنين ، حتى إعتادت تلك الشعوب على ظلام الليل ويئست من بزوغ فجر جديد يحمل معه الأمل لهم ولأبنائهم وأحفادهم فى غد أفضل ومستقبل واعد .
- والتاريخ يذكر دائماً للجيش المصرى وقواته المسلحة أنهم كانوا ولا يزالوا وسوف يظلوا أبناء مصر الأوفياء المخلصين العاشقين لترابها ، المنتمين لأهلهم وذويهم وإخوانهم من المصريين ، وما عهدنا قط من جيشنا المصرى إلا كل حب وتضحية لهذا الوطن و من أجله ، وعلى مر العصور ومنذ أن تأسس الجيش المصرى الحديث على يد محمد على كانت عقيدة الجيش المصرى الثابتة والراسخة فى يقين وعقول وقلوب أفراده أن القوات المسلحة المصرية هى جزء من الشعب المصرى وهى ملك له ، وجرى النص على ذلك فى الدساتير المصرية المتعاقبة وآخرها دستور 1971 .
- ولاينال من مكانة القوات المسلحة المصرية فى قلوب وعقول المصريين بعض تصرفات أفرادها فى مواجهة أبناء المصريين فى ظروف صعبة شديدة الحساسية الجميع يقدرها ويعلم جيداً ملابساتها ، لا سيما وأن أفراد الجيش المصرى قد تم تكليفهم للقيام بدور مدنى وسياسى وشعبوى لا قبل لهم به وبعيداً عن إعدادهم القتالى والعسكرى .
- فتحية من القلب لكل ضباط وجنود الجيش المصرى ، تحية تقدير وإعزاز وتكريم لهم على موقفهم الشجاع النبيل تجاه ثورة الشعب المصرى ضد الظلم و الإستبداد والفساد ،وعلى إجتهادهم لحماية الوطن قدر إستطاعتهم حتى ولو أخطأوا فى بعض الأحيان ، وتحية إلى جميع أعضاء المجلس العسكرى القادة الكبار الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم وإنحازوا إلى جانب الشعب المصرى فى ثورته النبيلة .
- وأخيراً . . تحية عسكرية واجبة من كل مواطن مصرى إلى القادة الكبار المشير طنطاوى والفريق عنان .
                                                                                  وإلى مقال آخر إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق