الاثنين، 13 أغسطس 2012

الإعلام المصرى . . جزء من المشكلة و جزء من الحل ! !

- لا أحد يستطيع أن ينكر أن الإعلام المصرى قد لعب دوراُ حيوياً وهاماً فى تاريخ مصر الحديث ، و لا سيما منذ إستيلاء العسكريين على السلطة فى أعقاب ثورة 23 يوليو 1952 ، فقد حرصت الأنظمة الحاكمة المتعاقبة منذ ذلك التاريخ ( عبد الناصر - السادات - مبارك ) على إستخدام الإعلام بصنوفه المختلفة ( المقروءة - المرئية - المسموعة ) فى توجيه الرأى العام بين أبناء الشعب المصرى توجيهاً يصب فى نهاية الأمر فى مصلحة النظام الحاكم ( رأسه وحاشيته ) بصرف النظر عن مصلحة الوطن وأبناء شعبه .

- ولم يكن الإعلام المصرى عصياً على الحاكم طوال الستين سنة الماضية من تاريخ مصر الحديث ، بل على العكس كان أداة طيعة ومرنة تقبل التوجيه حسب إرادة الحاكم إما بالترغيب أو الترهيب ، فأحياناً كانت وسائل الإعلام تسُتغل كبوق للدعاية لأشخاص النظام الحاكم وسياساته ، وأحياً أخرى تسُتغل كسلاح إغتيال معنوى يُوجه إلى أفكار ومبادئ المعارضين للنظام - لاسيما الشرفاء منهم - أو إلى سمعتهم الشخصية والعائلية و الخوض فى أعراضهم وأعرض ذويهم بهدف إسكات أصواتهم وإعلاء أصوات زبانية النظام الحاكم . . وللحق أقول أن الإعلام المصرى قد ساند هذا الشعب فى بعض المواقف الوطنية من تاريخه ، ولكن حتى فى هذه الأوقات النادرة لم يكن الإعلام مسانداً للشعب بصفة أصيلة ولكن من خلال مساندة الحاكم أيضاً و تلميعه وإظهار إنجازاته والتضخيم منها .

- وعلى هذا النحو لم يكن الإعلام المصرى سواء فى ثوبه القديم ( الصحف الحكومية - التليفزيون الحكومى - الإذاعة الحكومية ) أو فى ثوبه الجديد الذى أُضيقت إليه القنوات التليفزيونية الفضائية المتعددة الأدوار والإنتماءات والصحف المستقلة والصحف المعارضة للنظام الحاكم ، لم يكن الإعلام فى كل هذه الصور بعيداً عما حدث وما زال يحدث فى مصر ، ولا يفوتنى فى هذا المقام أن أشير إلى ما إبتدعه الرئيس الراحل أنور السادات  - رغم حبى الشديد له وقناعتى به كأبرز زعماء مصر فى تاريخها الحديث بعد محمد على باعث نهضة مصر الحديثة - فى محاولة من لإحتواء الإعلام والإعلاميين فى مصر ، فقد فعل السادات رحمه الله ما لم يفعله أى رئيس أو زعيم فى العالم بأسره ، حيث أضاف لسلطات الدولة الثلاث ( التشريعية والقضائية والتنفيذية ) سلطة رابعة أسماها سلطة الصحافة وأجرى لها تعديلاً فى الدستور المصرى ( دستور 1971 ) مخالفاً بذلك كل الأعراف الدستورية فى كل دول العالم قاضبةً من أقصاها إلى أقصاها.

- وقد برز الدور الأسوأ للإعلام المصرى وبشدة فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 والإطاحة بالرئيس المخلوع حسنى مبارك التى فجرها شباب مصر المخلصين لبلدهم بغرض القضاء على الظلم والإستبداد والفساد ومحاربة الثلاثى المدمر لأى أمة ( الفقر والجهل والمرض ) وإقامة العدالة الإجتماعية بين أبناء الشعب المصرى ، فمنذ الأيام الأولى للثورة تشرزم الإعلاميين المصريين إلى فرق وجماعات ، كلُ حسب هواه وإنتمائه ومصالحه الخاصة دون النظر إلى مصلحة الوطن ، وقد إستمر هذا الدور المشبوه لمثير من الإعلاميين طوال الشهلر المنصرمة ، بل وأخذ هذا الدور القمئ منحنى أخطر شديد السواد تمثل فى محاولة تقسيم الأمة المصرية وتفتيت وحدتها الوطنية ووحدة أبنائها من مسلمين ومسيحين - بالرغم من أنهم جميعاً مصريون - وإستعداء بعض المصريين على بعض والإستقواء بقوى أجنبية من أجل تنفيذ أجندات وأهداف خاصة ، وأضحى الإعلام المصرى أشد خطورة على المصريين البسطاء من عدوهم اللدود أبناء وأحفاد صهيون ، وصار حتمياً وضرورياً الوقوف فى وجه هذا الإعلام وهؤلاء الشرازمة من الإعلاميين المضللين وقفة جادة من أجل إعادتهم إلى الطريق المستقيم أو بترهم وإبعادهم عن الإعلام والتأثير على الرأى العام إذا لزم الأمر .

- وفى رأيى المتواضع أن أغلب الإعلام فى مصر بتوجهاته الغير مسئولة وتصرفات إعلامييه الغير وطنية أضحى جزءً هامأ من مشكلات مصر الآنية لكونه لاعباً أساسياً على الساحة المصرية سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً ودينياً وثقافياً ، ولكى تستقيم أحوال هذا البلد الطيب لابد أن يتحول دور الإعلام المصرى فى مجموعه من دور هدام إلى دور بناء ، تتحقق من خلاله وبه وحدة أبناء هذا الشعب وتُستنهض قواهم وعزائمهم من أجل العمل والإنتاج ورفعة هذا الوطن والوقوف صفاً واحداً وراء القيادة السياسية الوحيدة المُنتخبة فى البلاد . وبغير ذلك لن يستيع المصريون أن يعبروا هذا المنعطف الخطير الذى تمر به مصرهم الحبيبة الآن .

فيا رجال مصر المخلصين الأوفياء ويا نسائها من الإعلاميين والإعلاميات الشرفاء والشريفات ، مصر تناديكم جميعاً أن تقفوا معها وأن تأخذوا بيدها وهى فى أضعف حالاتها كى تتعافى وتنهض وتخرج من هذا المعترك شديد الصعوبة ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق