الاثنين، 6 أغسطس 2012

اللواء عمر سليمان . . الرجل الغامض حال حياته و بعد موته .

مما لا شك فيه أن اللواء عمر سليمان مدير جهاز المخابرات العامة المصرية السابق كان أحد رجالات المخابرات الكبار الذين كان لهم الدور الأبرز فى تاريخ الدولة المصرية على مدار سنوات عديدة سبقت ثورة 25 يناير 2011 .
وسواء إتفقنا أو إختلفنا حول طبيعة هذا الدور أو مداه ، إلا أنه كان وبلا أدنى شك يصب فى مصلحة مصر سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، فالرجل - وأقصد هنا عمر سليمان - بدأ حياته ضابطا صغيراً فى الجيش المصرى ونشأ وتربى على حب الوطن و التضحية و الفداء من أجله ، ولا يستطيع كائناً من كان أن يشكك فى وطنية وإخلاص هذا النوع من الرجال .
و إذا كان الرجل بحكم منصبه و طبيعة عمله فى المخابرات الحربية ثم بعد ذلك المخابرات العامة كان الغموض يحيط به من جوانب عديدة أثناء حياته و لم يكن المصريون يعلمون عنه أكثر مما تنشره وسائل الإعلام و بالقدر المسموح به ، إلا أن هذا الغموض إمتد ليشمل ظروف وملابسات موته المفاجئ الذى وقع فجأة و بدون أية مقدمات مرضية ، الأمر الذى أثار لدى الكثيرين الدهشة و الإستغراب وربما الشك و الريبة أيضاً ، فقد كان عمر سليمان أحد أبرز مرشحى إنتخابات رئاسة الجمهورية منذ ثلاثة أشهر تقريباً و لم يكن المظهر العام لتحركاته يوحى بأنه يهانى من أية أمراض خطيرة كما قالت عنه أمريكا بعد ذلك . صحيح أن الأعمار بيد الله سبحانه و تعالى وأن لكل أجل كتاب معلوم ، ولكن من وجهة نظر الكثيرين وأنا منهم أن هناك دولاً وجهات متعددة مستفيدة من إختفاء رجل بحجم عمر سليمان وثقله الأمنى و المخابراتي الذى أهله بالفعل ليلعب دوراً خطيراً ليس على مستوى الأمن القومى المصرى فحسب و إنما أيضاً على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأكملها .
وربما تأتى كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل فى مقدمة تلك الدول التى لها المصلحة العليا من وراء إختفاء عمر سليمان من المشهد السياسى بعدما إختفى مبارك من قبل إختفاءً قسرياً على يد جموع الشعب المصرى ، فقد كان عمر سليمان بعد خلع مبارك - الرجل الأول - عن حكم مصر ، هو الرجل الثانى الذى بيده المفتاح الوحيد للصندوق الأسود الكبير الذى يحتوى على أسرار و خفايا الدور الأمريكى و الدور الإسرائيلى الصهيونى فى العديد من قضايا الصراع العربى الإسرائيلى وقضايا المسلمين ، بل وقضايا الشرق الأوسط بأكمله . . . رحم الله عمر سليمان  . وإلى مقال آخر إن شاء الله .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق