توأم
عقلى وفكرى . . . . وحد يث لم يكتمل ! !
--------------------------------------------
قالت سلمى
: ما بك يا عزيزى ؟
قلت : لا
شئ .
قالت : لا
تقل لى ذلك . . إن بك ما لا أعرفه ، ولكنى أحسه وأشعر به !
قلت :
حواراتك معى . . أسلوب حد يثك . . حتى كلماتك .
قالت :
ماذا عنها ؟ قل لى .
قلت : بها
أمر لا يروق لى . . أمر لا يناسبنى .
قالت : أبى
أمر قد لا يناسبك ؟ ألست أنت من قلت لى أنى توأم عقلك وفكرك ؟
قلت :
قالها لسانى . . ولكن يا عزيزتى . . . .
قالت :
لماذا سكت ؟ أكمل حديثك . . وقل لى ماذا تقصد ب
لكن ؟
قلت : أنتِ
تريديننى أن أكون مثلك تماماً يا سلمى . . وأنا ما أريد أن أكون إلا أنا .
قالت : ولا
مثلى . . يا عزيزى ؟
قلت : ولا
مثلكِ أنتِ بالذات يا سلمى .
قالت : لم
تقول هذا . . وتبعد ذاتك وكيانك عنى ؟
قلت : لا .
. أنا لا أبتعد عنكِ . . ولكن لى عقلى وفكرى . . ولى شخصيتى وكيانى .
قالت : ألم
تحدثنى من قبل عن إنكسار الإرادة ؟
قلت : نعم
حدثتك . . ولكنكِ لم تنصتى لحد يثى . . جعلتى بينى وبينك مسافة . . ما كنت أريدها
، ولكنكِ فرضتها علىّ . ألم يحدث منكِ ذلك ؟
قالت: نعم
حدث منى ذلك . . فما أردت أن أذ وب فى كيانك . . ولا أن تذوب فى كيانى . . ولا أن
تقترب من قلبى . . أعطيتك عقلى وفكرى فقط . . أما قلبى فهو لى وحدى ! !
قلت : وهل
يمكن لإمرئ واحد أن يشطر كيانه نصفين ؟
قالت :
وماذا يمنع ذلك ؟
قلت : أنا
قصد ت أن أدعوكِ إلى التوحد . . ولكنى إخترت أن يكون طريقى إلى قلبك هو عقلك وفكرك
. . وما قصدت أن أدعوكِ إلى الإنشطار عنى . .
قالت : دعك
من قلبى . . فأنا أهوى حديثك . . وأحرص على مناجاة عقلك وفكرك .
قلت : وأنا
كذلك . . أهوى حديثك . . وأحرص على مناجاة عقلك وفكرك .
قالت : إذن
. . قل لى أننى توأم عقلك وفكرك . . أحب أن أسمعها منك كثيراً .
قلت : حقاً
. . أنتِ توأم عقلى وفكرى . . أنتِ توأم عقلى وفكرى . . .
قالت :
أريدك أن تحدثنى عنها . . وتخبرنى بكلماتك البديعة ماذا تعنى ؟
قلت : التوأمة
فى العقل والفكر عندى . . هى أن يُكمل كلانا الآخر . . لا أن يُشبه كلانا الآخر .
. أنا أريدكِ كما أنتِ وأريد نفسى كما أنا . . لا أريد أن تكونى مثلى فى كل شئ . .
ولا حتى فى عقلى وفكرى . .
قالت :
والإنسجام والتفاهم يا عزيزى . . ألا ترى أنهما من أمور العقل والفكر أيضاً ؟
قلت : بلى
. . إنهما كذلك . . هما يعنيان أن نغرد معاً فى سرب واحد ، لنعزف مقطوعة موسيقية
واحدة . . ولكن كل منا يغرد بصوته هو . . لا بصوت الآخر .
قالت : ما
تقوله يا عزيزى يخلق نشاذاً ؟
قلت : لا .
. ما دامت المقامات واحدة . . فلن يحدث النشاذ أبداً .
قالت : أنا
لا أفهم كلماتك . . أحياناً تبدو عنى غريبة . . تُشعرنى أن مسافات تفصل بيننا .
قلت : لا
يا سلمى . . لا تبتدعى بيننا خلافاً ولا إختلافاً . . ولا تأخذى لنفسك طريقاً غير
طريقى . . أنا أحدثكِ عن أمر يربط بيننا أكثر وأكثر . . فلا تجعليه أمر خلاف بدلاً
من أمر وفاق .
قالت :
أتقصد أنى أهوى الشجار والخلاف ؟
قلت :
أحياناً . . أشعر بكِ تهوين ذلك . . وهو أمر يُزعجنى يا عزيزتى . . فأنا لست ممن
أهوى الخلاف ولا الإختلاف . . لقد غادرت هذه المرحلة من العمر والعقل منذ سنين
. . والآن أهوى الوفاق والإنسجام . . وأميل للحوار الهادئ البناء . . فما عاد
يستهوينى الرنان من الكلمات .
قالت :
الحياة . . يا عزيزى . . على هذا وذاك .
قلت : نعم
. . ولكن لنجعلها فى أغلبها وفاق . . نحن صرنا يا عزيزتى نصطدم بحديثنا كثيراً .
قالت : وهل
أنا أهوى الإصطدام بك أيضاً ؟
قلت :
كلماتك جافة . . وطبيعتك جامدة . . فيها شئ لا أدركه . . ولكننى صرت أتلافى
الإصطدام بكِ . . كى لا أفقدك .
قالت :
ألهذا الحد ساءت الأمور بيننا ؟ . . كلماتك تقلقنى . . عن أى صدام تتحدث ؟ وهل لى من بعدك أحد حتى
أفقدك ؟
قلت : وأنا
ليس لى من قبلكِ ولا من بعدكِ أحد . . ولكنى أشعر أحياناً أنكِ غيرى ، تفترقين عنى
.
قالت : يا
لحيرتى ! ! أما قلت منذ قليل أن كلانا لا يجب أن يكون مثل الآخر تماماً ؟
قلت : نعم
. . ولكنى الآن أحدثك فى أمر آخر يا عزيزتى .
قالت : قل
. . هات ما عندك . . أراك تقلقنى وتضج مضجعى .
قلت : حرصى
عليكِ أشد . . وحرصكِ علىِّ لا أدركه . . قربى منكِ أسعى إليه . . وقربكِ منى لا
أوقنه . . أرأيت مم أشكو ؟
قالت : يا
عزيزى . . أنت تتحدث عن أمر لا دخل له بعقلى ولا بفكرى . . أنت تتحدث عن قلبى . .
وما إعتدت منك أن تتحدث عن قلبى . . فما شأنك به الآن ؟ أما قلت لك من قبل : دع
قلبى وشأنه ؟
قلت : نعم
. . ولكن أما آن لحديث القلب أن يكون له بيننا مكان ؟ حديث العقل صار جافاً
وجامداً .
قالت : ذاك
. . ما عندى . . وليس عندى سواه . . قلبى ما عاد يتحدث منذ زمن بعيد ! !
قلت : وما
يؤلمنى . . أن ماله من حديث الآن . . وأنا أهوى الحديث إليه . . أهوى حديث القلب
للقلب . . إنه حديث له مذاق آخر . . فيه رقة وعذوبة وحنو وحنين . . ولكنى الآن على
يقين .
قالت : عن
أى يقين تتحدث أيها العزيز ؟
قلت :
يقينى الآن . . أن بينى وبينكِ مسافات ومسافات . . ولكنى إنسان . . عقلى هو
منى . . وفكرى هو منى . . وقلبى أيضاً هو منى .
قالت : لقد
عُدت ثانية إلى كلمات لا أفهمها .
قلت : لا .
. بل قولى لست أحسها أو أشعر بها . . فكلماتى دوماً تخرج من قلبى لقلوب الناس . .
إن هم أحسوها فهموها . . وإن لم يحسوها ما فهموا منها شيئاً .
قالت : وما
لحوار العقل والفكر ؟ وما للقلب والإحساس ؟
قلت :
الصدق . . الصدق يا عزيزتى . . العقل يفكر والشفاه تنطق . . والقلب بينهما يُغلف
الكلمات صدقاً . . فتنال الكلمات الإعجاب . . أما الكلمات بلا إحساس . . فما لها
من سحر ولا بيان .
قالت :
عُدت ثالثة إلى كلمات . . لا أفهمها .
قلت : لا .
. كلماتى واضحة . . ولكنكِ لا تشعرين بها . . وتلك مشكلتنا يا عزيزتى .
قالت : أما
كان إتفاقنا منذ البداية على ذلك . . أعطيك عقلى وفكرى . . ولا أعطيك قلبى .
قلت : نعم
. . ولكن ما عاد عقلك وفكركِ يكفينى . . أريد أن تدعى لى قلبكِ أيضاً .
قالت : ذلك
ما عندى . . إن أردت قلباً . . إبحث عنه لدى غيرى . . فأنا لست فى حل أن أعطيك
قلبى . . إنك الآن تخادعنى . . قلت لى أنك تبتغى عقلى وفكرى . . ولما ملكتهما . .
تأتينى اليوم لتطلب قلبى . . أنت تريد أن تستولى على قلبى وكل كيانى . . وأنا ما إستولى على كيانى من قبلك أحد . . أنا
سمتى العناد والتمرد . . وطبعى الوحدانية والتفرد . . إن أردتنى كما أنا فلا
مانع عندى . . أما إن أردتنى مع قلبى . . فلا طريق لك معى . . أنا أعطيك نصفى . .
ولن أعطيك كلى . . وأنت لا تريد إلا كلى . . إذن دعنى وشأنى . . إنى بحالى راضية !
! ! !
وإلى مقال آخر إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق