الاثنين، 12 نوفمبر 2012

توأم عقلى وفكرى . . . . وحديث لم يكتمل ! !


توأم عقلى وفكرى . . . . وحد يث لم يكتمل  ! !
--------------------------------------------

قالت سلمى : ما بك يا عزيزى ؟
قلت : لا شئ .
قالت : لا تقل لى ذلك . . إن بك ما لا أعرفه ، ولكنى أحسه وأشعر به !
قلت : حواراتك معى . . أسلوب حد يثك . . حتى كلماتك .
قالت : ماذا عنها ؟ قل لى .
قلت : بها أمر لا يروق لى . . أمر لا يناسبنى .
قالت : أبى أمر قد لا يناسبك ؟ ألست أنت من قلت لى أنى توأم عقلك وفكرك ؟
قلت : قالها لسانى . . ولكن يا عزيزتى . . . .
قالت : لماذا سكت ؟ أكمل حديثك . . وقل لى ماذا تقصد ب  لكن ؟
قلت : أنتِ تريديننى أن أكون مثلك تماماً يا سلمى . . وأنا ما أريد أن أكون إلا أنا .
قالت : ولا مثلى . . يا عزيزى ؟
قلت : ولا مثلكِ أنتِ بالذات يا سلمى .
قالت : لم تقول هذا . . وتبعد ذاتك وكيانك عنى ؟
قلت : لا . . أنا لا أبتعد عنكِ . . ولكن لى عقلى وفكرى . . ولى شخصيتى وكيانى .
قالت : ألم تحدثنى من قبل عن إنكسار الإرادة ؟
قلت : نعم حدثتك . . ولكنكِ لم تنصتى لحد يثى . . جعلتى بينى وبينك مسافة . . ما كنت أريدها ، ولكنكِ فرضتها علىّ . ألم يحدث منكِ ذلك ؟
قالت: نعم حدث منى ذلك . . فما أردت أن أذ وب فى كيانك . . ولا أن تذوب فى كيانى . . ولا أن تقترب من قلبى . . أعطيتك عقلى وفكرى فقط . . أما قلبى فهو لى وحدى ! !
قلت : وهل يمكن لإمرئ واحد أن يشطر كيانه نصفين ؟
قالت : وماذا يمنع ذلك ؟
قلت : أنا قصد ت أن أدعوكِ إلى التوحد . . ولكنى إخترت أن يكون طريقى إلى قلبك هو عقلك وفكرك . . وما قصدت أن أدعوكِ إلى الإنشطار عنى . .
قالت : دعك من قلبى . . فأنا أهوى حديثك . . وأحرص على مناجاة عقلك وفكرك .
قلت : وأنا كذلك . . أهوى حديثك . . وأحرص على مناجاة عقلك وفكرك .
قالت : إذن . . قل لى أننى توأم عقلك وفكرك . . أحب أن أسمعها منك كثيراً .
قلت : حقاً . . أنتِ توأم عقلى وفكرى . . أنتِ توأم عقلى وفكرى . . .
قالت : أريدك أن تحدثنى عنها . . وتخبرنى بكلماتك البديعة ماذا تعنى ؟
قلت : التوأمة فى العقل والفكر عندى . . هى أن يُكمل كلانا الآخر . . لا أن يُشبه كلانا الآخر . . أنا أريدكِ كما أنتِ وأريد نفسى كما أنا . . لا أريد أن تكونى مثلى فى كل شئ . . ولا حتى فى عقلى وفكرى . .
قالت : والإنسجام والتفاهم يا عزيزى . . ألا ترى أنهما من أمور العقل والفكر أيضاً ؟
قلت : بلى . . إنهما كذلك . . هما يعنيان أن نغرد معاً فى سرب واحد ، لنعزف مقطوعة موسيقية واحدة . . ولكن كل منا يغرد بصوته هو . . لا بصوت الآخر .
قالت : ما تقوله يا عزيزى يخلق نشاذاً ؟
قلت : لا . . ما دامت المقامات واحدة . . فلن يحدث النشاذ أبداً .
قالت : أنا لا أفهم كلماتك . . أحياناً تبدو عنى غريبة . . تُشعرنى أن مسافات تفصل بيننا .
قلت : لا يا سلمى . . لا تبتدعى بيننا خلافاً ولا إختلافاً . . ولا تأخذى لنفسك طريقاً غير طريقى . . أنا أحدثكِ عن أمر يربط بيننا أكثر وأكثر . . فلا تجعليه أمر خلاف بدلاً من أمر وفاق .
قالت : أتقصد أنى أهوى الشجار والخلاف ؟
قلت : أحياناً . . أشعر بكِ تهوين ذلك . . وهو أمر يُزعجنى يا عزيزتى . . فأنا لست ممن أهوى الخلاف ولا الإختلاف . . لقد غادرت هذه المرحلة من العمر والعقل منذ سنين . . والآن أهوى الوفاق والإنسجام . . وأميل للحوار الهادئ البناء . . فما عاد يستهوينى الرنان من الكلمات .
قالت : الحياة . . يا عزيزى . . على هذا وذاك .
قلت : نعم . . ولكن لنجعلها فى أغلبها وفاق . . نحن صرنا يا عزيزتى نصطدم بحديثنا كثيراً .
قالت : وهل أنا أهوى الإصطدام بك أيضاً ؟
قلت : كلماتك جافة . . وطبيعتك جامدة . . فيها شئ لا أدركه . . ولكننى صرت أتلافى الإصطدام بكِ . . كى لا أفقدك .
قالت : ألهذا الحد ساءت الأمور بيننا ؟ . . كلماتك تقلقنى  . . عن أى صدام تتحدث ؟ وهل لى من بعدك أحد حتى أفقدك ؟
قلت : وأنا ليس لى من قبلكِ ولا من بعدكِ أحد . . ولكنى أشعر أحياناً أنكِ غيرى ، تفترقين عنى .
قالت : يا لحيرتى ! ! أما قلت منذ قليل أن كلانا لا يجب أن يكون مثل الآخر تماماً ؟
قلت : نعم . . ولكنى الآن أحدثك فى أمر آخر يا عزيزتى .
قالت : قل . . هات ما عندك . . أراك تقلقنى وتضج مضجعى .
قلت : حرصى عليكِ أشد . . وحرصكِ علىِّ لا أدركه . . قربى منكِ أسعى إليه . . وقربكِ منى لا أوقنه . . أرأيت مم أشكو ؟
قالت : يا عزيزى . . أنت تتحدث عن أمر لا دخل له بعقلى ولا بفكرى . . أنت تتحدث عن قلبى . . وما إعتدت منك أن تتحدث عن قلبى . . فما شأنك به الآن ؟ أما قلت لك من قبل : دع قلبى وشأنه ؟
قلت : نعم . . ولكن أما آن لحديث القلب أن يكون له بيننا مكان ؟ حديث العقل صار جافاً وجامداً .
قالت : ذاك . . ما عندى . . وليس عندى سواه . . قلبى ما عاد يتحدث منذ زمن بعيد ! !
قلت : وما يؤلمنى . . أن ماله من حديث الآن . . وأنا أهوى الحديث إليه . . أهوى حديث القلب للقلب . . إنه حديث له مذاق آخر . . فيه رقة وعذوبة وحنو وحنين . . ولكنى الآن على يقين .
قالت : عن أى يقين تتحدث أيها العزيز ؟
قلت : يقينى الآن . . أن بينى وبينكِ مسافات ومسافات . . ولكنى إنسان . . عقلى هو منى . . وفكرى هو منى . . وقلبى أيضاً هو منى .  
قالت : لقد عُدت ثانية إلى كلمات لا أفهمها .
قلت : لا . . بل قولى لست أحسها أو أشعر بها . . فكلماتى دوماً تخرج من قلبى لقلوب الناس . . إن هم أحسوها فهموها . . وإن لم يحسوها ما فهموا منها شيئاً .
قالت : وما لحوار العقل والفكر ؟ وما للقلب والإحساس ؟
قلت : الصدق . . الصدق يا عزيزتى . . العقل يفكر والشفاه تنطق . . والقلب بينهما يُغلف الكلمات صدقاً . . فتنال الكلمات الإعجاب . . أما الكلمات بلا إحساس . . فما لها من سحر ولا بيان .
قالت : عُدت ثالثة إلى كلمات . . لا أفهمها .
قلت : لا . . كلماتى واضحة . . ولكنكِ لا تشعرين بها . . وتلك مشكلتنا يا عزيزتى .
قالت : أما كان إتفاقنا منذ البداية على ذلك . . أعطيك عقلى وفكرى . . ولا أعطيك قلبى .
قلت : نعم . . ولكن ما عاد عقلك وفكركِ يكفينى . . أريد أن تدعى لى قلبكِ أيضاً .
قالت : ذلك ما عندى . . إن أردت قلباً . . إبحث عنه لدى غيرى . . فأنا لست فى حل أن أعطيك قلبى . . إنك الآن تخادعنى . . قلت لى أنك تبتغى عقلى وفكرى . . ولما ملكتهما . . تأتينى اليوم لتطلب قلبى . . أنت تريد أن تستولى على قلبى وكل كيانى  . . وأنا ما إستولى على كيانى من قبلك أحد . . أنا سمتى العناد والتمرد . . وطبعى الوحدانية والتفرد . . إن أردتنى كما أنا فلا مانع عندى . . أما إن أردتنى مع قلبى . . فلا طريق لك معى . . أنا أعطيك نصفى . . ولن أعطيك كلى . . وأنت لا تريد إلا كلى . . إذن دعنى وشأنى . . إنى بحالى راضية ! ! ! !
                                                                              وإلى مقال آخر إن شاء الله .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق