الأحد، 25 نوفمبر 2012

إحذروا أيها الثوار . . . . من فلول مبارك ! !


إحذروا أيها الثوار . . . . من فلول مبارك ! !
------------------------------------------
قال الله تعالى – مُحذراً رسوله الكريم – فى كتابه العزيز : " ومن الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا ويشهد الله على ما فى قلبه وهو ألد الخصام " صدق الله العظيم . . . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان " صدق رسول الله . . . . كثيراً فى حياتنا . . ما نقابل أناساً ، تنطلق ألسنتهم بأحلى الكلمات ، وتنطق شفاههم بأرق العبارات ، وتعلو وجوههم الإبتسامات ، وتبدو عليهم أمارات المحبة لنا والوفاق ، وهم فى حقيقة أمرهم من ألد الأعداء ، ويتمنون فى أنفسهم لنا الهلاك . . أولئك هم المنافقون ، الذين حذر منهم ربنا رسوله الكريم محمد، من فوق سبع سماوات بكلمات قرآنية ، نزل بها الأمين جبريل على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ، وأولئك هم أيضاً من أسماهم القرآن الكريم بالمنافقين ، وبشرهم الخالق جل فى علاه بجهنم وبئس المصير . . . قال تعالى فى كتابه العزيز : " إن المنافقين كانوا فى الدرك الأسفل من النار " صدق الله العظيم .

والآن فى مصر . . أرى أمامى مشهداً غريباً وعجيباً ، رأيته من قبل منذ أكثر من تلاثين عاماً ، أيام أن إجتمع الأضداد ، فى الفكر والأيدلوجيات ، والرؤى والتوجهات ، والخطط والأهداف ، وتصدروا جميعاً المشهد السياسى المصرى ، وهم خصوم وأعداء ، فى أواخر عهد الزعيم أنور السادات رحمه الله . . وقت أن أخطأ السادات فى حساباته وتقديراته ، الخطأ الأكبر والخطيئة الكبرى ، وقرر الإفراج عن أعضاء الجماعات الإسلامية ، وعلى رأسهم الأخوان ، من السجون والمعتقلات ، وفتح لهم الطريق للعمل الدَعوى والسياسى ، ، وكان السادات كمن يلعب بالنار ، فقد كان فى تقديره الخاطئ آنذاك ، أنه بذلك إنما يُحدث توازناً فى البلاد ، بين الفكر الإشتراكى الشيوعى والفكر الإسلامى . . وكانت المفاجأة الكبرى للسادات نفسه ، أن تخلى كل منهما عن فكره وعن أيدلوجيته ، وإتفقوا معاً عليه ، ووقفوا فى وجهه ، وأفسدوا الحياة السياسية فى مصر ، رغم إختلافهم الأيدلوجى العميق ، الذى كان يُدركه السادات تماماً ، ولكنه تغافل عنه ، حتى وجد أمامه مشهداً لا يتكرر ، إلا فى عالم السياسة وحده ، ذلك العالم القذر البعيد عن المبادئ والأخلاق .
لقد فوجئ الجميع آنذاك ، وعلى رأسهم السادات رحمه الله ، بأن الأخوان المسلمين الموحدين بالله والمؤمنين برسوله ، قد وضعوا أيديهم فى أيدى الشيوعيين ، الملحدين الكافرين بالله ورسوله ، ضد السادات فى آن واحد ، جمعتهم لعبة السياسة القذرة ، ولملمتهم الأهواء والمطامع ، وأفسدوا على مصر ما كان يأمله لها السادات . . وكان أن إنتهى إتفاقهم وإجتماعهم ، على أهدافهم الشيطانية ، بمأساة حقيقية عاشتها مصر والمصريون ، وعانوا منها كثيراً . . لقد آل الأمر فى نهايته إلى إغتيال السادات نفسه ، طمعاً فى السطو على السلطة ، من أجل فرض أيدلوجياتهم الخاصة بهم وحدهم ، ولكن الله انقذ مصر من براثن الأخوان المسلمين والشيوعيين فى آن واحد .

واليوم فى مصر . . أرى أمامى ذات المشهد العجيب والغريب يتكرر مرة أخرى ، ولكن فى هذه المرة ، إجتمع الثوار الأحرار فى ميدان الثورة ، ميدان التحرير ، حيث سالت دماء الشهداء الأبرياء . . ويا للهول والعجب العُجاب . . لقد إحتشد معهم فى ذات الميدان ، الفاسدون المُفسدون ، من فلول مبارك المخلوع ، رجال الحزب الوطنى المنحل والمدحور ، والجميع يتصايحون ضد الأخوان هذه المرة . . أترى ؟ هل التاريخ يُعيد نفسه ؟ وكما فعل الأخوان المسلمين مع السادات ووضعوا أياديهم فى أيادى الشيوعيين المُلحدين ، من أجل الإطاحة بالسادات . . الآن الثوار الأحرار، وضعوا هم أيضاً أياديهم فى أيادى ملوثة بالدماء ، من أجل الإطاحة بمرسى والأخوان . . وهل أصاب العمى هؤلاء الثوار إلى هذه الدرجة ؟ أم أنها السياسة لعنها الله ألف مرة ومرة ؟

إن القوى الثورية فى مصر ، تسعى الآن إلى هدف واضح وظاهر ، هو إستعادة ثورتهم التى إختطفها منهم الأخوان ، وإختطفوا معها مصر كلها ، وللثوار بعض الحق فى ذلك ، فممارسات الأخوان ليست فوق مستوى الشبهات ، فى هذا الخصوص ، ويسعى الثوار إلى تحقيق ذلك الهدف من خلال الإطاحة بالإخوان ورئيس البلاد المُنتخب ، صاحب الشرعية الوحيدة فى مصر الآن . . . أما فلول مبارك ، فهم أيضاً يسعون إلى هدف واضح وظاهر ، ولكنه يختلف عن هدف الثوار ، إنهم يهدفون إلى إعادة النظام البائد الفاسد مرة أخرى ، بكل رموزه وسدنته ، ورجاله اللصوص السارقين لقوت هذا الشعب . . وهم أيضاً من أجل تحقيق هدفهم الكريه ، يتبعون ذات الوسيلة التى يتبعها ثوار 25 يناير ، وهى الإطاحة بالإخوان و الرئيس الشرعى المنتخب فى البلاد ، ثم إشاعة الفوضى فى مصر مرة أخرى . . إنهم فلول ماكرون ، يحاولون إعتلاء أكتاف الثوار، من أجل إسقاط النظام ، وإعتلاء قمة السلطة فى البلاد مرة أخرى .

لقد أثارت إعجابى . . كلمات صدرت عن الكاتب والروائى / علاء الأسوانى ، حين كتب بالأمس ، مُحذراً الثوار من فلول مبارك ، ومُنادياً بأعلى صوته ، أن إنتبهوا يا ثوار مصر لمكر الماكرين من رجال مبارك . . أراد الرجل أن يدق ناقوس الخطر عالياً ، كى يسمعه ثوار مصر ، رغم أنه يختلف مع الإخوان فى توجهاتهم وسياساتهم وأطماعهم ، إلا أنه مثلنا جميعاً – نحن المصريين – يرى أن رجال مبارك وفلوله أشد خطراً على البلاد من خطر الأخوان .
إن المدعو أحمد شفيق ، إبن مبارك الفاسد ، قابع هناك خارج البلاد ، فى مخبئه مثل الفئران ، يخطط ويُدبر ويمول من أمواله الفاسدة وأموال رجال مبارك ، من أجل إسقاط النظام الحاكم فى مصر ، مستغلين فى ذلك غباء الإخوان وأطماعهم فى محاولة إختطاف مصر ، ومُستغلين فى ذات الوقت ، حماسة وإندفاع ثوار مصر 25 يناير ، الذين يسعون بكل جهدهم لإستعادة مصر المخطوفة من يد الإخوان . . ولكن شفيق وعملاؤه ، لا يسعون إلى ما يسعى إليه الثوار ، وإنما يسعون إلى إستعادة السلطة فى مصر مرة أخرى ، ليعود شفيق من الخارج ، مُعتلياً سُدة الحكم فى البلاد ، ويعود مرة أخرى نظام مبارك المخلوع ، ويعود التنكيل بالمصريين والثوار .

إن ثوار مصر الآن . . فى موقف صعب للغاية ، إنهم يقفون محاصرون بين أطماع الإخوان فى مصر من ناحية ، وبين مؤامرات الثورة المضادة ودسائسها من ناحية أخرى . . والخوف كل الخوف ، من أن يضل الثوار طريقهم ، ويضعوا أياديهم الطاهرة فى أيادى الفلول الملوثة بدماء الشهداء من أقرانهم ، من أجل الإطاحة بالإخوان المسلمين ورئيس البلاد .
وأنا أقول لهم : يا ثوار مصر 25 يناير . . تمسكوا بأهدافكم فى إستعادة ثورتكم وإستعادة مصر ، التى إختطفها الإخوان منكم وأنت غافلون عنها . . ولكن . . إياكم أن تغفل عيونكم عن أولئك المتربصين بكم وبثورتكم ، من فلول مبارك المخلوع . . لا تدعوا صراعكم مع الإخوان وكرهكم لهم ، يُنسيكم مكر ودهاء وتدابير ومؤامرت ودسائس الثورة المُضادة ، من رجال النظام البائد ، الذين لم يفقدوا الأمل حتى اليوم فى إفتراس مصر مرة أخرى . . إن عدوكم الأول هو الثورة المضادة من الفلول ، وخصمكم من الإخوان المسلمين ولكنهم ليسوا عدواً لكم . . لا تنسوا أنكم والإخوان كنم شركاء فى ثورة 25 يناير ، دفعوا معكم أثماناً غالية من أجل إنجاحها . . صحيح أن أطماعهم غلبت عليهم ، وتلك هى طبيعة السياسة لدى الجميع ، وأرادوا إختطاف مصر لهم وحدهم . . ولكن . . يجب ألا يُنسيكم طمع الإخوان مكر الفلول ، الذين يتربصون بكم وبثورتكم وبمصر وبالإخوان فى آن واحد ، وينتظرون ، وتلك فرصتهم أن ينهار الحكم فى البلاد ، وتعم الفوضى مرة أخرى ، وساعتها سوف ينقضون على حكم مصر ، وربما ساندهم الجيش هذه المرة ، وسوف تضيع ثورتكم إلى الأبد . . كونوا حكماء وعقلاء ، مصر الآن لها رئيس مُنتخب لا تطيحوا به ، لأنكم لو فعلتم ، فلن تستردوا مصر مرة أخرى . . الفلول مُتربصون ، لقد إستوعبوا الدرس جيداً ، والجيش هذه المرة لن يقف مُتفرجا. . أقول لكم بأعلى صوتى : إحذروا الإخوان ، ولكن إحذروا أكثر منهم فلول مبارك ! ! !             وإلى مقال آخر إن شاء الله .   




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق