المصريون
الفراعنة . . . . والقبضة الحديدية ! !
----------------------------------------------
المعلوم
للكافة على مدى التاريخ القديم والحديث ، أن المصريين ، هم صنيعة الفراعنة وهم صُناعهم
، وربما كان ذلك هو سر عظمة مصر وخلودها وقوتها ، على مر الزمان بسنواته السبعة
آلاف . . أجداد مصر القدامى كانوا فراعنة
، وأبناؤهم وأحفادهم أيضاً فراعنة ، ولم يستطع الزمن أن ينال منهم إلا القشور . .
غزا مصر مستعمرون كُثر على مرالعصور ، ولكن مصر قهرتهم جميعأ ، وكانت المقبرة
الأبدية ، لكل من تسول له نفسه ، النيل من مصر وشعبها .
المصريون
هم سلالة الفراعنة ، هم القوة والمَنعة والصلابة ، هم الرسوخ فى أعماق أعماق
التاريخ ، حكامهم كانوا فراعنة مثلهم لأنهم منهم ، ما قهروهم وما غلبوهم وما طغوا
عليهم إلا برضائهم ، وكان حكامهم يدركون ذلك تماماً . . ولقد قالها آخرهم – مبارك آخر
الفراعنة –" أن المصريين إذا قالوا لحاكمهم : إرحل ، فلا بد أن يرحل ، ولا نقاش فى ذلك معهم"
، ومن أجل ذلك عندما قالوها له ، سمعها منهم جيداً ووعاها جيداً ، وأطاعهم ورحل .
. حاكم المصريين هو فرعون واحد ، ولكن المصريين 85 مليون فرعون ، فلمن تكون الغلبة
دائماً ؟ ؟
مصر الآن .
. بعد ثورة 25 يناير المجيدة ، تمر بمنعطف خطير فى تاريخها الحديث ، إعتلى قمة
السلطة فيها ، أحد أبنائها المصريين ، بطريق الإنتخاب الحر المباشر ، نال لقب
فرعون حاكم الفراعنة ، وهو صاحب الشرعية الأقوى والأوحد فى البلاد الآن ، بحكم
شرعيته الشعبية والدستورية ، شاء الآخرون أم أبوا
. . هو حاكم مصر اليوم ، وهو رمزها ، وهو الفرعون الجديد ، هكذا علمنا
التاريخ ، ومن لم يعى ذلك ، عليه أن يعود لصفحات التاريخ يقرأها ويدركها جيداً . .
ولكن ما أراه فى الأفق ، لايمكن السكوت عليه ، أو غض البصر عنه ، الحاكم الجديد
لمصر وشعبها سمته الطِيبة والسماحة ، وتلك صفات لا نريدها – نحن المصريون – فى
حاكمنا ، نحن لا يناسبنا إلا الحاكم العادل المستبد ، نحن نريد حاكماً قوياً
وصلباً وعنيداً ، ذا قبضة حديدية فولاذية ، يخاف الله فينا ، ولكنه قوى لنا ، وقوى
علينا . .
إن حسنى
مبارك . . حكم مصر قرابة ثلاثين عاماً ، حكمها بالحديد والنار ، كان طاغية وشهد
العالم كله بذلك ، كان قوياً وصلباً وعنيداً ، كان مستبداً ، ولكنه لم يكن عادلاً
، كان ظالماً لشعبه فى أمور كثيرة ، وكان فاسداً هو وأسرته وحاشيته . . بقوته وصلابته أنجز الكثير لمصر ، وبطغيانه
وظلمه أساء كثيراً لشعب مصر ، وبفساده وفساد حاشيته ، سرقوا مصر وبددوا ثرواتها ،
بقوته وصلابته حافظ على أمن مصر وإستقرارها ، وما فرط يوماً فى شبر واحد من أرضها
، ولكنه لم يكن عادلاً ، وكان ظالماً وفاسداً ، وظل على قوته وصلابته وظلمه وفساده
، حتى تقدم به العمر ونال منه المرض ، وأصابته الشيخوخة بحكم الزمن ، فصار كالأسد
العجوز ، تلعب على أكتافه القرود ، فجعلته إمرأته شجرة الدر وولده الدلوع وحاشيته
الفاسدة المفسدة ، جعلوه ستاراً لهم ليحكموا من ورائه مصر سنوات عدة ، حتى خرج
عليه المصريون وأطاحوا به ، وعاونهم فى ذلك الجيش المصرى الوطنى المخلص ، ولولا
ضعفه ومرضه وشيخوخته ، لكان قد عَلق رقاب الجميع فى المشانق ، وأعدم قادة المجلس
العسكرى رمياً بالرصاص ، ولكنه تصرف بحكمة وعقل ، ووعى التاريخ جيداً ، وعلم أن
المصريين ماداموا خرجوا عليه ، بهذه الأعداد المليونية فى كافة ميادين مصر فى وقت
واحد ، فإنهم لن يعودوا إلى ديارهم ، إلا بعد أن ينزعوه من الحكم ، وينزعوا عنه
رداء الشرعية التى ألبسوه إياها قرابة ثلاثين عاماً ، فما كان منه إلا أن أسلم لهم
الأمر ، وما كان بيده إلا أن يفعل ذلك ، والقول بغير هذا هو من قبيل الهراء .
ومرت
الأيام . . وإختار الشعب حاكماً طيباً يخاف الله فيه ، وكعادة بعض المصريين
الفراعنة ، إذا إستشعروا فى الحاكم الطيبة أو مخافة الله ، إعتبروها ضَعفاً ووهناً
، وما هى بذلك . . ولكنى أرى الكثيرين قد بدأوا التقافز حول الرجل مثل القردة ،
يتحينون الفرصة كى يعتلوا ظهره وأكتافه ، ويعتلوا أكتاف مصر ليعودوا بها إلى
الوراء مرة أخرى ، لقد هالنى وأفزعنى ما أراه من تطاول ، من بعض أبناء هذا الشعب ،
على حاكم البلاد أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر القديم والحديث ، وما كان هؤلاء
القردة ، ليسمع أحد لهم صوتاً ، فى عهد الطاغية ، وإلا إمتلأت بهم وبأهليهم سجون
مصر ومعتقلاتها ، وإسألوا المجرم السفاح ، وزير داخلية الطاغية .
صحيح . .
أنا ما أردت رئيساً لمصر من الأخوان المسلمين ، ولولا هذا الشفيق الفاسد عدو
الثورة إبن مبارك ، ما إخترت هذا المرسى
فى الإنتخابات ، ولكن آداء واجبى الوطنى هو من فرض علىّ ذلك ، مثلما فرضه على
الكثيرين من المصريين ، وكان ما كان ، وأصبح مرسى حاكم البلاد ، وهو صاحب الشرعية
الأولى والأقوى بإختيار الشعب ، ولا
تدانيها أى شرعية أخرى .
إن البعض
من أبناء هذا الشعب ، يريد لعجلة الزمن أن تعود إلى الوراء ، وفى سبيل تحقيق
إرادتهم البلهاء تلك ، تجاوزا كل الحدود ، وأطلقوا العنان لحناجرهم وألسنتهم
وأقلامهم ، من أجل الشتم والسباب وقلة الأدب والحياء ، بدعوى الدفاع عن عهد مضى
ولن يعود إلى يوم القيامة . . لهؤلاء أقول : أن ما تفعلونه لا يُغنى ولايُسمن من
جوع ، أمثالكم لا يكتبون التاريخ ، التاريخ سوف يكتبه أبناء هذا الشعب ، الذين
سالت دماؤهم فى ميادين مصر كلها ، وحتى اليوم لم يُقتص من مجرم واحد لقتلهم . .
وأقول لهم أيضاً : أريحوا أنفسكم وإستريحوا ، فالجميع يدرك تماماً ، ما لمبارك وما
عليه ، حناجركم وألسنتكم وأقلامكم ، وتطاولكم على المصريين بالشتم والسباب لن
يُجدى نفعاً ، ودعواتكم عليهم ، بالإنتقام والحرق والدمار ، لن تُفتح لها أبواب
السماء ، لأن مبارك ما نُزع عنه الحكم إلا بأمر السماء ، ألم تقراوا قول الله
تعالى فى كتابه العزيز " قل اللهم مالك المُلك ، تؤتى المُلك من تشاء ، وتنزع
المُلك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شئ قدير
" صدق الله العظيم . . وألم تسمعوا قول الشيخ متولى الشعراوى رحمه الله
" لا يحكم فى مُلك الله أحد إلا بمراد الله " ؟ . . . إقرأوا القرآن
كتاب الله جيداً وإستوعبوه جيداً ، ولا تكونوا ممن قال الله تعالى فيهم "
أفلا يتدبرون القرآن ، أم على قلوب أقفالها " صدق الله العظيم . .
والآن . .
. مصر تعانى من الفوضى فى كل شئ ، تلك الفوضى التى أرادها مبارك وحاشيته من بعده ،
فوضى منبعها البعض من أبناء هذا الشعب ، الذين نزع منهم عهد مبارك صفة الولاء والإنتماء
لهذا الوطن ، من كثرة ما رأوا من الفساد والتهميش فى كل شئ ، وكأن الوطن ما عاد
وطنهم ، ولا مصر عادت مصر هم ، وفوضى أخرى مرجعها إلى أذناب الفساد ، وصغار الطغاة
، الذين لا زالت مصالحهم ومطامعهم الشخصية الضيقة ، تعلو على مصالح مصر ، وتتعلق
بالنظام الفاسد البائد ، فجعلوا ولا ءهم وإنتماءهم لشخص ولى عهده ومضى ، إلى غير
رجعة ، وفوضى ثالثة ، يصنعها شباب عقولهم خواء ، تصفر فيها الريح ، لهم أجسام
البغال وعقول العصافير ، لم يقرأوا كتاباً قط ، ولم يفهموا التاريخ قط ، ترعرعوا
فى عهد مبارك ، ونشأوا على الجهل والغباء ، كما وصفهم هو بلسانه أثنا ء حديثه
لسفاحه المجرم خلال المحاكمة . . وأخيراً أقول لكل هؤلاء : إن عهد مبارك قد فات
ومات ، وما فات لا يعود ، وما مات لا يُبعث من جديد إلا يوم القيامة . .
أما عن
الرئيس المُنتخب محمد مرسى ، فله أقول : أنا أعطيتك صوتى ، ولم أكن أريدك شأنى شأن
كثير من المصريين ، فأنا إخترتك بطريق الإستبعاد لهذا الشفيق الفاسد عدو الثورة
إبن مبارك ، وليس بطريق الإقتناع بك ، ولا
بالإخوان المسلمين ، والآن أنت رئيس مصر ، أنت صاحب الشرعية الوحيدة والأقوى فى
هذا الوطن ، بعد أن إختارك الشعب المصرى بأغلبية ضئيلة ، كما إختار الفرنسيون
رئيسهم الجديد أولاند ، وأقر به جميع الفرنسيين حاكماً لهم . . يا سيدى الرئيس ،
إحكِم قبضتك على البلاد بالقانون والقضاء ، ولا تدع يدك ترتعش ، وإلا أطاح بك
المصريون ، الفوضى تعم البلاد ، والألسنة تتطاول على مصر وشعبها ، وكل الفئران
خرجت من الجحور ، تطل برأسها القبيح علينا مرة أخرى . . يا رئيس مصر ، المصريون
كلهم فراعنة ، فلا تكن ضعيفاً ، كن قوياً فى قرارك ، كن صلباً فى مواقفك ، كن
عادلاً فى حكمك . . . وإن لم تكن قادراً على حكم مصر ، أقولها لك بصوت عالى : أترك
حكم مصر وإرحل ، ودع المصريين يختارون رئيساً آخر، يقدر على حكم مصر . . فمصر قوية
، ولا يحكمها إلا الأقوياء . . . . . وإلى مقال آخر إن شاء الله .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق