الأحد، 4 نوفمبر 2012

المصريون الفراعنة . . . . والقبضة الحديدية ! !


المصريون الفراعنة . . . . والقبضة الحديدية  ! !
----------------------------------------------
المعلوم للكافة على مدى التاريخ القديم والحديث ، أن المصريين ، هم صنيعة الفراعنة وهم صُناعهم ، وربما كان ذلك هو سر عظمة مصر وخلودها وقوتها ، على مر الزمان بسنواته السبعة آلاف . .  أجداد مصر القدامى كانوا فراعنة ، وأبناؤهم وأحفادهم أيضاً فراعنة ، ولم يستطع الزمن أن ينال منهم إلا القشور . . غزا مصر مستعمرون كُثر على مرالعصور ، ولكن مصر قهرتهم جميعأ ، وكانت المقبرة الأبدية ، لكل من تسول له نفسه ، النيل من مصر وشعبها .
المصريون هم سلالة الفراعنة ، هم القوة والمَنعة والصلابة ، هم الرسوخ فى أعماق أعماق التاريخ ، حكامهم كانوا فراعنة مثلهم لأنهم منهم ، ما قهروهم وما غلبوهم وما طغوا عليهم إلا برضائهم ، وكان حكامهم يدركون ذلك تماماً . . ولقد قالها آخرهم – مبارك آخر الفراعنة –" أن المصريين إذا قالوا لحاكمهم :  إرحل ، فلا بد أن يرحل ، ولا نقاش فى ذلك معهم" ، ومن أجل ذلك عندما قالوها له ، سمعها منهم جيداً ووعاها جيداً ، وأطاعهم ورحل . . حاكم المصريين هو فرعون واحد ، ولكن المصريين 85 مليون فرعون ، فلمن تكون الغلبة دائماً ؟ ؟ 

مصر الآن . . بعد ثورة 25 يناير المجيدة ، تمر بمنعطف خطير فى تاريخها الحديث ، إعتلى قمة السلطة فيها ، أحد أبنائها المصريين ، بطريق الإنتخاب الحر المباشر ، نال لقب فرعون حاكم الفراعنة ، وهو صاحب الشرعية الأقوى والأوحد فى البلاد الآن ، بحكم شرعيته الشعبية والدستورية ، شاء الآخرون أم أبوا  . . هو حاكم مصر اليوم ، وهو رمزها ، وهو الفرعون الجديد ، هكذا علمنا التاريخ ، ومن لم يعى ذلك ، عليه أن يعود لصفحات التاريخ يقرأها ويدركها جيداً . . ولكن ما أراه فى الأفق ، لايمكن السكوت عليه ، أو غض البصر عنه ، الحاكم الجديد لمصر وشعبها سمته الطِيبة والسماحة ، وتلك صفات لا نريدها – نحن المصريون – فى حاكمنا ، نحن لا يناسبنا إلا الحاكم العادل المستبد ، نحن نريد حاكماً قوياً وصلباً وعنيداً ، ذا قبضة حديدية فولاذية ، يخاف الله فينا ، ولكنه قوى لنا ، وقوى علينا . .

إن حسنى مبارك . . حكم مصر قرابة ثلاثين عاماً ، حكمها بالحديد والنار ، كان طاغية وشهد العالم كله بذلك ، كان قوياً وصلباً وعنيداً ، كان مستبداً ، ولكنه لم يكن عادلاً ، كان ظالماً لشعبه فى أمور كثيرة ، وكان فاسداً هو وأسرته وحاشيته . .  بقوته وصلابته أنجز الكثير لمصر ، وبطغيانه وظلمه أساء كثيراً لشعب مصر ، وبفساده وفساد حاشيته ، سرقوا مصر وبددوا ثرواتها ، بقوته وصلابته حافظ على أمن مصر وإستقرارها ، وما فرط يوماً فى شبر واحد من أرضها ، ولكنه لم يكن عادلاً ، وكان ظالماً وفاسداً ، وظل على قوته وصلابته وظلمه وفساده ، حتى تقدم به العمر ونال منه المرض ، وأصابته الشيخوخة بحكم الزمن ، فصار كالأسد العجوز ، تلعب على أكتافه القرود ، فجعلته إمرأته شجرة الدر وولده الدلوع وحاشيته الفاسدة المفسدة ، جعلوه ستاراً لهم ليحكموا من ورائه مصر سنوات عدة ، حتى خرج عليه المصريون وأطاحوا به ، وعاونهم فى ذلك الجيش المصرى الوطنى المخلص ، ولولا ضعفه ومرضه وشيخوخته ، لكان قد عَلق رقاب الجميع فى المشانق ، وأعدم قادة المجلس العسكرى رمياً بالرصاص ، ولكنه تصرف بحكمة وعقل ، ووعى التاريخ جيداً ، وعلم أن المصريين ماداموا خرجوا عليه ، بهذه الأعداد المليونية فى كافة ميادين مصر فى وقت واحد ، فإنهم لن يعودوا إلى ديارهم ، إلا بعد أن ينزعوه من الحكم ، وينزعوا عنه رداء الشرعية التى ألبسوه إياها قرابة ثلاثين عاماً ، فما كان منه إلا أن أسلم لهم الأمر ، وما كان بيده إلا أن يفعل ذلك ، والقول بغير هذا هو من قبيل الهراء .

ومرت الأيام . . وإختار الشعب حاكماً طيباً يخاف الله فيه ، وكعادة بعض المصريين الفراعنة ، إذا إستشعروا فى الحاكم الطيبة أو مخافة الله ، إعتبروها ضَعفاً ووهناً ، وما هى بذلك . . ولكنى أرى الكثيرين قد بدأوا التقافز حول الرجل مثل القردة ، يتحينون الفرصة كى يعتلوا ظهره وأكتافه ، ويعتلوا أكتاف مصر ليعودوا بها إلى الوراء مرة أخرى ، لقد هالنى وأفزعنى ما أراه من تطاول ، من بعض أبناء هذا الشعب ، على حاكم البلاد أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر القديم والحديث ، وما كان هؤلاء القردة ، ليسمع أحد لهم صوتاً ، فى عهد الطاغية ، وإلا إمتلأت بهم وبأهليهم سجون مصر ومعتقلاتها ، وإسألوا المجرم السفاح ، وزير داخلية الطاغية .
صحيح . . أنا ما أردت رئيساً لمصر من الأخوان المسلمين ، ولولا هذا الشفيق الفاسد عدو الثورة  إبن مبارك ، ما إخترت هذا المرسى فى الإنتخابات ، ولكن آداء واجبى الوطنى هو من فرض علىّ ذلك ، مثلما فرضه على الكثيرين من المصريين ، وكان ما كان ، وأصبح مرسى حاكم البلاد ، وهو صاحب الشرعية الأولى والأقوى  بإختيار الشعب ، ولا تدانيها أى شرعية أخرى .

إن البعض من أبناء هذا الشعب ، يريد لعجلة الزمن أن تعود إلى الوراء ، وفى سبيل تحقيق إرادتهم البلهاء تلك ، تجاوزا كل الحدود ، وأطلقوا العنان لحناجرهم وألسنتهم وأقلامهم ، من أجل الشتم والسباب وقلة الأدب والحياء ، بدعوى الدفاع عن عهد مضى ولن يعود إلى يوم القيامة . . لهؤلاء أقول : أن ما تفعلونه لا يُغنى ولايُسمن من جوع ، أمثالكم لا يكتبون التاريخ ، التاريخ سوف يكتبه أبناء هذا الشعب ، الذين سالت دماؤهم فى ميادين مصر كلها ، وحتى اليوم لم يُقتص من مجرم واحد لقتلهم . . وأقول لهم أيضاً : أريحوا أنفسكم وإستريحوا ، فالجميع يدرك تماماً ، ما لمبارك وما عليه ، حناجركم وألسنتكم وأقلامكم ، وتطاولكم على المصريين بالشتم والسباب لن يُجدى نفعاً ، ودعواتكم عليهم ، بالإنتقام والحرق والدمار ، لن تُفتح لها أبواب السماء ، لأن مبارك ما نُزع عنه الحكم إلا بأمر السماء ، ألم تقراوا قول الله تعالى فى كتابه العزيز " قل اللهم مالك المُلك ، تؤتى المُلك من تشاء ، وتنزع المُلك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شئ قدير " صدق الله العظيم . . وألم تسمعوا قول الشيخ متولى الشعراوى رحمه الله " لا يحكم فى مُلك الله أحد إلا بمراد الله " ؟ . . . إقرأوا القرآن كتاب الله جيداً وإستوعبوه جيداً ، ولا تكونوا ممن قال الله تعالى فيهم " أفلا يتدبرون القرآن ، أم على قلوب أقفالها " صدق الله العظيم . .

والآن . . . مصر تعانى من الفوضى فى كل شئ ، تلك الفوضى التى أرادها مبارك وحاشيته من بعده ، فوضى منبعها البعض من أبناء هذا الشعب ، الذين نزع منهم عهد مبارك صفة الولاء والإنتماء لهذا الوطن ، من كثرة ما رأوا من الفساد والتهميش فى كل شئ ، وكأن الوطن ما عاد وطنهم ، ولا مصر عادت مصر هم ، وفوضى أخرى مرجعها إلى أذناب الفساد ، وصغار الطغاة ، الذين لا زالت مصالحهم ومطامعهم الشخصية الضيقة ، تعلو على مصالح مصر ، وتتعلق بالنظام الفاسد البائد ، فجعلوا ولا ءهم وإنتماءهم لشخص ولى عهده ومضى ، إلى غير رجعة ، وفوضى ثالثة ، يصنعها شباب عقولهم خواء ، تصفر فيها الريح ، لهم أجسام البغال وعقول العصافير ، لم يقرأوا كتاباً قط ، ولم يفهموا التاريخ قط ، ترعرعوا فى عهد مبارك ، ونشأوا على الجهل والغباء ، كما وصفهم هو بلسانه أثنا ء حديثه لسفاحه المجرم خلال المحاكمة . . وأخيراً أقول لكل هؤلاء : إن عهد مبارك قد فات ومات ، وما فات لا يعود ، وما مات لا يُبعث من جديد إلا يوم القيامة . .

أما عن الرئيس المُنتخب محمد مرسى ، فله أقول : أنا أعطيتك صوتى ، ولم أكن أريدك شأنى شأن كثير من المصريين ، فأنا إخترتك بطريق الإستبعاد لهذا الشفيق الفاسد عدو الثورة إبن مبارك  ، وليس بطريق الإقتناع بك ، ولا بالإخوان المسلمين ، والآن أنت رئيس مصر ، أنت صاحب الشرعية الوحيدة والأقوى فى هذا الوطن ، بعد أن إختارك الشعب المصرى بأغلبية ضئيلة ، كما إختار الفرنسيون رئيسهم الجديد أولاند ، وأقر به جميع الفرنسيين حاكماً لهم . . يا سيدى الرئيس ، إحكِم قبضتك على البلاد بالقانون والقضاء ، ولا تدع يدك ترتعش ، وإلا أطاح بك المصريون ، الفوضى تعم البلاد ، والألسنة تتطاول على مصر وشعبها ، وكل الفئران خرجت من الجحور ، تطل برأسها القبيح علينا مرة أخرى . . يا رئيس مصر ، المصريون كلهم فراعنة ، فلا تكن ضعيفاً ، كن قوياً فى قرارك ، كن صلباً فى مواقفك ، كن عادلاً فى حكمك . . . وإن لم تكن قادراً على حكم مصر ، أقولها لك بصوت عالى : أترك حكم مصر وإرحل ، ودع المصريين يختارون رئيساً آخر، يقدر على حكم مصر . . فمصر قوية ، ولا يحكمها إلا الأقوياء . . . . . وإلى مقال آخر إن شاء الله .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق